ندوة تاريخية حول الشهيد بن زرجب رمز ثوري جمع بين الطب والوطنية
تم التأكيد في ندوة تاريخية لإستذكار مآثر الشهيد الدكتور بن زرجب بن عودة نظمت أمس الثلاثاء بعين تموشنت أن هذا الشهيد يعد رمز ثوري جمع بين نبل مهنة الطب والتشبت بقيّم الوطنية. وأبرز الطبيب آغا معراج خلال محاضرة له ألقاها بمناسبة الذكرى ال63 لإستشهاد الدكتور بن زرجب أنه من خلال الشهادات التي جمعها من عائلة الشهيد بولاية تلمسان ورفقاءه من المجاهدين توصل إلى حقيقة مفادها أن الشهيد بن زرجب بن عودة هو رمز ثوري جمع بين نبل مهنة الطب والتشبت بقيم الوطنية حيث نذر نفسه لمساعدة وعلاج المرضى بتلمسان ومجموع القرى والمداشر المتواجدة بالقرب منها على غرار منطقتي سبدو والرمشي . وذكر ذات المحاضر خلال هذه الندوة التي نظمتها مديرية المجاهدين على مستوى مستشفى الدكتور بن زرجب بحضور الأسرة الثورية وطلبة شبه الطبي أن الطبيب بن زرجب بن عودة يسجل له التاريخ أيضا أنه كان من الأوائل الذين لبوا نداء الوطن لينضم إلى صفوف الحركة الوطنية وهو في ريعان شبابه بدءا من حزب الشعب الجزائري وحركة إنتصار الحريات الديمقراطية وصولا إلى ثورة نوفمبر حيث كان أول طبيب يسقط شهيدا على أرض الفدى . ووقف الدكتور آغا خلال مداخلته على مسيرة الشهيد بن زرجب بن عودة الذي ولد سنة 1921 بمدينة تلمسان. وقد نال شهادة البكالوريا سنة 1941 لينتقل إلى فرنسا لمتابعة دراسته في العلوم الطبية وهي المرحلة التي إنصهر خلالها الشهيد في العمل النضالي حيث شارك في التأسيس لأول جمعية للطلبة الجزائريين بفرنسا وواصل نضاله لينضم فيما بعد إلى حزب الشعب الجزائري وبعدها إلى حركة إنتصار الحريات الديمقراطية. وبعد عودته لأرض الوطن قام الدكتور بن زرجب بفتح عيادة طبية بتلمسان سنة 1948 والتي كانت سندا للمعوزين حيث لقب حينها بطبيب الفقراء وساهم بعد تأسيس جبهة التحرير الوطني وإعلان إندلاع الثورة التحريرية المجيدة في إنشاء خلايا سرية بالمدينة وكان يتنقل ليلا وفي سرية تامة لمعالجة جرحى جيش التحرير الوطني. وفي سنة 1956 كلف بإقتناء آلة طباعة ناسخة لفائدة الثورة حيث عمد على توفيرها من ماله الخاص وأكتشف أمره من طرف المستعمر الفرنسي ليعتقل ويتعرض لأبشع صور التعذيب والتنكيل إلى أن سقط شهيدا يوم 16 جانفي 1956 حسب ما ذكره ذات المحاضر.