لإغاثة المشرّدين ومفترشي الأرصفة حملة شتاء دافىء تنطلق
ككل موسم شتاء تبادر معظم الجمعيات الوطنية والمحلية بتنظيم حملات شتاء دافىء من أجل إسعاف وإغاثة المشرّدين ومفترشي الطرقات عبر مختلف ربوع الوطن بحيث تتكاثف الأيادي وتنطلق قوافل الخير من أجل توزيع الوجبات الساخنة والبطانيات وحتى تقديم الرعاية الصحية لهؤلاء لاسيما في ظل الأجواء الباردة التي تزيد غبنهم وحالتهم المزرية سوءا. نسيمة خباجة تختلف فئاتهم وأعمارهم عبر الأرصفة والطرقات إلا أن معاناتهم واحدة منهم شباب شيوخ وعجائز وحتى الأطفال تشرّد بعضهم لظروف قاهرة وكان مآلهم أرصفة الشوارع لافتراشها وإن كان فصل الصيف رحيما بأجسادهم فإنّ فصل الشتاء قاس جدا لاسيما مع تساقط الامطار وصقيع البرد والثلوج لكن أيادي الخير تكون في الموعد لإغاثتهم ونجدتهم. تنظيم خرجات ليلية عبر الشوارع انطلقت العديد من الجمعيات الوطنية والمحلية في خرجاتها الليلية للوقوف على وضعية المشرّدين والأشخاص بدون مأوى الذين يبيتون في العراء بحيث اختلفت فئاتهم واتّحدت معاناتهم التي تهز الجبال. وهي المهمّة التي أخذتها على عاتقها جمعية سعادة المحتاج بولاية الجزائر العاصمة التي شرعت في خرجاتها الليلية لتوزيع الوجبات الساخنة وإغاثة المشرّدين بحيث يُنتظر أن تستمر الحملة طيلة فصل الشتاء حسب ما أعلنته الجمعية عبر منصتها في الفايسبوك بحيث تمّ مؤخرا توزيع وجبة ساخنة تمثلت في حساء الشربة على المشرّدين بمنطقة الحراش بضواحي الجزائر العاصمة إذْ قام المتطوعون بتوزيع الوجبة على مفترشي الطرق وكانوا يدا واحدة لإطعام أشخاص محرومين لتستمر الخرجات في باقي الأيام كما فتحت الجمعية بابها للمحسنين من أجل المشاركة في إطعام الأشخاص بدون مأوى خلال فصل الشتاء. وهو نفس ما انتهجته جمعية شبيبة الخير التي انطلقت في حملة شتاء دافىء من أجل التضامن مع الأشخاص بدون مأوى بساحة الشهداء بالجزائر العاصمة وفتحت باب التبرعات بالأطعمة الساخنة والمواد الغذائية والبطانيات للمحسنين للاستمرار في تنظيم قوافل الخير التي تمس مختلف النقاط عبر الجزائر العاصمة أين تكثر فئات الأشخاص المشرّدين عبر الأرصفة و الأقواس . جمعية سنابل الخير هي الأخرى انضمّت إلى حملة شتاء دافىء لإغاثة المشرّدين بتقديم الوجبات الساخنة على أن تكون خرجاتها بمعدل خرجتين في الأسبوع يومي الجمعة والاثنين لتوزيع الوجبات الساخنة للأشخاص بدون مأوى وعابري السبيل وفتحت هي الأخرى باب التبرعات لمن يريد المشاركة والتصدق على هؤلاء الذين تتضاعف معاناتهم خلال فصل الشتاء وكسب الأجر وتعميم الخير. للعرسان نصيب في توزيع الوجبات الساخنة اختار مؤخرا عريس وزوجته في سابقة قد تكون أولى من نوعها في الجزائر أن يكون عشاء عرسهما موجّها إلى فئة الأشخاص بدون مأوى الذين يفترشون الطرقات وكانت خطوة ثمّنها الكل بحيث ظهر العريس وزوجته وهما بلباس الزفاف يوزعان الوجبات الساخنة على الأشخاص عبر الأرصفة والطرقات فلا هرج ولا مرج ولا تبذير ولا إسراف في عرس كان سيتم بحضور عائلات ومدعوين ربما من طبقات ميسورة فاختار العريس سبيلا آخر ومدعوين من نوع خاص يستحقون الأكل ويكسبونه أجرا وأشاد الكل بتلك الخطوة وقالوا إنّ هؤلاء من مفترشي الطرقات أحق بعشاء العرس بسبب عوزهم وحالتهم المزرية وتمنى كثيرون أن يتحوّل ذلك السلوك إلى عادة ولا ينسى العرسان فئة المشرّدين عبر الشوارع من أجل جعل نصيب من عشاء العرس لفئتهم وبالفعل العديد من أصحاب الأعراس يقومون بتوزيع الوجبات المتبقية على هؤلاء من باب التصدق والأخذ بأيديهم إلا أن خطوة العريس الذي نزل إلى الشارع واختار الأرصفة مع عروسه بدل قاعة فخمة في فرحة عمره كانت فريدة من نوعها ومميّزة وثمّنها كثيرون لكونها خطوة تعكس مشاعر الإنسانية والرحمة والتضامن مع المحرومين والفئات الهشة في المجتمع.