لا يكف الطلبة والتلاميذ عن "ابتكار" احدث وأنجع وسائل الغش في الامتحانات، هذه الأخيرة التي "تطورت"، وصارت مواكبة حاليا لآخر الابتكارات التكنولوجية، فمن البلوتوث، إلى الساعات والسماعات وغيرها، إلى التقنيات التقليدية المعروفة منذ القديم، فيما تبقى الأقلام إحدى أكثر الوسائل شيوعا نظرا لسهولتها ومرونتها في عمليات الغش. وبعد الأقلام السحرية التي راجت كثيرا خلال السنوات الأخيرة، ولم يتم اكتشافها إلا بعهد مدة طويلة، حيث لا تيمز الكتابة التي كتبت بواسطتها إلا بعد تسليط الضوء عليها من خلال مصباح صغير موجود بالقلم نفسه، ظهرت أنواعٌ أخرى من الأقلام، بعد افتضاح أمر الأقلام السحرية ذات المصابيح، وهي أقلام عادية تحتوي على عكس المصباح على ممحاة صغيرة، ولا يتعلق الأمر هنا بقلم رصاص، بل بقلم حبر ازرق إنما من النوع الرفيع بعض الشيء، يصل ثمنه إلى 200 دج، مستورد، لازال لم يكتشفه الكثيرون. معرفتنا بالأمر كانت من خلال دردشة طالبتين جامعيتين في الحافلة المتجهة من بن عمار إلى عين النعجة، حيث كانت الاثنتان، بعد أن جلستا، تتحدثان بكل فرح وزهو و"فخر" أيضا، بأنه لا خوف من الامتحانات القادمة، في البداية اعتقدنا أن الأمر يتعلق بتحضيرهما الجيد للامتحانات، أو على الأكثر بمعرفتهما بنوعية الأسئلة التي ستُطرح، ليتبين فيما بعد أن كل مخاوفها تبددت بقلم حبر أخرجته إحداهما، وقامت بتجريبه أمام زميلتها، حيث كتبت اسمها، ثم محته بواسطة الممحاة المتواجدة فيه، غير أن الكتابة، أو ظل الكتابة إن صح القول، ظلت واضحة، ويمكن قراءتها بسهولة، فيما تبقى الورقة بنظر شخص آخر، مجرد ورقة بيضاء خالية، وقد كانت الفتاتان تطيران من الفرح، وهما تجرِّبان ذلك القلم السحري، أما الأكثر من ذلك، فإنهما اتفقتا على أن يدفع كل أصدقائهما الذين سيستفيدون من فوائد هذا القلم في عمليات الغش التي ستقومان بها، مبلغا ماليا كضريبة، تمكنهما من استعادة ثمن القلم أضعافا مضاعفة، وهما يتبادلان ضحكات فيها الكثير من اللؤم وموت الضمير، ورغم أن هنالك فرصا كثيرة لطلبة الجماعات بإمكانهم من خلالها استدراك ما فاتهم واستعادة نقاط كثيرة تمكنهم من النجاح من خلال دورات الامتحانات الشمولية والاستدراكية دون الحاجة إلى الغش الذي قد يكلفهم غاليا وقد ينسف مستقبلهم الدراسي بأكمله، إلا أن حوادث الغش لدى الكثير من طلبة الجامعات، من الأمور الكثيرة الحدوث. هذا تجدر الإشارة إلى انه وقبل امتحانات البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط والابتدائي، التي يمكن القول أنها قد مرت بسلام، رغم بعض عمليات الغش التي تم اكتشافها هنا وهناك، إلا أن تسرب معلومات منذ البداية، عن وجود كميات من اللوازم المستوردة الموجهة للغش في الامتحانات في الأسواق جعل وزارة التربية تولي اهتماما كبيرا بهذا الأمر، لمنع دخول وتسويق أي من هذه اللوازم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والجمارك.