بقلم: ماهر أبو طير* في صباح 5 جوان بدأت حرب حزيران عام 1967 التي أدت الى احتلال الضفة الغربيةوالقدس ومناطق أخرى من دول عربية إذ احتلت إسرائيل القدس الشرقية وضمتها فعليا الى القدس الغربية مع الحرم القدسي بطبيعة الحال. بعد عقود من الاحتلال يتوعد المستوطنون اليوم باقتحام المسجد الاقصى وقد اعلنت عشرات المنظمات عن دعوتها للإسرائيليين للمشاركة في اقتحام المسجد هذا اليوم بحماية من الأمن الإسرائيلي والمتوقع أن يكون هذا اليوم صعبا في المدينةالمحتلة إذا نفذ المستوطنون تهديدهم ودعواتهم لاقتحام الحرم القدسي التي تأتي قبل يوم واحد من رمضان. هذا ليس جديدا إذ إن مئات الاقتحامات تم تنفيذها على مدى عقود من اجل تطويع المقدسيين والعرب على فكرة التقاسم الزمني والمكاني لاحقا لكن اللافت للانتباه هنا أن اسرائيل لا تقف كثيرا عند أي اتصالات عربية ودولية بل تتعمد التأكيد أن هذا الموقع يهودي ولا تتراجع مترا واحدا عن نياتها بتقاسم المكان وهدم أحد المسجدين وربما كليهما الأقصى وقبة الصخرة. على الرغم من الجهود المبذولة أردنيا من رعاية للحرم القدسي وصيانة وإعمار وغير ذلك وهي جهود لا يمكن إنكارها إلا أننا أمام واقع أصعب بكثير يتعلق بمواصلة التهديدات الإسرائيلية وعدم نية تل أبيب رفع تهديداتها عن الحرم القدسي وتل أبيب هنا لا يهمها ما نقوم به من أجل الأقصى أو صيانة الكهرباء في الحرم أو تأمينه بالموارد المالية لأن مخططها الأساس تقسيم الحرم القدسي وإقامة هيكل سليمان إذا كان ذلك ممكنا. إسرائيل ومنذ عام 1967 تواصل المخطط الأكثر خطورة أي تهويد المدينة وقد استطاعت سرقة أغلب أراضي المدينة وبيوتها وتقوم ببناء الكنس وتسعى لإفقار السكان وإجبارهم على التعاون الأمني أو الهجرة وتسهيل وصول المخدرات لسكانها خصوصا في منطقة البلدة القديمة إضافة إلى الخنق الاقتصادي خصوصا هذه الفترة وفرض الضرائب وكل هذا توطئة لتدمير البنية الاجتماعية المحيطة بالأقصى إضافة إلى إحلال فلسطينيين من خارج القدس في ذات المدينة مقابل إخراج عائلات مقدسية وتهجيرها لغايات معينة ليس هنا محل ذكرها. في ذكرى سقوط القدس نكرر الكلام الذي يقال كل مرة فالاقصى والحرم القدسي من دون الناس عبارة عن موقع أثري وقيمة الأماكن المقدسة تنبع من ذاتها لكن اكتمال قيمتها يكون بدخول الناس إليها والصلاة فيها وهذا ماتعرفه إسرائيل فتسعى بكل الوسائل لتدمير البنية الاجتماعية وإضعافها حتى يسقط سوار الحماية الشعبية. تأتي ذكرى سقوط القدس فعليا مع شهر رمضان والعيون في هذه الذكرى تتطلع إلى اليوم الذي تعود فيه المدينة إلى أهلها وإلى العرب والمسلمين لكننا في ذات الوقت نسأل بمرارة عما قدمه مليار عربي ومسلم للمدينة غير الدعاء وذرف الدموع من بعيد فيما هي تتحول تدريجيا إلى مدينة أخرى في ظل عزل العرب لسكانها قبل اليهود وفي ظل الاستفراد بالمدينة وأهلها على مرأى من مليار مسلم وعربي يفترض أيضا أنهم أهلها.