المدينة الجديدة للمنيعة مشروع متكامل لرسم ملامح حاضرة نموذجية بالجنوب تتجسد بالمدينة الجديدة للمنيعة رؤية تنموية شاملة تقوم على تخطيط عمراني عصري ومتوازن يراعي خصوصيات المنطقة ويستشرف احتياجاتها المستقبلية في إطار مشروع استراتيجي اختير بعناية فائقة ليكون مدينة متكاملة تواكب التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها الولاية وجنوب البلاد عموما.
ي. تيشات أفاد المدير التقني للمؤسسة العمومية للمدينة الجديدة المنيعة فاتح شميل أن المؤسسة اعتمدت إلى جانب مخطط التهيئة الأساسي على مخطط دراسات تكميلية يهدف إلى ضبط أدق لمراحل إنجاز المدينة الجديدة مبرزا أن المرحلة المقبلة ستعرف انطلاقة فعلية لتجسيد مختلف المرافق العمومية والشبكات الحيوية بما يضمن جاهزية المدينة لاستقبال المشاريع القطاعية والسكان في أحسن الظروف. دراسة خاصة بإنجاز مدينة ذكية وفي بعده التقني والابتكاري كشف رئيس دائرة الدراسات بالمؤسسة العمومية للمدينة الجديدة المنيعة خليفة نعيمي عن إعداد دراسة خاصة بإنجاز مدينة ذكية تعتمد على نظم المعلومات الجغرافية والتسيير الذكي بالإضافة إلى دراسة لضمان استقرار المنحدر المحاذي للمدينة الجديدة وهو ما يعكس -كما قال- توجها حديثا في تسيير الفضاءات الحضرية يجمع بين السلامة النجاعة والاستدامة وبخصوص مهام المؤسسة أكد القائمون عليها أنها تتكفل بتهيئة المحيط العمراني بكافة الشبكات القاعدية على غرار شبكات الغاز والمياه الصالحة للشرب والكهرباء وتصريف المياه المستعملة إضافة إلى شبكة الطرقات التي تم إنجازها جزئيا فضلا عن التنسيق والمتابعة الدائمة مع مختلف القطاعات لضمان انسجام المشاريع واحترام معايير البناء المعمول بها. كما تجري حاليا عملية ربط هذا المشروع المتكامل بالشبكة الوطنية للطاقة الكهربائية من طرف شركة سونلغاز.
تخصيص 600 هكتار لمشروع المدينة الجديدة يمتد مشروع المدينة الجديدة على مساحة إجمالية تقدر ب600 هكتار خصص منها 350 هكتارا كمنطقة عمرانية و100 هكتار كمنطقة توسع مستقبلي إلى جانب 150 هكتارا كمنطقة حماية للتشجير يجري إنجازها في إطار مشروع الحزام الأخضر الذي بلغت نسبة تقدم الأشغال به حوالي 45 بالمائة وفق تصاميم هندسية حديثة تهدف إلى تحسين الإطار البيئي وحماية المدينة من العوامل الطبيعية. يأتي ذلك في الوقت الذي من المرتقب أن تحتضن المدينة الجديدة مشاريع قطاعية كبرى في مقدمتها مشاريع السكن بمختلف الصيغ حيث قدرت طاقة الاستيعاب بأكثر من 10 آلاف وحدة سكنية منها 100 وحدة سكنية تابعة للمؤسسة الوطنية للترقية العقارية إضافة إلى المرافق والإدارات العمومية بما يعزز جاذبية هذه المدينة الجديدة. كما يتوفر المشروع حاليا على مركز لتصفية المياه المستعملة ومركز للردم التقني علاوة على مشاريع قيد الإنجاز تشمل مجمعين للمياه الصالحة للشرب ومصبا للمياه المستعملة في إطار رؤية متكاملة لتسيير الموارد وحماية البيئة.
فضاء واعد للاستثمار السياحي وملحقة جامعية في الأفق يمثل هذا المشروع إضافة نوعية لولاية المنيعة والمنطقة ككل يهدف من جهة إلى حماية المدينة القديمة والحفاظ على طابعها الواحاتي المميز ومن جهة أخرى إلى استقطاب السكان من مختلف ولايات الوطن بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي للمنيعة كحلقة وصل بين شمال وجنوب البلاد وكذا الديناميكية الاستثمارية المتنامية خاصة في قطاع الفلاحة أما في البعد السياحي والثقافي يرتقب أن تشكل المدينة الجديدة فضاء واعدا للاستثمار حيث تم تخصيص أوعية عقارية لإنجاز إقامات سياحية ومشاريع فندقية بالتنسيق مع الهيئة المسيرة بما يعزز مكانة المنيعة كوجهة سياحية ذات بعد ثقافي وبيئي. كما يشمل المشروع تخصيص أوعية عقارية لإنجاز ملحقة جامعية وبرمجة معهد للسياحة والفندقة ومسجد قطب ومركز رياضي ومسرح وملاعب جوارية فضلا عن خط السكة الحديدية الذي ستكون له محطة بمحاذاة المدينة الجديدة ما يعزز الربط والنقل ويكرس اندماجها في الشبكة الوطنية كما توجد دراسة لربط المدينة الجديدة بالقطب العمراني حاسي القارة عبر شبكة طرق على مسافة تقدر ب7 كلم بما يضمن انسيابية الحركة ويساهم في تعزيز التكامل العمراني بين مختلف أقطاب الولاية. يذكر أن معالم المدينة الجديدة قد بدأت في الظهور من خلال البنى التحتية المكتملة والمشاريع الجاري إنجازها في شتى القطاعات وهو ما يعكس مدى حرص السلطات الولائية على المتابعة الدائمة والمستمرة لمختلف الهياكل والمرافق الجاري إنجازها بهذا المشروع المتكامل.