مناقشة قانون المالية تبدأ اليوم    جلاوي يستقبل سيناتورين    استفتاء تقرير المصير حق قانوني للصحراويين    بوقرّة يستدعي سليماني وبودبّوز    مازا في التشكيلة المثالية    لحيلح وبوجدرة في صورة واحدة!    سعداوي يشارك في انتخاب مدير اليونسكو    6 ملايين قنطار بذورا وأسمدة لإنجاح حملة الحرث والبذر    وحدتنا تقوّي سواعدنا لبناء جزائر جديدة منتصرة    لا نمانع وجود قوات دولية على حدود غزة    المفوّض الأممي لحقوق الإنسان يدعو إلى اتخاذ تدابير عاجلة    شروط صارمة لاستخدام "الدرون" المستأجر بأطقم أجنبية    حذار من الذكاء الاصطناعي في المراجعة    تشديد على احترام آجال إنجاز المشاريع التنموية    استلام كلي لبرنامج 350 مخزن للحبوب نهاية 2025    شروط جديدة لتجارب تكافؤ الأدوية    لا وصف للمضادات الحيوية إلا للضرورة القصوى    مدرب مرسيليا الفرنسي يتأسف لغياب غويري    عبدلي يرفض التجديد مع أونجي والوجهة ألمانية    منصب جديد لمازة يقدم حلولا فنية لبيتكوفيتش    خيانة المخزن متجذّرة منذ تاريخ مقاومة الأمير عبد القادر    الشرطة تستقبل 1795 مكالمة خلال شهر    وفاة طفل في حادث مرور    حين تتحدث الدُّور عن فكر يتجدّد وإبداع لا يشيخ    الرسومات تخفّف من شدّة الكلمات    ضبط كيف معالج و2460 قرص مهلوس    إقبال كبير على جناح الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية    السودان : "الدعم السريع" تنكل بالمحاصرين بالفاشر وتسبب كارثة    قسنطينة.. أزيد من 27 مليون دج حصيلة الدفع الإلكتروني للفواتير خلال 3 أشهر    تبسة.. تخصيص 29 ألف جرعة لقاح ضد الإنفلونزا الموسمية    غزّة بين نتنياهو وترامب    الجزائر تتحرّك ل إنقاذ ليبيا    وزير الفلاحة يشرف على افتتاح الطبعة العاشرة    ارتفاع محسوس لإنتاج القطاع العمومي    دعاء في جوف الليل يفتح لك أبواب الرزق    مشاريع الربط بين السدود.. نحو تعزيز التموين بالمياه    أولياء يختارون اللمجة الصّحية لأطفالهم    دورة تكوينية لفائدة الصحفيين    صيدال يعتزم إنجاز وحدات انتاجية    وزير العمل يبحث مع مساعد الرئيس الإيراني سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالي العمل والحماية الاجتماعية    وزير الداخلية يشرف على تنصيب الولاة المنتدبين الجدد لمقاطعات العاصمة    وفد من جهاز الإنقاذ والإطفاء التشيكي في زيارة عمل إلى الجزائر لتعزيز التعاون في مجال الحماية المدنية    مختصون يدعون الى إعادة النظر في أساليب الكتابة الموجهة للطفل    الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ينظم ندوة حول الذكاء الاصطناعي وحقوق المؤلف    المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي من 23 إلى 27 نوفمبر الجاري    معرض فوتوغرافي في برلين يسلط الضوء على الثقافة والمقاومة الصحراوية    3 آلاف مسكن "عدل" بالرغاية قبل تسليمه    شخصيات سياسية، دبلوماسية، أدبية وعلمية تزور الجناح الموحد للبرلمان    تحسن كبير في مستوى الخدمات الطبية    "القاتل الصامت"يجدد الموعد مع انخفاض درجات الحرارة    نحو إطلاق حملة وطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال    تيطراوي بن قارة لأوّل مرّة.. وبن ناصر يعود    مؤسسة Ooredoo تبرم شراكةً رسميةً مع نادي مولودية وهران    تحذيرات نبوية من فتن اخر الزمان    قبسات من أنوار صبر النبي صلى الله عليه وسلم    الإيمان وأثره على الأمان النفسي    أحكام وشروط بيع السلع المعينة وغير المعينة    استفسر عن حالته الصحية وجاهزيته للعودة إلى الملاعب.. بيتكوفيتش يطلب مشورة سويسرية حول قندوسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحرير العالم يبدأ برأس الأفعى إسرائيل
نشر في أخبار اليوم يوم 02 - 09 - 2025


مراصد
إعداد: جمال بوزيان
صراعات أممية للسيطرة
تحرير العالم يبدأ برأس الأفعى إسرائيل
تَرصُدُ أخبار اليوم مَقالات فِي مختلف المَجالاتِ وتَنشُرها تَكريمًا لِأصحابِها وبِهدفِ مُتابَعةِ النُّقَّادِ لها وقراءتِها بِأدواتِهم ولاطِّلاعِ القرَّاءِ الكِرامِ علَى ما تَجودُ به العقولُ مِن فِكر ذِي مُتعة ومَنفعة ... وما يُنْشَرُ علَى مَسؤوليَّةِ الأساتذةِ والنُّقَّادِ والكُتَّابِ وضُيوفِ أيِّ حِوار واستكتاب وذَوِي المَقالاتِ والإبداعاتِ الأدبيَّةِ مِن حيثُ المِلكيَّةِ والرَّأيِ.
/////
الولايات الإسرائيلية المتحدة!
أ.عبد الباقي قربوعة
مقدمة
المزيج البشري المتعدد من التجمع الديموغرافي المُسمّى جدلا الشعب الأمريكي لا يهمه من يحكم البلاد إسرائيل أم عصابة تتخذ من هذه الأرض قاعدة لنهب أموال الدول بمُسمّيات كثيرة ما يهمه هو توفر المال والنساء ودور اللهو والخمور والحرية المطلقة وعلى هذا النمط تريد هذه الفئة الإسرائيلية الغالبة رأيا وسحرا وإغراءات تأسيس العالم ضمانا لسرمدية سيادتها المتوارية خلف ستار البيت الأبيض لتقوية كيانها بالشعوب على غرار ما صنعت بأجيال الهنود الحمر في ترويضهم على قوانينها الشبيهة بقوانين الغاب وهكذا قامت قائمة هذه الدولة على أساس الاحتكار والانتهاز والاستغلال وإثارة الفتن والثورات المزيفة والاستثمار في كل ذلك لبناء رأس مال يمكنهم من امتلاك قرارات العالم والطغيان أكثر فأكثر فإن كان هناك شعب أمريكي فيجب ألا يكثروا اللوم عليه بل على الرأي العام وعلى السياسيين أن يتخذوا منه قضية على غرار قضية فلسطين المحتلة وأن يقوموا بدراسات حول أشكال وأنماط احتيال الشعوب من طرف هذه المنظمة التي تكون بشكل ما بسبب توحد مصالحها هذه القوة الشرّيرة التي يعكس جرائمها راهن الصراعات في العالم وبالتالي تحرير الكثير من المنظمات الإنسانية والجمعيات العالمية المختلفة وأجهزة تنفيذ العدالة الدولية. وأكيد تحرير الرأي العام نفسه لأنه يعانيا صرعا خطِرا بسبب سحر الدعاية وخداع التقارير الكاذبة من طرف هذه الآلة المادية التي لا هم لها إلّا حصد رؤوس البشر وجمع المال والفضة والنفط.
إفراز تحالف تطبيع
تخطط للوصول إلى تجمعات شعوبية مادية تشدّها بالمصالح المشتركة وأحيانا بتخويفها وترغيبها وإن لزم الأمر بتجويعها أو ترحيلها أو إبادتها كما هو واقع الآن في غزّة في النهاية إفراز تحالف تطبيع مصرح به لدى البعض وعامل به في صمت لدى البعض الآخر والأغلبية برضوخ تام ودون شروط لأنها ضعيفة وعالة في عالم الاقتصاد والتجارة والمال وأحيانا أخرى بسبب طغمة حاكمة موالية شريكة لهذه القوانين المجحفة لحقوق الضعفاء والمقهورين والمغلوب على أمرهم في العالم الذين لا هم لدهيم سوى العيش في أمن وهدوء ولا يحلمون إلّا بلقمة عيش لهم ولأولادهم وقطعة قماش تستر سوءاتهم ثم ينامون بين جدران كوخ وقاية من البرد شتاء وتحت سقوف ترد عن رؤوسهم حر الشمس صيفا.
حكاية حملة ترحيل الجنسيات غير الأمريكية من الولايات المتحدة الأمريكية تمويه وهي فكرة إسرائيلية محضة للحفاظ على نفوذها السياسي فهي لا تريدها ولايات أمريكية متحدة الفكرة التي صدقتها الأقليات التي تنامت بشكل سريع ومزعج ل إسرائيل فهي تريدها كذلك ظاهريا فقط حتى تموه أولئك الذين يعدونها كافرة بمرجعية المفهوم الديني وكيانا صهيونيا بمصطلح سياسي رائج وشائع في العالم خصوصا بين المسلمين والعرب.
إذن الكيان الصهيوني يريدها ولايات إسرائيلية متحدة وهذا سر مقدس لا يستطيع أي جهاز استخباراتي في العالم كشفه فهو مصنف ضمن الأسرار المقدسة مثلها مثل ما يتعلق بالمنشآت النووية وهوية الكثير من المنظمات الفاعلة ذات النفوذ في ترتيب شؤون العالم خصوصا ما يتعلق بالاقتصاد والتجارة العالمية هذه الترسانة التي تتحرك زعانفها وخراطيمها وأذرعها وكل أطرافها مع كل موسم انتخابي أمريكي زعما الانتخابات التي صارت من منظور اهتمام العالم أهم من انتخابات دولهم بسبب ارتباطها بقرارات تخص شؤون مصالحهم الخاصة وتخص أيضا مصير القضايا الحسّاسة التي تعلق إسرائيل مستقبلها الأمني على ضرورة احتلالها أو الإشراف على تنصيب حُكم مُوال لسياستها وأقصد أكيد الدولة الفلسطينية المصادرة أو المحتلة كونها قضية محورية على تماس مع حدود تل أبيب باعتبار أنها الأرض الآمنة الموعودة للشعب الإسرائيلي وفق نواميس عنصرية إسرائيلية متطرفة هذا المستقبل الذي تنبأ به كهنة المسيحية العدائية الإسرائيلية حيث يعد الكيان الصهيوني المسيحية القديمة المتفتحة على العالم منظومة دينية طيبة لا تؤمن بنظرية الأرض المقدسة الموعودة البشارة المختبئة وراء مصطلح سياسي جذّاب موسوم بالشرق الأوسط الجديد لامع بمصالح مشتركة لدول الجوار المرسوم على مشارف الدول المحرومة من الحريات الشخصية مشتاقة إلى رفاهية مزركشة بناطحات السحاب والسيارات الفخمة المستوردة من كل صوب ووظائف مُسيلة للريق واعدا باختفاء القنابل المُسيلة للدموع والصلاة المطولة وقراءة القرآن في المزارع.
نظرية الأرض المقدسة الموعودة
الأرض الأمريكية بالرغم من أنها متاحة للكيان الصهيوني إلّا أنها برأي الكهنة الإسرائيليين غير صالحة للعيش في المستقبل بسبب الوعي الناهض – مع الأسف – ببطء من قبل السكان الأصليين من الهنود الحمر تاريخ الحروب المريرة الذي أخفاه مخرجو أفلام رعاة البقر بين البيض الإسرائيليين والمواطنين السمر قبل طمس هويتهم بالبطانة السيئة والمخدرات حتى لم يعودوا يعرفون على أي أرض هم يعيشون ثم صدقوا الدولة التي قامت على أنقاض أجدادهم وعدوها سخية حيث كانوا في صحراء حرور يعانون الجوع والعطش والعزلة أو كما أملت عليهم ثقافة الادعاءات الإسرائيلية فتعاطتها الأجيال وتماهت معها لكن الرجل الأبيض المندس فيه الصهيوني الإسرائيلي يعد الحالة تجربة استخباراتية رائدة مكنته من تأسيس إدارة إسرائيلية بمُسمّى أصطُلِح عليه ب أمريكا كدولة مُكتشفة حديثا نافيا بصورة قطعية ما يدب من حركة في هذه الربوع من الأرض وتذكر التقارير التاريخية أن آخر قبيلة من الهنود الحمر أُبيدت من طرف هذا الكيان المستحدث باسم أمريكا وبعد ما احتل مواطن ثروات باطن الأرض قام بمصادرة الثروة الهائلة من جاموس البيسون الذي يُنسب الآن إلى أمريكا الوهم حيث كان يعادل النفط لدى هذه القبيلة المتمردة عن النظام الجديد. استحوذ البيض الإسرائيليون على قطيع كبير وأبادوا ما لم يستطيعوا السيطرة عليه.
و.م.الأمريكية دولة هلامية
المزيج الديموغرافي المذكور سلفا على أراضي الهنود الحمر المُسمى هلاميا أمريكا في راهن هذه الفاعلية السياسية المدمرة وهو عمل استخباراتي إسرائيلي خالص لم ينتبه إليه العالم حتى هذه اللحظة بسبب أحادية القرارات التي توصف من حين إلى آخر بأنها دولية وماهي بدولية ولكن هُيّء للمطبعين ولا ننكر أنها جاذبة أين وجد ترامب فرصة ليُلمح ب شيفرات معينة إلى أنه حان موعد ركوب شعب الله المختار هذه الحمير التي تحمل في أسفارها الذهب والفضة وبجرأة غير مسبوقة فرض الرسوم الجمركية مجابها بذلك الدول التي تحرك مؤشر اقتصادها إلى درجة أزعجت الكيان الصهيوني المندس في هذه الدولة الهلامية.
الحرب الروسية-الأوكرانية
لعل روسيا بعلاقاتها المتوترة التقليدية والتاريخية مع التيار الإسرائيلي الغالب فيما يُسمى أمريكا الآن قد أثبتت بالفعل خبرتها السياسية المتراكمة منذ الحرب العالمية الأولى ثم ما تلاه من الحروب الباردة التي تمادت في برودتها إلى درجة اشتعالها بمهماز سياسي لغرض اختبار قدراتها في الجمع بين الحصار الاقتصادي والحرب وقد مسك الممثل الكوميدي زيلينسكي زمام إدارتها فيما تُسمّى الحرب الروسية الأوكرانية وبحكم انتقال ثروات أوكرانيا إلى الكيان الصهيوني على مدى هذه الحرب إلى أمريكائيل مقابل الأسلحة والأغذية والأدوية ومختلف الإعانات المادية واللوجستية فإن هذه الحرب لا صلة لها بالشعب الأوكراني الذي كانت علاقته بالأمس القريب مزدهرة مع الشعب الروسي اقتصاديا ورياضيا وثقافيا إنما هي ذات صلة شخصية دقيقة ب زيلينسكي كتاجر حرب جديد هذه الشخصية التي ظهرت طفولية إلى أقصى حد أمام طغيان حضور ترامب في أوكرانيا زيلينسكي الذي سيشهد العالم بعد أن تتوقف رحى الحرب كيف سيلحق بقائمة السادة أغنياء العالم.
إضافة لروسيا فإن أبرز منافس لهذا التفاعل من الوعي هي فنزويلا متمثلة في المتمرد مادورو أمّا المكافأة التي يزيد ارتفاعها جزافيا من حين إلى آخر فهي إشارة إلى توظيف عائدات الضرائب التي أقرها ترامب حيث لا يزال ذكيا في إخفاء جنسيته الإسرائيلية التي يبدو غبيا في الكشف عنها من خلال تماديه في الثقة بنتنياهو وتمرير قراراته على أنها أمريكية.
من يحكم العالم؟
العالم اليوم تحكمه عصابة لا ترى في الأخلاق ولا في القيم الإنسانية أي مصلحة الظاهرة لها امتداد تاريخي بالمسيحية القديمة قبل ظهور الإسلام حيث كان أجداد هذا الكيان يعدونها طيبة ومهادنة وسخية وتميل إلى الخطاب أكثر من السلاح السلاح أو العنف أو التطرف الذي وقفوا باعتقادهم على نجاحه في التصدي إلى السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام إذ يعدون كبير الكهنة القاضي بيلاطس البنطي ذلك الوقت شجاعا حين استطاع أن يبعد كاهنا انهزاميا يُعلق مصيرهم بما تقدره قوة غيبية دون مشاركة بشرية وأنه سيؤدي بشعب الله المختار إلى الفقر والهلاك والفناء وسيسوّي بينه وبين الأجناس الأخرى ومن جهة عقائدية احتكاره للربوبية التي كانوا يستحوذون على رمزيتها بادعائهم علم الغيب وأن الله في الكتب المقدسة القديمة لم يكن يخاطبهم كما خاطبهم عيسى عليه السلام طبعا حسب ما أخبر به الكهنة إنه العمق الجاهلي نفسه الذي وقع فيه كبار قريش بظنهم أن الله قد حشد الفقراء والعبيد وجندهم لمحاربة الأسياد والأغنياء حيث لا يمكن أن يكون الله غنيا وقويا وفي الوقت نفسه يدعم الفقراء على التمرد والعصيان وهذا تاريخ قديم للطغيان ربما سيكون له مضرب آخر للتعرض إلى تفاصيله.
الأجنبي والحماية والعمالة
يتجلّى غباء هذا الكيان في محاربة المواهب السياسية في جميع الدول الشخصيات التي تتمتع بخطابات مؤثرة وترتكز على ثقافة اقتصادية واعية مرتبطة ارتباطا قويا بالثوابت الوطنية والهوية الشخصية وحث الشعوب على تنمية اقتصادها بذاتها بما توفر لديها من قدرات دون الاعتماد على الآخر حيث لا يمكن ذلك إلّا بوعي شامل للشعوب وبالتالي النهوض لإحصاء خيراتها وحمايتها في حين يحظى الإمّاعيونوالمطبعون والمقلّدون والتُّبّع بعناية خاصة يوليها لهم هذا الكيان بسبب الكثير من الخلفيات والعقد منها الجهل بتقنيات التنقيب عن خيراتهم أو عدم توفر وسائل لاستخراج ثروات أوطانهم أو خوفهم من شعوبهم المكرهة على حكمهم أو أن كل منهم يترقب انقلابا معاكسا في أي لحظة المؤكد أن السبب الأكبر هو الاستيلاء على التجارة الداخلية والخارجية بمساعدة أجنبية مقابل الحماية والعمالة الحالة الشائعة بمصطلح الانقلاب العسكري أو المدني وبسبب ذلك هم بحاجة إلى حماية مستمرة لأنه لا يثق في حاشيته بدواعي أنه هو الآخر تسلط بواسطة انقلاب هذه مجمل نقاط الضعف التي أثقلت كاهل الزعماء المثقفين الذين من حين إلى آخر يحاولون التصدي لهذا الوحش الاقتصادي الذي يريد الاستيلاء على الأخضر واليابس من خيرات شعوب العالم.
عندما تتكلم روسيا مثلا عن موازين القوة في العالم فإن إسرائيل متمثلة في الكيان الصهيوني تضحك عليها وتعدها أطالت الأمد في حوارها مع دولة غير موجودة إلّا كُنية وعندما تقول إسرائيل أن لديها أعظم جيش فإن الملاحظين والسياسيين والمحلّلين في العالم يعتبرونها تكذب وتدعي فقط لتخيف جيرانها ممن تعتبرهم أصوليين لا يزالون يحنون إلى أراضيهم المنهوبة قياسا إلى تكتل رخو من المستدعين إلى ما تصالحت الدولة عليه بمفهوم الواجب الوطني أو الخدمة الوطنية كمحافظة على رتابة النظام العام حتى يفهم المواطن الإسرائيلي كأي مواطن في العالم بأن لديه شيئا آخر يجب أن يخاف عليه إضافة لخوفه على نفسه فلا يظن أن المسألة الوطنية مجرد راتب شهري ومسكن وفسحة سياحية هذه واجهة روتينية حرصا على إبراز توافق مدني فتي وصاعد لإثارة الشفقة من دول مجاورة وأقصد تحديدا دول الخليج العربي بما تكتنزه من ثروات.
التحالف الدولي المتواري
لكن الحقيقة الدفينة هي أن إسرائيل عندما تقول إنها أقوى جيش في العالم فهي تقصد التحالف الدولي المتواري خلف كُنية أمريكا وقرارات البيت الأبيض ولعلّ العالم شاهد كيف تساقط ذلك الجيش العسكري الإسرائيلي الهش جيش الواجهة المُشَكّل من خلطة شبابية إناث وذكور هؤلاء الذين يعدون علاقاتهم العاطفية مع حبيباتهم أكثر أهمية وجاذبية من علاقاتهم بالوطن فهم يعرفون مسبقا بأنه وطن وهمي غير مؤسس تاريخيا وفلسفيا واجتماعيا لأن واقع المواجهة المسلحة مع الذين لديهم قناعة وإيمان وتأسيس صحيح لوطنهم التاريخي كانوا أكثر صلابة رغم قلة عددهم وعدّتهم فالموضوع يتعلق بقناعة الشخص بالدفاع على ما يملك بينما الجهة الأخرى لديها قناعة عكسية تتمثل في يقينها بأن الشخص لا يستطيع حماية ما لا يملك أصلا لأنه يجابه طرفا اجتمعت جميع قواه النفسية والعقلية وشكلت مع في ذاته كتلة من القناعة والعقيدة تصل إلى درجة العقيدة الراسخة أو إلى مفهوم الرسالة المقدسة في حين الذي يدافع على شيء يعرف أنه ليس من حقه فإنه يجد قواه الداخلية مشتتة ومرتبكة وغالبا ما يجد في ذاته صراعا يزيد من توتره وعدم إقدامه على الحرب الظاهرة التي تُضاعِف خوفه من صاحب الحق ولله في ذلك شؤون وفي المقدس هي سنة كونية أثبتها التاريخ وشخصها قديما وحاضرا بعدة مقاومات في الجزائر بانتصارها على فرنسا وفي مصر بانتصارها على الإنجليز وفي ليبيا بانتصارها على إيطاليا.. وهناك كثير من نماذج المقاومات التي أذهلت الغاصبين والمعتدين وفي الدلالة أن إسرائيل لا تختلف عن هؤلاء وإن طال وجودها على الأرض التي ليست لها إنه قانون طبيعي مرتبط بما يريد الله وليس بما يريد البشر وتبتغيه المصالح ولكنهم لا يعلمون.
كانت إسرائيل تعرف أنها ستتراجع بهده التشكيلة العسكرية الرخوة فأخرت الجيش الذي كانت تعنيه بتلك العظمة والوصف بأنه لا يُقهر حتى تبدو مسكينة وأنها دولة تعرضت للإرهاب مثلها مثل جميع دول العالم وأن لديها الحق في الاحتماء بالجيش الأمريكي الذي في الأصل هو جيشها العظيم الذي تدعيه أشهد أنها أتقنت اللعبة إلى درجة اعتداد المقاومين إرهابيين وقُطاع طُرق وإقناع الكثير من رؤساء العالم ومنهم حتى العرب والمسلمين لكنها لم تقنع الشعوب حتى شعبها نفسه ورغم وقوف الرأي العام والمنظمات الدولية إلى جانب المنطق والحق إلّا أنها لا تزال غير مبالية لأنها تعد نفسها هي العدالة وهي القرار وهي أداة التنفيذ أمّا الشعوب فهي طيبة وعلى قدر حالها ولا تعرف أين تكمن مصلحتها هكذا أيضا وقف الحواريون وتلاميذ السيد المسيح مذهولين أمام ما قرره كهنة بني إسرائيل .
استحواذ إسرائيل على المقدرات والتقنيات
التاريخ صار يعيد نفسه بتقنية الHD الكثيرون يظنون أن العالم لا يفهم هذه الحقيقة لكنه سحر المصالح وبريق الإغراءات والرغبة في الغنى والترف والميل إلى الراحة والمجون كثقافة رسخها نظام رأسمالي جارف سقطت في وحله حتى الشخصيات الإسلامية والمسيحية على حد سواء ل إسرائيل بذلت تاريخا طويلا وأنفقت ميزانيات ضخمة وبذلت أدوات كثيرة منها السحر والمتاجرة بفضائح السياسيين واستعملت ترسانة من الغوغائيين والمعارضات السياسية المأجورة وإعداد منظومة إعلامية عريضة درست حتى الثقافات والديانات واستثمرت فيما يمكن أن يقويها ويدعم سيطرتها على العالم وظفت حتى الخطاب الإسلامي في هذه التعبئة فاخترقت الجهاد الذي يعده المسلمون ركنا مقدسا استعملته بواسطة مجموعات مسلحة بمُسمّيات إسلامية جذّابة للشباب المتحمس فاستطاعت اختطافهم من فم الصحوة الإسلامية الحقيقية الإيجابية وقد تورطت في هذه القضية ثُلّة من كبار دعاة الإسلام فتمكنت إسرائيل من القضاء على عدة زعماء كانوا يقفون شوكة في حلقها استغلت في ذلك مواقف معينة يبدي هؤلاء اتجاه الإسلام السياسي أو أنها من البداية هي التي صنعت فيهم هذا الموقف لحبك الصراع ثم التدخل بما رتبت له كخطوات لاحقة.
ومقابل استحواذ إسرائيل على قدرات وتقنيات تشييد المدينة الحديثة باستقطاب المهندسين والتقنيين واحتكار النظريات في جميع المجالات اتضح ضعف غالبية الدول وصار يظهر في العيان إسعافها للدولة الكافرة الفقيرة لغرض إلحاقها بركب الدول الغنية ومن جهة أخرى حصار الشعوب العربية ظنا أنها هي التي ترعى وجود الأصولية الإسلامية هي لا تقولها بهذه الصراحة ولكنها تُكنّيها في خطاباتها السياسية ببؤر الإرهاب حتى لا يفهم الرأي العام أنها تحارب الدين الإسلامي لأنها بذلك تعد نفسها غبية وقد تقوض ضدها كثيرا من الدول العربية خصوصا الغنية وهكذا حصل التوافق غير المصرح به تعاون أمني مقابل تعاون اقتصادي وهذا هو بيت العنكبوت الإسرائيلي الذي وقع بين خيوطه عدد كبير من الرؤساء العرب وغير العرب وبذلك أخذت أمريكائيل زمام المبادرة وها هي تبيد كل من يخرج من الصف أو ينتبه فيحاول التنصل من خيوط عنكبوتيتها العالمية.
خاتمة
أخيرا هناك حقيقة يجب أن ينتهي بها صداع الفقراء والمغلوب على أمرهم مصير من الضروري جدّا أن يعيه المتعلقون بالأرض تعلقا روحيا ورومانسيا أولئك الذين لا يهمهم في سجال أيام الحياة سوى العيش بسلام ومحبة بدون تشويش ولا يتعدى تفكيرهم المادي توفير ميزانية تغطي تكاليف معاشهم ومعاش أولادهم بكرامة أقول على هؤلاء أن يخرجوا من فخ الانتماءات السياسية والطائفية والتيارات المختلفة ويتصدوا معا في ثورة عفوية ضد الدول التي تتصارع على قيادة العالم على رأسهم الأفعى إسرائيل وبشكل أقرب إليها أمريكا وروسيا وإيران وتركيا. فالبشرية جرّبت بما يكفي سلبية أثر القيادات على الإنسان منذ الحرب العالمية الأولى إلى يومنا هذا ولم تجن منها سوى المآسي والعذابات والمجاعات والأمراض فليحرروا العالم من هذه القيادات جميعا ويكبحوا أطماعها المتسترة وراء الدفاع عن الحريات والديمقراطية وحماية المصالح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.