على عكس دراسات سابقة، كشف علماء أنه ليست هناك صلة بين التعاسة والموت المبكر. واعتمدت الدراسة على بيانات استطلاع شاركت فيه أكثر من 700 ألف امرأة بريطانية، لكن ماذا بشأن الرجال التعساء؟ وكيف الحال بالنسبة لزوجات المكتئبين؟ في تقرير حديث نشر في مجلة "لانسيت" الطبية البريطانية أكد باحثون أنه لا صلة بين التعاسة والموت المبكر، وهو ما يتناقض مع اعتقاد انتشر لعقود أن التعاسة والضغوط النفسية تسبب الكثير من الأمراض. وتوضح د. بيته ليو، من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا: "المرض يجعلك تعيساً، لكن التعاسة لا تجعلك مريضاً". وأضافت المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن فريق البحث لم يجد تأثيراً مباشراً بين التعاسة وتوقيت الوفاة، في دراسة استمرت عشر سنوات. وتعد هذه الدراسة بمثابة طوق نجاة لملايين الأشخاص الذين يعانون من متاعب نفسية مثل الاكتئاب. وأوضح الباحثون أن بحثهم تم على نطاق أوسع من أي بحث سبق، حيث قاموا باستبيان شاركت فيه أكثر من 715 ألف امرأة بريطانية، تتراوح أعمارهم بين 50 و69 عاماً، كن يشاركن في برنامج للفحص المبكر لسرطان الثدي منذ أواخر التسعينات. وبعد ثلاثة أعوام من الانضمام للدراسة، طلب منهن تقييم شعورهن بالصحة والسعادة والإجهاد والتحكم، وإذا ما كن يشعرن بالراحة. وعبرت خمس من كل ست نساء أنهن راضيات، بينما كانت واحدة من كل ستة تشعر بالتعاسة. وتمت متابعة حالة النساء لعشر سنوات، توفيت خلالها 30 ألف منهن. ووجد العلماء أن معدل الوفيات بين النساء اللاتي يعانين من التعاسة، كان مثله تماماً مثل معدل الوفيات لدى النساء السعيدات. وقال فريق البحث إنه نظراً لحجم الدراسة، فقد كانوا قادرين على استبعاد عوامل أخرى تؤثر على الصحة، مثل التدخين وأنماط الحياة غير الصحية الأخرى التي قد تؤدي إلى زيادة معدل الوفيات. وبالتالي تم استبعاد أولئك اللاتي كانت لديهن أمراض خطيرة أخرى مثل أمراض القلب وأمراض الرئة أو السرطان. وقام الباحثون بالتمييز بين أولئك اللواتي تلقين علاجاً من الاكتئاب أو القلق، وأولئك اللواتي لم يتلقين علاجاً، وكانت النسب متماثلة. وقال المؤلف المشارك في الدراسة، ريتشارد بيتو، الأستاذ في جامعة أوكسفورد، إن هذه الاكتشافات تعني أن الناس يمكن أن "تركز على القضايا الحقيقية التي تقصر العمر، مثل التدخين والبدانة".