عملية اغتيال سريعة بصواريخ دقيقة هذه تفاصيل ضربة الاحتلال الصهيوني في لبنان شكّل استهداف الضاحية الجنوبيةلبيروت في لبنان الإنذار الأخطر في التصعيد الصهيوني العسكري لما يحمله من رسائل إلى حزب الله والدولة اللبنانية قد تكون أبرزها رفض المبادرة التي أطلقها الرئيس جوزيف عون في عيد الاستقلال ليل الجمعة والتي عوّل عليها لبنان كحلّ دبلوماسي يُبعد سيناريو الحرب الواسعة عن أراضيه والإصرار على مواصلة الضربات بلا خطوط حمر والتأكيد للحزب بأنّه لا يزال مكشوفاً أمنياً. ق.د/وكالات يستمرّ الاحتلال في تغيير معادلاتها الميدانية بذريعة منع الحزب من إعادة بناء ترسانته العسكرية على مشارف أيام من السنة الأولى على وقف إطلاق النار مستهدفة منطقة حارة حريك للمرة الثانية بعد الضربات على الضاحية في 5 جوان الماضي من دون إصدار أي إنذار بالإخلاء للسكان وفي وقت الذروة إذ اغتالت القيادي الكبير في حزب الله هيثم على الطبطبائي ومعه 4 مجاهدين في غارة أسفرت كذلك عن إصابة 28 شخصاً وأضرار مادية كبرى. وأورد مكتب النتن ياهو أن الجيش شن هجوماً في قلب بيروت استهدف رئيس أركان (حزب الله) قائلاً هاجمت قوات جيش الاحتلال رئيس أركان حزب الله الذي كان يقود عمليات إعادة بناء وتسليح التنظيم وأضاف أن نتنياهو أصدر الأمر بشن الهجوم بناء على توصية وزير الدفاع ورئيس الأركان . وأفادت القناة 14 التابعة للاحتلال أن هدف الاغتيال في الضاحية الجنوبية هو أبو علي هيثم الطبطبائي الرقم 2 في حزب الله أما القناة 12 التابعة للاحتلال فأشارت إلى أن الغارة تم تنسيقها مع الأمريكيين . وهذه هي المحاولة الثالثة لاغتيال الطبطبائي بعد فشل محاولتين سابقتين حسب القناة 12 . وكان صُنّف من قبل وزارة الخارجية الامريكية بأنّه ارهابي عالمي ورصدت مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه . 5 شهداء و28 جريحاً وذكرت معلومات أن الغارات التي يرجّح أنه استخدمت فيها 6 صواريخ GBU-39 التي تتميّز بدقتها العالية وبقدرتها على اختراق ستة أقدام تقريباً من الخرسانة المسلحة أسفرت عن استشهاد خمسة أشخاص وجرح 20 آخرين حسب وزارة الصحة العامة. كما خلّفت الغارة أضراراً كبيرة في السيارات والمباني المحيطة. في السياق ذكر مراسل لموقع أكسيوس في منشور على منصة إكس نقلاً عن مسؤول أمريكي كبير أن الكيان لم يخطر الولاياتالمتحدة مسبقاً بالغارة وأنه تم إبلاغ الإدارة الأمريكية مباشرة بعد الضربة بينما قال مسؤول كبير ثان إن الولاياتالمتحدة كانت تعلم منذ أيام أن الاحتلال يخطط لتصعيد الضربات في لبنان . وفي السياق عينه قال وزير الحرب الصهيوني يسرائيل كاتس: لن نسمح بالعودة إلى الواقع الذي كان قبل 7 أكتوبر.. ونتنياهو وأنا مصممان على الاستمرار في سياسة فرض الضغط الأقصى في لبنان . *عون: الاحتلال لا يأبه بأحد في المواقف اعتبر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون أن استهداف الاحتلال الضاحية الجنوبية من بيروت والذي تزامن مع ذكرى الاستقلال هو دليل آخر على أنها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد وإعادة الاستقرار ليس فقط إلى لبنان بل إلى المنطقة كلها . وأضاف: أن لبنان الذي التزم وقف الأعمال العدائية منذ ما يقارب سنة حتى اليوم وقدّم المبادرة تلو المبادرة يجدد دعوته للمجتمع الدولي لأن يتحمل مسؤوليته ويتدخل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه منعاً لأي تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة من جهة وحقناً لمزيد من الدماء من جهة أخرى . أما رئيس الحكومة نواف سلام فشدد على أن الاعتداء على الضاحية يتطلب توحيد كل الجهود خلف الدولة ومؤسساتها . وقال إن حماية اللبنانيين ومنع انزلاق البلاد إلى مسارات خطرة هي أولوية الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة فهي ستواصل العمل بشتى الوسائل السياسية والدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل حماية اللبنانيين ومنع أي تصعيد مفتوح وبما يضمن وقف اعتداءات الاحتلال وانسحابها من أرضنا وعودة أسرانا . وأضاف سلام لقد أثبتت التجارب أن الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار يمر عبر التطبيق الكامل للقرار 1701 وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية وتمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمهامه . وفي عام 2006 اعتمد مجلس الأمن بالإجماع القرار 1701 الهادف لوقف الأعمال العدائية بين حزب الله والاحتلال ودعا إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة. *سلام: تطبيق القرار 1701 وبموجب القرار اتخذ المجلس خطوات لضمان السلام منها السماح بزيادة تعداد قوة اليونيفيل إلى حد أقصى يبلغ 15 ألف فرد من أجل مراقبة وقف الأعمال العدائية ودعم الجيش اللبناني أثناء انسحاب الاحتلال من جنوبلبنان وضمان العودة الآمنة للنازحين. وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار عدواناً بدأه الاحتلال على لبنان وتحول في سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة وأسفر عن استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفاً آخرين. وخلال هذه الحرب احتل الكيان الصهيوني 5 تلال لبنانية في الجنوب ونص الاتفاق على أن تنسحب منها بعد مرور 60 يوماً إلا أنّها لم تلتزم بذلك فيما تواصل إضافة لذلك احتلال مناطق لبنانية أخرى منذ عقود. *قماطي: خرق للخط الأحمر على خط حزب الله حضر إلى المكان المستهدف عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار الذي أوضح ان هذا العدوان الغادر استهدف منطقة سكنية بامتياز وأكد أننا مستمرون في صمودنا ونحن أقوياء بثباتنا وبحقنا وبشهدائنا وبقوة الشعب والمناصرين . كذلك حضر نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي الذي أكد استهداف شخصية جهادية موضحاً أننا نعمل على التأكد من هوية الشخصية . واعتبر أن العدوان خرق للخط الأحمر ويفتح الباب أمام تصعيد العدوان على كل لبنان مشيراً إلى أن المقاومة قادرة وهذا العدوان يفتح الباب أمام كل الخيارات والمقاومة هي من تقرر كيفية الرد على هذا العدوان . غير أن هيئة البث التابعة للاحتلال أفادت أن أي رد من (حزب الله) قد يقود إلى أيام عدة من القتال فيما أوضحت القناة 12 التابعة للاحتلال أن لا تغيير في التعليمات لسكان شمال الاحتلال عقب عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبيةلبيروت . *السفارة الإيرانية: اعتداءات جبانة وعلّقت السفارة الإيرانية في لبنان عبر حسابها على منصة إكس على الغارة بالقول: تتوسع مساحة الاعتداءات الإجرامية لتشمل الضاحيةَ الجنوبيةَلبيروت معتبرة أن هذه الهجمات تحمل من الكيان الإرهابي الذي لا يتورّع عن تهديد الآمنين من أبناء الشعب اللبناني العزيز . وأكدت السفارة أن هذه الاعتداءات الجبانة لن تنال من عزيمة أصحابِ الحق ولن تُضعف إرادتهم الراسخة في مواجهة الظلم . واستنكر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الغارة الإجرامية التي شنها الجيش الصهيوني على الضاحية الجنوبية والتي طالت قلب القرار الوطني للبنان الدولة والكيان . ورأى في بيان أن الأعذار مرفوضة بل المطلوب جواب رسمي ووطني بوزن هذا الجنون الصهيوني فالدولة اللبنانية مطالبة بأنّ تكون بحجم الضامن الوطني لا الإدانات الفارغة ولن تزيدنا هذه الوحشية الصهيونية إلا تمسكاً بخيارنا الوطني والسيادي ولا ضامن استراتيجياً للدفاع عن هذا البلد إلا الجيش والشعب والمقاومة ووحدة وطنية وسياسات سيادية تليق بالعائلة اللبنانية واللحظة لتأكيد مصالح لبنان العليا بوجه أخطر كيان صهيوني يهدد أصل وجود لبنان . في المقابل توجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة قائلاً: لمواجهة الاعتداء الذي استهدف الضاحية الجنوبية لا نستطيع التصرف كالعادة: مهاجمة الاحتلال ولعنها والتقدُّم بشكوى إلى مجلس الأمن. فهذه الخطوات لم تُفِد يوماً بشيء وعلى الأكيد لن تفيد اليوم. وإذا كان لدينا أي طريقة وأؤكد أي طريقة لإقامة توازن عسكري شرعي يمكِننا من إيقاف الهجمات على لبنان وإذا كان لدينا أي وسيلة لتحقيق ذلك فلنعتمدها فوراً. *رسالة جعجع أما إذا لم يكن لدينا هذا الخيار وكما هو واضح وجلي فلا يبقى أمامنا إلا طريق واحد لا غير: الاستعانة بأصدقاء لبنان غرباً وشرقاً وفي طليعتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية مع محبتي واحترامي للآخرين جميعاً وذلك للضغط على الاحتلال لوقف اعتداءاتها وانسحابها من لبنان . ورأى جعجع في بيان أن ما تطلبه الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية لمساعدة لبنان هو قيام دولة فعلية في لبنان فحسب تحتكر السلاح كله والقرارين العسكري والأمني كلياً. وأصلاً وقبل أن يكون هذا مطلباً لواشنطن والرياض وسائر العواصم الغربية والعربية كان مطلبنا جميعاً نحن اللبنانيين بدءاً باتفاق الطائف مروراً بقرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701 وليس انتهاء باتفاقية 27 نوفمبر 2024 وقراري مجلس الوزراء في 5 و7 أوت 2025 . وتمنى في الختام دعوة مجلس الوزراء إلى جلسة طارئة لوضع قراري مجلس الوزراء في 5 و7 أوت موضع التنفيذ وإجراء مشاورات سريعة وفي العمق وبالتفاصيل كلها مع الولاياتالمتحدة والسعودية وبقية أصدقاء لبنان للاستعانة بقدراتهم على وقف الاعتداءات نهائياً وسحب الاحتلال من لبنان والعودة إلى اتفاقية الهدنة لعام 1949 . *مناورات الاحتلال عسكريا بدأ جيش الاحتلال مناورات مفاجئة على مستوى القيادة العليا في هيئة الأركان العامة في مناطق الجليل الشرقي لمحاكاة التعامل مع اندلاع حرب وكيفية إدارة الأزمة. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن الجيش قرر تعبئة منظومة الصواريخ الدفاعية ووضعها على أهبة الاستعداد في شمال الاحتلال. وقال الناطق العسكري إن المناورات ستستمر على مدار يومين في الجليل الشرقي بهدف اختبار وتحسين جاهزية جيش الاحتلال لمختلف السيناريوهات. ويشرف على المناورات رئيس الأركان إيال زامير الذي بدأ باختبار مفاجئ لجاهزية الفرقة 210 المسؤولة عن مرتفعات الجولان السوري المحتل والمناطق التي احتلها الكيان الصهيوني في سوريا بعد انهيار النظام السابق لمحاكاة حدث أمني متدحرج على هذه الجبهة. وستختبر المناورات قدرة القيادة العسكرية العليا على تقييم الوضع واتخاذ القرارات على جميع المستويات بما فيها الجاهزية وإدارة القوات في منطقة القتال. وخلال التدريب ستشهد منطقة الجولان السوري المحتل والمروج الشمالية حركة نشطة لجيش الاحتلال كما سيسمع دوي انفجارات في المنطقة وتحليق كثيف لسلاح الجو.