وهم زيادة الذكاء يوقع الأولياء في فخّها.. يسعى الأولياء دوما إلى تفوق أبنائهم دراسيا بكل الطرق لاسيما مع ظاهرة الرسوب المدرسي في السنوات الأخيرة للتلاميذ وسبب الإشكال يبدو مجهولا.. هل يعود إلى محدودية قدرات التلاميذ الذهنية أم إلى ضعف المنظومة التربوية وحشو البرامج وكثافتها؟ الأمر الذي يدفع الأولياء إلى البحث عن بصيص أمل لنجاح أبنائهم واستيعابهم للدروس فبعد الدروس الخصوصية هبّوا إلى خلطات تُروّج منذ بداية العام الدراسي يعدّد أصحابها منافعها في زيادة التركيز والاستيعاب والقدرات الذهنية للتلميذ وضمان تفوقه. حدادي فريدة خلطات ملكية بعسل النحل وأخرى بالأعشاب يقول مروجوها إنها تزيد من الذكاء للتلاميذ وهو مربط الفرس الذي يجعل الأولياء يقبلون عليها دون تفكير فالغاية تبرر الوسيلة فمهما كان ثمنها فإنّها بمثابة الحل الوحيد لضمان نجاح الطفل وتدارك ضعفه الدراسي وتجنب الرسوب والفشل فبعد أن كانت الدروس الخصوصية حلا فرّ الأولياء لخلطات تصنع الذكاء حسبهم إلا ان الهدف الرئيسي منها هو تحقيق الربح على حساب التلاميذ وأوليائهم فهي خلطات مرتفعة الثمن يروّج لها إلكترونياً عبر مختلف الوسائط الاجتماعية لجذب اكبر عدد من الزبائن وعلى رأسهم أولياء التلاميذ. رأي الأولياء لاحظ اغلب الأولياء تلك الخلطات التي يتم الترويج لها الكترونيا ومنهم من انساق نحوها طمعا في تفوق الأبناء لكن هناك من عارضها ورأى ان الهدف منها تجاري محض والربح على حساب ظروف الآخرين تقول إحدى السيدات إنها بالفعل مرت عليها تلك الخلطات عبر صفحتها الفايسبوكية الا أنها لم تعرها اهتماما لأن القصد الأول منها هو الربح وتحولت تلك الأمور إلى تجارة على حساب أوجاع الناس واستغلال ظروفهم وأضافت أنها تتخوف من اقتنائها وإعطائهالأبنائها كما أنها باهظة الثمن ومن هنا يظهر الغرض التجاري لهؤلاء المروجين فليس هناك افضل من التغذية الطبيعية للأبناء التي تزيد من قدراتهم العقلية وطاقتهم الاستيعابية على غرار الجوز وأنواع المكسرات الأخرى والأسماك والعسل الحر والتين الجاف وغيرها فهي تركز على تلك المواد الغذائية في تغذية أبنائها بالإضافة إلى متابعتهم دراسيا فتلك الطرق افضل من تشجيع هؤلاء التجار. سيدة أخرى قالت إن ابنها في الطور الابتدائي يعاني من الصعوبة في الفهم والاستيعاب وبعد مناقشة الامر مع صديقتها أوصتهابإحدى الخلطات التي تروج عبر الفايسبوك ترددت في الأول لكن بعدها رضخت إلى الامر وحجزت طلبيتها التي استلمتها في لمح البصر بسعر 3500 دينار وهي خلطة مكونة من الأعشاب والعسل تزود ابنها بها على فترات في اليوم الا أنها لم تلاحظ أي تغيير ولازال محدود القدرات ولا تدري أين هو الإشكال وقررت إدراجه بمدرسة للدعم خوفا من رسوبه الدراسي. التسرّب مسؤولية الجميع التفوق الدراسي صار عملة نادرة في الوقت الحالي بحيث يشكو اغلب الأولياء من فشل أبنائهم ومحدودية مستواهم وقدراتهم في مختلف الأطوار وصار المشكل ينتشر حتى في الطور الابتدائي ويتساءل كثيرون: أين مكمن الإشكال؟ هل يعود إلى التلميذ أمللبرنامج أم لتدهور المنظومة التربوية في السنوات الأخيرة بوجه عام وتحول الدراسة إلى شبه بزنسة واقتحام الدروس الخصوصية وظواهر العنف التي باتت هي الأخرى شبحا يهدد المؤسسات التربوية وحتى انتشار مختلف الآفات الأخرى كالتدخين بحيث انصهرت غاية العلم والتعلم بين كل تلك الظواهر السلبية المتربصة بالمدارس وغرق التلميذ في بحر من المتاهات مما جعل الرسوب منتشرا عبر الأقسام أضف إلى ذلك التكنولوجيا التي صارت سلاحا فتاكا ومضيعة للتلاميذ في مختلف الأطوار فلابد من دراسة كل تلك المسببات وإيجادالعلاجات لها وليس ربط التفوق في خلطات مجهولة والركض وراءها لزيادة الذكاء والتي لم يُعهد استعمالها لدى أجيال الأمس الذين حققوا نجاحا دراسيا باهرا ويكون غرض مروجي تلك الخلطات تجاريا محضا وتحصيل أرباح على حساب التلاميذ وأوليائهم.