انعدام كلّي لضروريات العيش الكريم قرية إشعباثن بأعفير.. هنا تنتهي الحياة
تتواصل معاناة عشرات العائلات بقرية إشعباثن ببلدية أعفير شرق ولاية بومرداس وسط جملة من المشاكل التي أرّقت يومياتهم وجعلتهم يعيشون حياة بدائية يميّزها الفقر والحرمان والاحتياج فالقرية تفتقر إلى أدنى ضروريات العيش لهؤلاء المواطنين الذي طال بهم الصبر والانتظار بحثا عن منفذ يخرجهم من دائرة التهميش الذي لازمهم لعدّة سنوات. ل. حمزة
ينتظر سكّان قرية إشعباثن بأعفير اِلتفاتة من الوافدة الجديدة على رأس ولاية بومرداس وانتشالهم من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يتخبّطون فيها والتي يطبعها النقص والحرمان من غياب قنوات الصرف الصحّي وتدهور حالة الطرق الداخلية وغياب المرافق الرياضية والشبّانية ونقص الإنارة العمومية والتزوّد بالكهرباء والعطش وقلّة حصص استفادة القرية من حصص البناء الريفي كلّ هذه الأمور -حسب السكّان- ساهمت بشكل كبير في دخول سكّان القرية في معاناة متواصلة بالرغم من علم السلطات الوصية المحلّية والولائية بنقائصهم حيث أكّدوا لنا أنهم انتهجوا جلّ السبل وطرقوا جميع الأبواب بغية إيصال انشغالاتهم إلى السلطات المعنية أملا في التكفّل بها وتوفير متطلّبات الحياة الأساسية إلاّ أنهم على -حدّ تعبيرهم- لم يجنوا غير الوعود التي بقيت على مرّ الأزمان والعصور مجرّد حبر على ورق وحلما صعب المنال.
الأوبئة تطارد السكّان لغياب قنوات الصرف الصحّي أوّل مشكل كشف عنه سكّان القرية الريفية هو غياب قنوات الصرف الصحّي مؤكّدين أن القرية أصبحت مصبّا للنفايات حيث غرقت في القمامة والأوساخ والروائح الكريهة التي ساهمت في انتشار الحيوانات المفترسة والكلاب الضالّة والحشرات الضارّة التي تهدّد بشكل كبير صحّة السكّان الذين عبّروا من خلال حديثهم إلينا عن خوفهم الشديد من انتشار الأمراض والأوبئة في أوساطهم وأوساط أولادهم الصغار مؤكّدين في السياق ذاته أنهم يلجون من أجل التخلّص من فضلاتهم البيولوجية والمنزلية إلى الحفر التقليدية التي تنجم عنها روائح كريهة حيث ناشدوا السلطات المحلّية ضرورة الالتفاتة العاجلة وتسجيل مشروع قنوات الصرف الصحّي بالقرية ورفع الغبن عنهم.
أزمة المياه هاجس السكّان كلّ صيف يعتبر مشكل انعدام المياه الصالحة للشرب بقرية إشعباثن كابوسا يلاحق المواطنين نظرا للمعاناة الكبيرة التي لازمتهم منذ الثمانينيات وما تزال مستمرّة إلى يومنا هذا حيث تشهد القرية تذبذبا كبيرا في توزيع المياه الصالحة للشرب كما يغيب عن حنفياتهم في فصل الصيف في العديد من الأحيان لأزيد من 10 أيّام والسبب -حسب مصالح البلدية- هو أن الخزّان المركزي الذي يزوّد سكّان أعفير بالماء الصالح للشرب المتواجد بقرية بومعطي التي تبعد بحوالي 7 كلم عن مقرّ البلدية يحتوي على كمّية قليلة من المياه حوالي 300 متر مكعب وهي لا تكفي لتزويد القرية بشكل يومي بالإضافة إلى أن الخزّانات الثانوية هي الأخرى تحتوي في مجملها على كمّيات قليلة. وأمام هذه الوضعية وحتى تكون البلدية منصفة مع مواطنيها عمدت إلى وضع برنامج لتقسيم هذه المادة الحيوية على سكّان أعفير بقراها ال 25. كما عبّر سكّان قرية إشعباثن عن مشكل ثاني وهو مشكل اهتراء الطرق الداخلية التي تتحوّل مع سقوط الأمطار إلى مستنقعات من الأوحال مصعّبة بذلك من تنقّلهم في أرجاء القرية من أجل قضاء حوائجهم مؤكّدين أن أصحاب السيّارات أصبحوا يتجنّبون القرية بالنظر إلى الحالة الكارثية التي آلت إليها طرقها الداخلية معبّرين في السياق ذاته عن سخطهم وتذمّرهم الشديدين من السلطات المحلّية التي حمّلوها المسؤولية الكاملة في تدهوّر طرق القرية بالنظر إلى تهيئة أغلبية طرق قرى البلدية الأخرى في الوقت الذي أصبحت فيه طرق القرية غير صالحة للسير وعلى ما هي عليه دون تهيئة ولا اِلتفاتة من طرف المعنيين بالأمر.
غياب تامّ للمرافق الرياضية والشبّانية شباب القرية من جهتهم عبّروا عن معاناتهم المتواصلة مع الإهمال الذي مسّهم ولحق بهم من قِبل السلطات الوصية فانعدام المرافق الرياضية والشبّانية والمراكز الثقافية والترفيهية جعل شباب القرية على فوهة بركان وعرضة للآفات الاجتماعية بشتى أنواعها مؤكّدين أن غالبيتهم العظمى من محبّي ممارسة رياضة كرة القدم وأن غياب ملعب خاص بهذه الرياضة دفع بهم إلى التنقّل إلى الوديان والأراضي القاحلة بالإضافة إلى القرى والبلديات المجاورة من أجل ممارسة رياضتهم المفضّلة التي ساهم مسؤولو بلدية الرابطة في انقراضها. الشباب ناشدوا من خلال نبرات حديثهم المؤثّرة جدّا ومن خلال نداء الاستغاثة هذا السلطات الولائية وعلى رأسها الولاية الجديدة وكذا مديرية الشباب والرياضة ضرورة الالتفاتة العاجلة إليهم ورفع الغبن عنهم من خلال تسجيل مشاريع تنموية في مجال الشباب والرياضة وكذا مشاريع ثقافية تكون متنفّسا لهم في أوقات فراغهم وصمّام الأمان ضد الآفات الاجتماعية وتضمن لهم مناصب شغل تساهم بشكل كبير في القضاء على ظاهرة البطالة التي تعرف رواجا كبيرا في أوساطهم.
ربط عشوائي للكهرباء وغياب للإنارة العمومية كما ناشد السكّان مؤسّسة سونلغاز ضرورة الالتفاتة العاجلة وتزويد القرية بأعمدة كهرباء إضافية حيث أكّدوا أن معظم البنايات الجديدة دون كهرباء إذ يلجأ أصحابها إلى تزويد منازلهم بطرق عشوائية من خلال الربط من عند الجيران وهذا ما يشكّل خطرا كبيرا على حياتهم وبالأخص عند سقوط الأمطار وحدوث الاضطرابات الجوّية. كما طالب سكّان القرية السلطات المحلّية بضرورة تصليح مصابيح الإنارة العمومية المعطّلة وإضافة مصابيح أخرى من أجل القضاء على النقص المسجّل فيها وتسهيل عملية التواصل فيما بينهم خلال الفترة الليلية وكذا المساهمة في القضاء على انتشار عصابات اللصوص المختصّة في سرقة المواشي والتي تتّخذ من الظلام الدامس العامل الأوّل المساعد في تنفيذ عمليات السطو ونجاحها. سكّان قرية إشعباثن ورغم سخطهم وتذمّرهم الشديدين من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يتخبّطون فيها ومن السلطات المحلّية إلاّ أنهم أكّدوا أنهم مازالوا يسعون إلى تحقيق مطالبهم بطرق سلمية بعيدا عن الاحتجاجات.