بعد أن تحدّثنا في الحلقة الأولى (الثلاثاء الماضي) عن تأسيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) والشخصيات التي كان لها شرف تأسيسه كما تعرّفنا على أوّل رئيس لها وهو الرّاحل الدكتور معوش إلى الرّاحل عمر كزّال تُرى مَن هم الشخصيات التي كان لها شرف رئاسة أكبر هيئة رياضية في بلادنا في الفترة ما بين 1984 ووقتنا الحاضر والتي يرأسها الحاج محمد روراوة؟ هذا ما سنعرفه في الحلقة الثانية وما قبل الأخيرة علما بأن الحلقة الثالثة والأخيرة حول هذا الموضوع التاريخي ترقّبوها في مثل هذا اليوم من الأسبوع المقبل. من ماي 1984 إلى أفريل 1986 يسعد دومار بعد عمر كزّال الذي ترك منصب (الفاف) في شهر أفريل 1984 اثر إخفاق منتخبنا الوطني في بلوغ أولمبياد لوس أنجلوس أمام المنتخب المصري تمّ تعويضه ب (يسعد دومار) الذيخلال حقبته تأهّل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم بالمكسيك عام 1986 وإلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر. لكن المشاركة الهزيلة للمنتخب في دورة مصر بخروجه في الدور الأوّل بتعادلين أمام زامبيا والمغرب وخسارة أمام الكاميرون (3 - 2) كانت من الأسباب الرئيسية لترك يسعد دومار منصب (الفاف) في شهر أفريل 1986. من أفريل 1986 إلى جويلية 1987 محمد مكيراش لم تدم عهدة محمد مكيراش إلاّ عاما وشهرين فقط كان له شرف حضور مونديال المكسيك الذي شارك فيه منتخبنا الوطني لكن للأسف أقصي في الدور الأوّل. وتزامن رحيل مكيراش من (الفاف) مع تدشين ملعب 19 ماي بعنابة من خلال اللّقاء الذي فاز به منتخبنا الوطني في هذا الملعب على المنتخب السوداني (3 - 1) في إطار إقصائيات أولمبياد سيول الذي أخفق فيه منتخبنا في التأهّل بعدما فشل في تخطّي عقبة المنتخب النيجيري. من سبتمبر 1987 إلى أكتوبر 1988 بلعيد لكارن حطّم بلعيد لكارن الحكَم الجزائري في مونديال إسبانيا 82 الفترة الزمنية القصيرة التي سبقه إليها محمد مكيراش حيث لم تدم فترته على رأس (الفاف) إلاّ 11 شهرا فقط حيث أرغم على الاستقالة بسبب (التخلاط) على مستوى الاتحادية. من أكتوبر 1988 إلى فيفري 1989 رشيد مخلوفي بعد محمد مكيراش الذي اعتبر أوّل رئيس يترأس (الفاف) لأقلّ فترة ب 14 شهرا وبعده بلعيد لكارن ب 11 شهرا جاء الدور على رشيد مخلوفي فرغم ماضيه الكروي ورغم البرنامج الطموح الذي جاء به خدمة الكرة الجزائرية إلاّ أنه وجد نفسه مرغما على ترك منصبه بعد أربعة أشهر من انتخابه على رأس (الفاف). رحيل مخلوفي عن (الفاف) ترك هذه الهيئة دون رئيس حيث تمّ تعيين سي محمد بغدادي لمدّة أربعة أشهر إلى أن تمّ انتخاب عمر كزّال كما سبق الذكر. من نوفمبر 1992 إلى سبتمبر 1993 (الفاف) دون رئيس كان لرحيل عمر كزّال عن رئاسة الاتحادية في مطلع شهر نوفمبر 1992 الأثر السلبي على هذه الهيئة حيث بقي منصب الرئيس شاغرا عشرة أشهر لينتخب في شهر سبتمبر 1993 اللاّعب السابق لاتحاد العاصمة المولدي عيساوي . من سبتمبر 1993 إلى جويلية 1994 المولدي عيساوي خلال جمعية عامّة انتخب المولدي عيساوي رئيسا ل (الفاف) لكنه لم يكمل عهدته حيث أرغم على الاستقالة في شهر جويلية 1994 دون أن يكمل ولو عاما واحدا من فترة رئاسته حيث ترك منصبه مرغما بعد الذي حدث للمنتخب الوطني عقب خسارته لقاء السنغال على البساط بعد إدراج اللاّعب كعروف وهو تحت طائلة العقوبة في لقاء الذهاب أمام المنتخب السنغالي الأمر الذي كلّف منتخبنا الوطني عدم بلوغ نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت قي ربيع 1994. من جويلية 1994 إلى جانفي 1995 الراحل رشيد حرايق بعد استقالة المولدي عيساوي انتخب خلفا له الراحل رشيد حرايق لكن لعنة السياسة والسياسيين دفّعته ثمنا غاليا حيث اغتيل في مطلع شهر جانفي تاركا وراءه أكثر من علامة استفهام. من قتل رشيد حرايق؟ ومن المستفيد من اغتياله؟ أسئلة لم نجد لها إجابة إلى حدّ الآن. رحم اللّه رشيد حرايق وأسكنه فسيح جنانه. من جانفي 95 إلى نوفمبر 96 ثلاثة أسماء على رأس (الفاف) كان لاغتيال رشيد حرايق الأثر السلبي على الاتحادية حيث تميّزت باللاّ استقرار. فعلى مدار أقلّ من ثلاث سنوات تعاقب على رئاسة (الفاف) ثلاثة رؤساء الأوّل العربي بريك الذي كان يشغل منصب رئيس رابطة وهران الجهوية حيث ترأس (الفاف) لمدّة 16 شهرا (من جانفي 95 إلى أفريل 96) ثمّ ترك منصبه لابن مولودية سعيد عمارة الذي ترأس هذه الهيئة لمدّة شهرين فقط (من أفريل 96 إلى جوان 96) ولمدّة ثلاثة أشهر (من أوت 96 إلى نوفمبر 96) ترأسها الرئيس السابق لاتحاد الحرّاش محمد العايب الذي أرغم على ترك منصبه. من نوفمبر 1996 إلى جوان 1999 سبعة رؤساء مؤقّتين واثنان منتخبان من نوفمبر 1996 إلى جوان 1999 تداول على رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم سبعة رؤساء بعضهم مؤقتين والبعض الآخر منتخبين وفي مقدّمتهم الراحل محمد ذيابي الذي سبق له وأن ترأس فريق مولودية قسنطينة المتوّج بلقب البطولة الوطنية موسم 1990 - 1991 مع المدرّب رشيد بوعراطة. وبلغة الأرقام تداول على رئاسة (الفاف) بمعدل رئيس كلّ سبعة أشهر معدل يعكس الواقع المزري للكرة الجزائرية في تلك الفترة العويصة التي كنت تعيشها كرة القدم الجزائرية بل الجزائر ككلّ وهي الفترة التي تدخل ضمن الفترة السوداء التي ميّزت الجزائر. أربعة رؤساء من بين السبعة ترأسوا (الفاف) لفترات مؤقّتة ويتعلّق الأمر بكلّ من محمد بغورة من نوفمبر 1996 إلى سبتمبر 1997 سعيد بوعمرة من سبتمبر 1997 إلى نوفمبر 1997 بن عمار برحّال من جويلية 1999 إلى الشهر الموالي من نفس العام وحسن الشيخ من أوت 1999 إلى أفريل 2000. وبين فترة برحّال وحسن الشيخ ترأس (الفاف) بالاقتراع الراحل ذيابي في الفترة ما بين نوفمبر 1997 وجوان 1999. وخلال هذه الفترة لم تحقّق الكرة الجزائرية أيّ إنجاز يذكر اللّهم إلاّ تأهّل المنتخب الوطني مرّتين إلى نهايات كأس العالم لكن مشاركته في دورة بوركينا فاسو عام 1998 كانت كارثية بقيادة المدرّب عبد الرحمن مهداوي بعد أن مُني المنتخب الوطني بثلاث هزائم مُنهيا هده الدورة دون نقطة وهي أسوأ مشاركة للفريق الوطني في نهايات كأس أمم إفريقيا على مدار جميع مشاركاته. من أفريل 2000 إلى أوت 2001 الرّاحل عمر كزّال في شهر أفريل أي مباشرة بعد مشاركة المنتخب الوطني في نهايات كأس أمم إفريقيا التي أقيمت بغانا تمّ تعيين الرئيس الأسبق ل (الفاف) الراحل عمر كزّال. ولم يغادر هذا الأخير قصر دالي ابراهيم إلاّ في شهر نوفمبر من السنة الموالية وفيها بدأت تتّضح معالم المنتخب الوطني بعد انتخاب الرئيس الحالي محمد روراوة رئيسا ل (الفاف) بطريقة ديمقراطية. من نوفمبر 2001 إلى جانفي 2006 ومن فيفري 2009 إلى وقتنا الحالي محمد روراوة في الثامن نوفمبر من سنة 2001 انتخب الرئيس الحالي محمد روراوة رئيسا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم في الجمعية العامّة الانتخابية المنعقدة بمكتبة الحامّة متفوّقا ببضعة أصوات على منافسه الوحيد رشيد بو عبد اللّه الذي كان يشغل آنذاك منصب رئاسة فريق شباب باتنة. وشهدت الفترة الأولى ل (محمد روراوة) صراعا مفتوحا مع وزير الشباب والرياضة خلال تلك الفترة الدكتور يحيى فيدوم بسبب القرار الوزاري الشهير 07/2004 الذي يحدّد العهدة الرئاسية لرؤساء الاتحادية الرياضية بفترة واحدة. ورغم سعي روراوة لإعادة النّظر في هذا القرار إلاّ أنه فشل في ذلك واستسلم للأمر الواقع. لكن حتى وإن ترك روراوة منصبه في شهر جانفي 2006 إلاّ أن ظلّه بقي يخيّم على تسيير دواليب (الفاف) بدليل أن خليفته المنتخب حميد حدّاج يعدّ ساعده الأيمن. شهدت فترة الرئيس الحالي محمد روراوة ازدهارا لا مثيل له لكرة القدم الجزائرية حيث بلغ منتخبنا الوطني مرّتين نهايات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا و2014 بالبرازيل واستطاع أن يتسلّق جدول الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يعدّه شهريا تقدّما كبيرا. فبعد أن كان (الخضر) في عام 2007 في المركز الستّين ارتقى في آخر ترتيب إلى المركز ال 20 وبات أحسن منتخب قارّي وعربي في هذا الترتيب. روراوة الذي يشغل حاليا منصب رئيس (الفيفا) وفي الاتحاد الإفريقي (الكاف) وفي الاتحاد العربي يأمل أن تفوز الجزائر خلال عهدته باحتضانها نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بعد أن خسر روراوة رهان الفوز بدورة 2019 لمصلحة الكاميرون. من جانفي 2006 إلى فيفري 2009 حميد حدّاج بعد نهاية الفترة الأولى للرئيس الحالي محمد روراوة في شهر جانفي 2009 انتخب ساعده الأيمن خلفا له. ولم يغادر حدّاج منصبه إلاّ في شهر فيفري 2009 خلال الجمعية الانتخابية بعد أن وجد روراوة وحيدا في السباق الأمر الذي مهّد له الطريق للعودة مجدّدا لرئاسة (الفاف). تلكم باختصار شديد جميع الشخصيات التي كان لها شرف رئاسة أكبر هيئة كروية في بلادنا من فجر الاستقلال إلى وقتنا الحالي راجين من العليّ القدير أن يتغمّد برحمته من وافته المنية وأن يسكنهم جنّاته العالية أمّا الأحياء منهم فنتمنّى أن يطيل اللّه في أعمارهم وأن يقيهم شرّ الأمراض. تطالعون في حلقة الثلاثاء المقبل: أحداث وأرقام من رؤساء (الفاف) بعضهم ترأس (الفاف) لفترة لا تزيد عن بضعة أسابيع والبعض الآخر سعى ل (يخلد) فيها وبين هذا وذاك هناك رؤساء تمّت إقالتهم بطريقة الانقلابات العسكرية في القارّة الإفريقية وذلك ما سنتعرّف عليه في حلقة الثلاثاء المقبل بإذن اللّه تعالى وهي الحلقة التي ستجدون فيها الجدول التفصيلي لجميع الرؤساء وفترة كلّ رئيس.
