دفعت الحرارة المرتفعة التي اجتاحت ولاية الشلف ومختلف الولايات الداخلية للوطن منذ دخول شهر جويلية الحالي، الشباب والأطفال وحتى الكهول القاطنين بالبلديات الجنوبية من الولاية بالتدفق نحو السدود أو البرك المائية والسواقي وحتى الآبار كحل حتمي في غياب البديل والانعدام الكلي للمسابح بهذه البلديات، حيث يلجأ الأطفال والشبان خاصة قاطنو القرى والأرياف بالبلديات الجنوبية كسنجاس، الكريمية، حرشون، بني بوعتاب أولاد بن عبد القادر، والحجاج، إلى هذه الأماكن الخطرة حتى وإن كان الثمن حياتهم، فيغامرون بأرواحهم بحثا عن الاستجمام في الوقت الذي تنعدم به أي وسيلة أخرى تخفف عنهم الحرارة المرتفعة إذ تنعدم مرافق الترفيه، وخاصة المسابح ببلدياتهم المعزولة والبعيدة عن الشريط الساحلي للولاية مما يصعب عليهم التنقل إلى الشواطئ المؤمنة ويدفعهم الخيار إلى التضحية بأرواحهم وهو ما تشهده سنويا تلك المناطق، بسقوط العشرات من الضحايا في الأماكن المائية الممنوعة من السباحة سواء بالسدود أو بالآبار. ورغم ذلك تظل وجهة هؤلاء السباحة بالسدود والحواجز المائية وأيضا الأودية الموجودة بالمنطقة على غرار »السد الكبير« ببلدية بني بوعتاب أقصى جنوب شرق ولاية الشلف والسد الصغير الواقع ببلدية الكريمية والوادي الذي يربطهما مرورا بالكريمية إلى غاية وادي الفضة وكذلك الحاجز المائي الكائن ببلدية حرشون حيث تستقطب الأماكن المذكورة يوميا العشرات من الأطفال والشبان الذين يقدمون على السباحة في مياهها دون رقابة مما يهدد سلامتهم خاصة أنها مملوءة بالأوحال والحجارة وأغصان الأشجار التي غالبا ما تكون وراء وقوع إصابات خطيرة وحالات الغرق كما هذه الأوحال وغصون الأشجار عملية السباحة والتحرك بصفة منطقية، كما تحجب الرؤية حتى في عملية الإنقاذ، هذا بالنسبة لهذه الشريحة القاطنة بالجهة الجنوبيةالشرقية للولاية على مستوى دائرة الكريمية خاصة وأن بلدياتها التابعة لها كحرشون وبني بوعتاب تنعدم بها المسابح وتبعد عن أقرب شاطئ بالولاية بما يزيد عن 100 كلم ناهيك الصعوبات الأخرى التي تمنعهم من التنقل والتمتع بمياه البحر كضعف الإمكانيات المادية ووسائل النقل. ونفس الأمر ينطبق على سكان بلديات سنجاس، أولاد بن عبد القادر والحجاج الذين يلجأون إلى البديل بسد سيدي يعقوب الواقع في الجهة الجنوبيةالغربية لولاية الشلف وإذا كان الاستنجاد بهذه الأماكن حتميا رغم خطورتها فقد أرجعته هذه الفئة إلى عدم اهتمام المسؤولين على المستوى المحلي بالتكفل بهم وتنظيم رحلات منظمة إلى الشواطئ التي تزخر بها الولاية وهذا في ظل الارتفاع الفاحش في تسعيرة التنقل من أقصى الجنوب بالولاية إلى أقصى الشمال بالولاية أو الشواطئ الساحلية حيث تعد تكلفة التنقل من بني بوعتاب إلى تنس مثلا تفوق 200 دينار جزائري للفرد الواحد باستعمال النقل العمومي أما إذا كان النقل الخاص فالعملية تتضاعف إلى 10 مرات ونفس تكاليف تقريبا تنطبق على سكان المناطق بلدية أولاد بن عبد القادر أو الحجاج وفي غياب التكفل التام تبقى هذه الفئة تدفع التكلفة المادية بغض النظر عن تكلفة التضحية ومخاطر بدفع أعمارهم للهلاك.