دورات قصيرة المدى بمبالغ مرتفعة الدروس الخصوصية تنطلق مبكراً يبدو ان الدروس الخصوصية باتت تحصيلا حاصلا في التعليم الجزائري بحيث انطلق الترويج لها عبر الوسائط الاجتماعية للظفر بتلاميذ من مختلف الأطوار وتمّ الإعلان عن دورات قصيرة تكلفتها تعادل 5000 دينار جزائري ووجدت صدى واسعا بعد أن صار حلم الأولياء نجاح أبنائهم وتفوقهم في مشوارهم الدراسي. نسيمة خباجة ونحن على بُعد أيام قلائل من انتهاء العطلة الصيفية واستئناف العام الدراسي الجديد انطلقت موجة الدروس الخصوصية مبكرا وهي في مجملها دورات قصيرة تتمحور حول التحضير الجيد للتلاميذ قبل انطلاق العام الدراسي وهو ما تغرّد له الكثير من مدارس الدعم على أن تكون تلك الدورات قصيرة المدى بمبالغ لا تنخفض عن 5000 دينار. دروس الدعم تسبق الدخول المدرسي يبدو ان الدروس الخصوصية صارت مجالا خصبا للظفر بمداخيل وبعد ان كانت تتزامن مع الموسم المدرسي سبقته في هذه المرة واعلنتها مدارس الدعم مبكرا إلى جانب اعلان دورات يؤطرها اساتذة في بعض المواد بصفة فردية وهي في معظمها دورات قصيرة تمحورت حول تحضير التلاميذ للدخول المدرسي في بعض المواد وفي مختلف الاطوار على غرار الرياضيات واللغة العربية إلى جانب القراءة والإملاء والخط بالنسبة للطور الابتدائي. وعرفت تلك الدروس اقبالا من طرف التلاميذ لاسيما المقبلين على شهادات هامة من اجل معرفة المحاور المهمة في دراستهم للتركيز عليها وضمان التفوق خلال العام الدراسي وهو ما عبرت عنه منال تلميذة مقبلة على شهادة البكالوريا قالت إنها تتخوف كثيرا من الفشل في الشهادة ما دفعها إلى احدى دروس الدعم بنواحي الدرارية ضواحي الجزائر العاصمة لتلقي اولى الدروس ومبادئ التحضير الجيد على ايدي اساتذة اكفاء ورأت ان العام الدراسي انطلق بالنسبة اليها فلا مجال لتضييع الوقت فالشهادة التي تنتظرها هي شهادة مهمة وهي تطمح للنجاح. هو نفس ما عبر به التلميذ رياض مقبل على شهادة التعليم المتوسط قال إنه اضطر إلى قطع العطلة لاستئناف الدراسة عبر مدرسة خصوصية قصد التحضير الفعلي لبعض المواد لاسيما العلمية منها على غرار الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية كونها مواد تحتاج إلى التركيز من اجل فهمها وضمان التفوق خلال العام الدراسي. الفايسبوك فضاء لإعلان الدورات تحول الفايسبوك خلال هذه الايام إلى مساحة ترويجية للدروس الخصوصية بحيث تخصصت صفحات في اعلان دورات قصيرة للتلاميذ قبل الدخول المدرسي لاسيما في المواد الاساسية ولا تنزل تلك الدورات عن 5000 دينار لترتفع حسب المواد وحجم الساعات بحيث تخصصت صفحات في تلك الاعلانات والتي وجدت اقبالا كبيرا من طرف التلاميذ بعد ان تحولت الدروس الخصوصية إلى حتمية لا مفر منها. وهو ما عبرت به السيدة كريمة وقالت إن تفوق الابناء هو طموح لكل الاولياء وبما ان لها امتحانين مصيريين على مستوى الاسرة فابنتها سوف تجتاز شهادة التعليم المتوسط وابنها سيجتاز شهادة البكالوريا لذلك اضطرت إلى ادراجهم بمدرسة تدعيمية قبل الدخول المدرسي وسوف يواصلان عبرها اخذ دروس الدعم طيلة العام الدراسي من اجل تسهيل الخطوات وضمان نجاحهما باذن الله تعالى - تقول-. ولاحظ جل التلاميذ وأولياؤهم ارتفاع اسعار الدروس الخصوصية بما لا يخدم جيوبهم لاسيما مع الميزانية التي تنتظرهم والمتعلقة باقتناء الادوات والكتب المدرسية وزادتهم الدروس الخصوصية عبئا آخر بعد ان صارت حتمية لا مفر منها بسبب انعدام الثقة فيما يلقن بالاقسام فحتى بعض المعلمين صاروا يقترحونها على التلاميذ ليبذلوا معهم جهود اكثر في اقسام الدعم لا تقارن ابدا بما يتلقونه في الاقسام العادية فتلقين الدروس بشرح معمق صار لمن يدفع اكثر وللأسف في زمن طغت فيه الماديات في كل مجالات الحياة وحتى في تلقين العلوم الذي تحول إلى بزنسة بهدف الربح وتحقيق مداخيل إضافية عبر الدروس الخصوصية..