أكّد ضرورة إعلاء صوت حركة عدم الانحياز عطّاف يلتقي رئيس أوغندا س. إبراهيم استقبل وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية السيد أحمد عطّاف أمس الأربعاء بكمبالا من قبل رئيس جمهورية أوغندا الشقيقة السيد يوويري موسيفيني وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى جمهورية أوغندا للمشاركة في الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز حسب ما أفاد به بيان للوزارة. وبهذه المناسبة سلم وزير الدولة إلى الرئيس الأوغندي رسالة خطية من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ونقل له تحياته الأخوية وتقديره العميق للجهود التي يبذلها في خدمة القارة الإفريقية وفي قيادة حركة عدم الانحياز كما جدد له حرص السيد رئيس الجمهورية على مواصلة العمل معه من أجل تعزيز العلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين يضيف البيان. موسيفيني يحيّي تبون من جانبه حمل الرئيس يوويري موسيفيني الوزير أحمد عطّاف نقل خالص تحياته إلى أخيه الرئيس عبد المجيد تبون معربا عن بالغ اعتزازه بما يجمعهما من التزام ثابت على توطيد العلاقات الجزائرية-الأوغندية وكذا حرص دائم وأكيد على المساهمة المشتركة في الدفاع عن مصالح وأولويات القارة الإفريقية بصفة خاصة ومصالح وأولويات الدول النامية بصفة عامة . وقد سمحت هذه المقابلة - حسب البيان – ب استعراض الحركية المتزايدة التي تشهدها العلاقات الثنائية بين الجزائروأوغندا في مختلف مضامينها وأبعادها مع التأكيد على تطلع قائدي البلدين لتحقيق المزيد من المكاسب على درب الارتقاء بهذه العلاقات إلى أسمى المصاف والمراتب التي تليق بمكانتها التاريخية وبمكمونها الزاخر والواعد . من جهة أخرى أكد وزير الشؤون الخارجية من عاصمة أوغندا كمبالا أن حركة عدم الانحياز مطالبة اليوم بإعلاء صوتها في سبيل تأكيد حتمية تبني نهج جديد للتكفل بالإشكاليات المرتبطة بثنائية الأمن والتنمية . وفي كلمة له خلال افتتاح الاجتماع الوزاري ال19 لحركة عدم الانحياز الذي يعقد تحت عنوان تعميق التعاون من أجل رخاء عالمي مشترك والذي يشارك فيه بتكليف من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قال السيد عطّاف أن روح ومبادئ باندونغ تجد ترجمتها في الشعار الذي اختارته الرئاسة الأوغندية عنوانا لهذا الاجتماع مشيرا إلى أن الحركة مطالبة اليوم بإعلاء صوتها في سبيل تأكيد حتمية تبني نهج جديد للتكفل بالإشكاليات المرتبطة بثنائية الأمن والتنمية . وأشار في هذا الصدد إلى أن هذا النهج يجب أن يقوم على إعادة بناء جسور الثقة بين الشمال والجنوب من خلال شراكات تبنى على المساواة السيادية والاحترام المتبادل والتعاون المثمر في مواجهة أساليب الهيمنة والتبعية والإقصاء وأن يقوم أيضا على إصلاح الاختلالات البنيوية للمنظومة الدولية بدءا بمجلس الأمن الأممي ومرورا بالبنك العالمي وصندوق النقد الدولي ووصولا إلى منظمة التجارة العالمية . كما يجب أن يقوم هذا النهج -يضف وزير الدولة- على تجسيد كل الالتزامات الدولية المتعلقة بدعم التنمية المستدامة: التزامات تمويل التنمية ومعالجة أزمة المديونية وضمان العدالة المناخية وتعزيز الحوكمة الرشيدة وكذا دعم الابتكار ونقل التكنولوجيا للدول النامية . الجزائر تحيي ثبات حركة عدم الانحياز وفي ذات السياق قال السيد عطّاف إن هذا الاجتماع يأتي في رحاب الذكرى السبعين لانعقاد مؤتمر باندونغ ذلك المعلم التاريخي الذي مهد الطريق لتأسيس حركتنا هذه وذلك المنعطف الحضاري الذي أذن بانطلاق شرارة تصفية الاستعمار في إفريقيا وفي آسيا وفي سائر أرجاء المعمورة وتلك المحطة المضيئة من مسيرتنا المشتركة التي يعتز بها جميع أعضاء حركتنا هذه وفي طليعتهم بلدي الجزائر . وأكد أن الجزائر لم ولن تنسى أن قضيتها التحررية وجدت في مؤتمر باندونغ أول مؤيد لها وأهم داعم لرسالتها وخير نصير تضامن معها وأيد عدالتها وكان له الفضل كل الفضل في تسجيلها كأول قضية لتصفية الاستعمار يتم إدراجها بصفة مباشرة على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة . وإذ نستذكر فضل أشقائنا وأصدقائنا علينا -يقول السيد عطّاف- نحيي ثبات حركتنا هذه على مبادئ وروح وتطلعات باندونغ ونحيي بذات القدر تمسكها بمواقفها الأصيلة والمتأصلة الداعمة للقضايا التحررية عبر العالم والداعية في ذات الحين إلى إصلاح منظومة الحوكمة الدولية في مختلف جوانبها الاقتصادية منها والسياسية والنقدية منها والتجارية . ومن هذا المنظور أكد وزير الدولة أن الجزائر تثمن ما ورد في الوثائق الختامية لهذا الاجتماع بشأن القضية الفلسطينية بصفة خاصة وبشأن مسألة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة. وأبرز في هذا السياق أن الشعب الفلسطيني يعيش في أيامنا هذه على أملين: أمل أصغر وأمل أكبر مشيرا إلى أن الأمل الأصغر هو تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وفرض احترامه والاستجابة الفعلية للاحتياجات المستعجلة لأهلنا في غزة وأما الأمل الأكبر فهو اقتران هذه الخطوة بمسار سياسي جدي يضع نصب أولوياته معالجة لب الصراع وجوهره عبر إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية والتعجيل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة كحل عادل ودائم ونهائي للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني . كما لفت إلى أن الشعب الصحراوي من جانبه لا يطلب غير تمكينه من ممارسة حقه الشرعي والمشروع في تقرير مصيره وتحديد مستقبله بنفسه دون أي إكراه ودون أي وصاية مؤكدا أن الجزائر تتماهى كلية مع الموقف الثابت والمبدئي لحركة عدم الانحياز بهذا الخصوص وهو الموقف الذي لم تحد عنه الحركة طيلة العقود الخمس السالفة تماشيا مع قرارات الشرعية الدولية واحتراما للعقيدة الأممية الراسخة في مجال تصفية الاستعمار .