منازل تتحوّل إلى ورشات نسوة يسترزقن من صناعة المعجّنات يشتهر مجتمعنا بأكلات تقليدية ضاربة في الأعماق وتبقى تعبّر عن جانب مهم من موروثاتنا تلك الأكلات التي أنتجت حرفا للنسوة الماكثات بالبيوت وصارت مصدرا لاسترزاقهن لاسيما مع كثرة الطلب عليها من طرف الزبائن فتحولت الأسر إلى خلايا منتجة ولم تستسلم المرأة الماكثة للبيت إلى الكسل أو الملل بل راحت تشمّر على ساعديها لتقتحم سوف العمل من بابه الواسع بامتهان حرف منزلية يكثر عليها الطلب على غرار صناعة المعجنات وبذلك حوّلن منازلهن إلى شبه ورشات. نسيمة خباجة هن نسوة عقدن العزم على الاسترزاق والخروج من قوقعة الحاجة وإعالة أسرهن بمداخيل لا بأس بها بامتهان حرف منزلية تتمثل في صناعة المعجنات بمختلف أنواعها على غرار الرشتة المسمن الاسفنج البغرير المطلوع الكسرة.. وغيرها من المعجنات المشهورة في مجتمعنا والتي ذاع صيتها منذ أمد بعيد. سواعد تشتغل لم تعد المرأة الماكثة بالبيت عاطلة عن العمل بل بالعكس فإضافة إلى الأعباء المنزلية المتمثلة في تربية الأبناء والقيام بشؤون المنزل أضحت تمارس حرفا متنوعة مقر عملها المنزل بحيث تحولت المنازل إلى ورشات بغية الاسترزاق على غرار النسوة اللواتي احترفن بيع المعجنات التي صنعت الشهرة عبر الواقع والمواقع وجعلن منها حرفا تدر عليهن مداخيل لابأس بها يغطين بها نفقات أسرهن لاسيما مع غلاء المعيشة في الوقت الحالي. منهن السيدة يمينة التي تصنع في بيتها مختلف أنواع المعجنات وجعلتها مصدرا للاسترزاق لإعالة اسرتها وسد نفقاتها المتنوعة تقول إنها تمارس صناعة مختلف أنواع المعجنات على غرار الرشتة والمسمن والمطلوع والكسرة وغيرها وهي تفتح بابها لاستقبال الزبائن من كل حدب وصوب فالطلب كبير على المعجنات التي تحضّرها لكونها تضمن النكهة والنظافة كما انها تضع جزءا منها بمحل لبيع المواد الغذائية تتعامل معه في ترويج سلعتها وقالت إنها تمارس الحرفة منذ أزيد من سبع سنوات وسوف تستمر فيها لكونها تعودت على ممارستها وألفت التعامل مع زبائنها الدائمين لاسيما خلال المواسم الدينية فالطلب كبير على فطائر المسمن لإعداد الشخشوخة وكذلك الرشتة والبغرير لاسيما أن العديد من الناس صاروا يفضلون المنتجات المنزلية على تلك المصنعة عبر المصانع فالمنتجة منزليا تضمن النكهة والجودة معا. وعن الأسعار قالت إنها في متناول الجميع لاسيما أن اغلب زبوناتها نسوة عاملات فسعر كيلوغرام واحد من الرشتة لا يتعدى 120 دينار وفطائر المسمن تبيع حزمة متكونة من 15 فطيرة ب150 دينار ورأت ان الجهد المبذول كبير ولابدّ من تحقيق هامش الربح لكن بعيدا عن الجشع لتمكين الكل من الشراء. الإنترنت فضاء للترويج تحولت الوسائط الاجتماعية إلى فضاء للترويج لهؤلاء النسوة الحرفيات بغية استقطاب الزبائن بحيث تعددت الصفحات للتشهير بصناعة مختلف المعجنات مع ضمان خدمة التوصيل مما يؤكد أن بعض البيوت تحولت إلى ورشات حقيقية لممارسة تلك الحرف من اجل الاسترزاق بحيث شمّرن على سواعدهن وخلقن حرفا منزلية متنوعة على غرار صناعة المعجنات لتحقيق مداخيل يواجهن بها مصاعب الحياة ويغطين بها نفقات عائلاتهن. فالفايسبوك مثلا صار يضم العشرات من تلك الصفحات التي تروج لأنواع من المعجنات من ابداع النسوة والتي تعرف انتعاشا خاصة في المواسم الدينية التي تقترن بتحضير الأكلات التقليدية على مستوى الأسر على غرار الشخشوخة والرشتة وغيرها مما يستلزم حضور تلك المعجنات لتحضير تلك الأطباق التقليدية. كما ان ضمان خدمة التوصيل لاءم الزبائن كثيرا.. تقول السيدة ليندة عاملة إن هؤلاء كن بمثابة الفرج للمرأة العاملة فهي عادة ما تقدم طلبيتها على تلك المعجنات عبر الفايسبوك وتصلها الطلبية في لمح البصر بحيث تتعامل مع سيدة تتقن صناعة تلك المعجنات وصارت زبونة دائمة عندها. هن نسوة عقدن العزم على العمل والجد والنشاط ولم يستسلمن للكسل والملل بل جمعن بين أعبائهن اليومية في تربية الأبناء والقيام بأشغال البيت وبين تلك الحرف المنزلية فهي سواعد تم التشمير عنها وأتقنت فأثمرت رزقا حلالا.