عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: (ثم خرجت عامداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم فلقيتُ خالد بن الوليد وذلك قبيل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت: أين يا أبا سليمان؟ قال: والله لقد استقام المنسم (تبين لي الطريق ووضح) وإن الرجل لنبي أذهب والله فأسلم فحتى متى؟ قال: قلت: والله ما جئتُ إلا لأسْلِم قال: فقدمنا المدينة على رسول الله صلى اللهعليه وسلم فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع ثم دنوت فقلت: يا رسول الله إني أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما تأخر قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها قال: فبايعته ثم انصرفت). قال ابن إسحاق: وقد حدثني من لا أتهم أن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة كان معهما أسلم حين أسلما . رواه أحمد والحاكم وحسنه الألباني. لقد كان إسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه من الأحداث التي سُرَّ وفرح بها النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال صلىالله عليه وسلم حين نعى لأصحابه أمراءه وقادته في معركة مؤتة: (أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذها سيف من سيوف الله (خالد بن الوليد) ففتح الله عليه) رواه أحمد وصححه الألباني. وقد حارب خالد رضي الله عنه أهل الرِّدَّة وُمَسْيلمة الكذاب وغزا العراق وشهد حروب الشام مع المسلمين قائداً وجندياً ومناقبه كثيرة وعاش ستين سنة وتوفي رضي الله عنه بحمص سنة إحدى وعشرين هجرية على فراشه ومن كلماته الأخيرة رضي الله عنه قبيل موته والتي تعبر عن شخصيته وحزنه الشديد على عدم موته شهيداً في ميادين القتال : لَقَد شَهِدتُ مائة زَحف (قتال) أو زُهاءَها (ما يقرب من ذلك) وما في جسدي موضع شبر إلَّا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء .