مجاهد ناصر حياة الإنسان والحيوان والنبات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالطاقة ارتباطها بالماء، فالنبات لا يستطيع الحياة من غير الطاقة المرتبطة تماما بتلقي الطاقة من الشمس لصناعة اليخضور والطاقة تتحرر لديه من تفكيك جزيء الماء وجزيء ثاني أوكيسد الكربون. ثم تتحرر الطاقة والأوكسجين في عملية معقدة تدعي عملية البناء أو التمثيل اليخضوري. وفي الليل تحدث عملية عكسية وهي عملية الهدم أي هدم السكريات ..النشويات..التي تم بناؤها نهارا في وجود الضوء الذي هو شرط من شروط البناء الضوء.. وتحرر المواد السامة من هدم الكربوهيدرات وهي مادة ثاني أوكسيد الكربون، لذا ينصح بعدم وضع الأزهار في غرف النوم...هذا عند النباتات سواء منها الراقية أو الدنيئة. وعند الإنسان يتم احتراق المواد الغذائية الناتجة من الهضم على مستوي الخلايا في وجود الأوكسجين المتنقل عن طريق هواء التنفس وتحرر الطاقة اللازمة لعمل الأجهزة التي تشكل العضوية أي الجسم، ويصاحب تحرر الطاقة هذه فضلات سامة إذا تراكمت في الجسم شكلت له مشاكل واضطرابات هذه السموم هي غاز ثاني أوكسيد الكربون والماء والبول وحمض البول وغيرها.... هذه الفضلات خصص لها الله سبحانه وتعالى أجهزة مختصة لطردها خارج الجسم مثل الجهاز البولي وجهاز التنفس والجلد سميت على حد سواء بأجهزة الإطراح أي تطرح السموم الضارة خارج الجسم، فنلاحظ أن تحرير الطاقة يصحبها دوما طرح الفضلات بمعنى أن تحرير الطاقة في العضوية يصحبه مخلفات ضارة وهذه المخلفات هيأ الله سبحانه وتعالى لها أجهزة لطردها. وأي احتراق لمواد عضوية في الطبيعة سواء كان خشبا أو زيوتا أو فحما أو حتى الاحتكاك لتوليد الطاقة إلا ويخلف موادا سامة غازية أو صلبة..أن اكتشاف النار من طرف الإنسان أدى إلى وثبة عالية في تطور الحياة.. بداية الحكاية سيدنا موسى ذهب يلتمس لأهله جذوة نار فوجد عندها الله سبحانه وتعالى. وباكتشاف النار استطاع الإنسان اكتشاف المعادن واكتشاف المعادن سهل للإنسان العيش والعيش المطور كالحصول على أسلحة الصيد في البداية والوقاية من الصدمات واكتشاف آلات الحراثة وآلات الحصاد، وكان اعتماد الإنسان في إذكاء النار على الحطب والنباتات.. ولكن مع تطور الزمن لم تكن النباتات كافية للاحتراق والاشتعال ولو استمر الاعتماد على الغابات في الاحتراق والاشتعال لتم التخلص من الغابات والأدغال في حقبة من الزمن ولانقرضت النباتات التي تشكل مصدرا رئيسيا للأوكسجين ولانقرضت الكائنات الحية من على الأرض كما حصل للديناصورات، لكن قدرة الله سبحانه وتعالى وحكمته في استمرارية الكون جعل لمصادر الطاقة ترشيدا لا نظير له، فبعد استعمال الحطب واستعمال فضلات الحيونات مثل بعر الإبل والغنم .. ثم في العصور المتأخرة اكتشاف الفحم الحجري ومع اكتشاف الفحم الحجري ازدهرت الصناعات وتم اكتشاف القطارات البخارية وتم تطوير صناعات التعدين فزاد احتياطي الدول من الذهب والمعادن النفيسة الأخرى ومن ثم قام الإنسان بتوجيه جهوده إلى اكتشاف مصادر أخرى للطاقة مثل البترول والغاز الطبيعي، ولا شك أن استغلالهما فيه فضلات سامة قد تسبب مشاكل بيئية ومشاكل صحية للإنسان والحيوان والنبات حتى قيل الملامسة الدائمة للنفط تسبب السرطان الجلدي ولكن استغلاله ضروري لتطوير وسائل النقل مثل الطائرات والسيارات ومكوك الفضاء والأقمار الصناعية والأسلحة النووية وآلات تطوير الفلاحة والمبيدات الحشرية والأسمدة الضرورية. كل ذلك من مشتقات البترول أن الله سبحانه تعالي سخر للإنسان هذه المصادر من الطاقة. وقد ذكرها في سورة الواقعة (أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون ....تورون أي تقدحون الزناد..والقصد من الشحر هو التشعب فنقول شجرة العائلة..أي فروع العائلة ومن الشجرة الشجار أي الخصام والنزاع والشجار فيه تشعب للأفعال والحركات والصفات وكل حركة أو صفة تكون مستقلة بذاتها. وهنا نريد أن نقول إن الشجرة المشار إليها في القرآن الكريم ليست الشجرة النباتية وإنما التشعب الحاصل لمصادر الطاقة على مراحل.. تسخير للإنسان في البداية كانت النباتات ومخالفات الحيوانات المستأنسة ثم تم اكتشاف الفحم الصخري ومن تم اكتشاف النفط والغاز وأخيرا اكتشاف الغاز الصخري. إن الله سبحانه وتعالى سخر للإنسان مصادر للطاقة ووفر له سبل استغلالها بالتدرج وبكل مصدر سابق توفر الجهود للوصول إلى المصدر التالي، فبالبترول والغاز الطبيعي يستطيع الإنسان إيجاد بديل للمصدر الطاقوي الذي ينفد لا محالة آجلا أم عاجلا مثلما هو الحال للغاز الشيست أو ما يسمي الغاز الصخري، فالغاز الصخري يختبئ في الطباقات السفلية البعيدة ولا يمكن استغلاله إلا بتوظيف طاقة البترول. ونرى أن الأصوات تتعالى أمام استغلال الغاز الصخري لما ينعكس من خطر على صحة استهلاك الإنسان للماء الجوفي الذي تمسه المواد المستعملة في تكسير الصخور حسب زعمهم، وقد أسلفت أن قلت إن أي احتراق له مخلفات سامة من ثاني أوكسيد الكربون إلى أول أوكسيد الكربون القاتل لكن العناية الإلهية جعلت النبات يمتص هذه السموم ويركب بها مادة الحياة فعلى الإنسان بما وهب من عقل أن يوفر أسباب الوقاية وأن يجد بدائل ليست كيمائية الآلات الفيزيائية بدل الكيمائية وإذا وجب استعمال المواد الكيمائية عليه أن يجعل لها مواد معدلة أو مواد واقية لاتقاء أخطارها على الكائن الحي والبيئة.. وقاية ضرورية أن كل المواد المشتقة من البترول أثبتت أضرارها للإنسان من الغازات المنبعثة من المفاعلات والمصانع وقد عزي حدوث ثقبة الأوزون لها وإلى أبسط مغلف للمواد الغذائية كالأكياس البلاستيكية.. وكثيرا ما قتلت الغازات المنبعثة من أجهزة التدفئة عندما لا تتخذ إجراءات أمنية لصرف الغازات السامة ولذا يبدو استغلال الغاز الصحري حمتية فرضها الزمن ولا مناص منها ولكن يبقى الإشكال في إيجاد أساليب سليمة لاستخراجه وربما أساليب استغلاله بالطريقة التقليدية ستجر عليه اتهامات كما جرت على أسلافه من مصادر الطاقة من الحطب إلى النفط... على الدول التي تسعى لاستغلال الغاز الصخري أن تجهد في إيجاد واتخاذ أساليب الوقاية، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ولابد لهذا الجسم من طاقة تسيير وطائفة من حركات وعمل الأجهزة والغدد وشتى أعمال الخلايا من نقل صفات وراثية كلها تعمل بطاقة الميتاكوندريه.. وبالموازاة خلق الله أجهزة في نفس الجسم تصرف الفضلات مثل الجهاز التنفسي والجهاز البولي وجهاز التعرق من مسامات الجلد فلنتعلم أساليب الوقاية من أجسامنا ونتعلم بأن مصادر الطاقة موجودة في الكرة الأرضية وفي الشمس والرياح والمياه.. وأنما تستغل لما يحين وقتها ونعرف أن كل مشاريع الحياة مبنية على الطاقة كما بنيت حياة الخلية على الطاقة بنيت أجسامنا على الطاقة متلازمة مع الماء وعند النباتات وعند أدنى المخلوقات من بكتريا وجراثيم والفيروسات بل أدنى عند الذرة بل أدنى من البروتون والإلكترون.. كلها ترتكز على وبالطاقة...وكلها بها مخلفات للطاقة وسموم وقد يتوصل العلم إلى ما بعد الغاز الصخري قد تكون من غاز الماء أو من غاز الرياح أو من غاز الشمس أو الغاز الإشعاعي أو الغاز الإلكتروني أو غاز، وهذا سيكشف عليه العلماء العاملون في ميدان استغلال الطاقة.