أنهت الجزائر، اليوم الأربعاء، عهدتها التي دامت سنتين كعضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي، بعد مسار تميز بحضور دبلوماسي فاعل ومواقف ثابتة إزاء القضايا الدولية العادلة، لتعوضها مملكة البحرين ابتداءً من يوم غد الخميس، في إطار التداول الدوري للمقاعد غير الدائمة بالمجلس. وخلال هذه العهدة، حرصت الجزائر على الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة داخل أحد أهم أجهزة منظمة الأممالمتحدة، حيث عملت على الدفاع عن مبادئ الشرعية الدولية، ودعم الحلول السياسية للنزاعات، والتأكيد على احترام سيادة الدول وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها. وقد جسدت مشاركتها بالمجلس رؤية دبلوماسية تقوم على الحوار والوساطة ورفض منطق الإملاءات واستخدام القوة خارج إطار القانون الدولي. وفي هذا السياق، أكد ممثل الجزائر الدائم لدى منظمة الأممالمتحدة، السفير عمار بن جامع، خلال جلسة لمجلس الأمن حول الأمن والسلم الدوليين عُقدت يوم الاثنين الماضي، أن الجزائر أنهت عهدتها "وقد قامت بواجبها"، مبرزا أن مسؤولية المجتمع الدولي تظل قائمة في مواجهة بؤر التوتر ومنع اتساع رقعة النزاعات عبر تبني حلول سياسية عادلة ومستدامة، تستجيب لتطلعات الشعوب وتحفظ استقرار الدول. كما دعا السفير بن جامع أعضاء مجلس الأمن إلى العمل بروح جماعية وبمزيد من المثابرة، مع ضرورة إشراك كافة الدول الأعضاء في الأممالمتحدة في أعمال المجلس، بما يعزز الشفافية ويكرس الطابع التمثيلي للمنظمة الأممية، لاسيما في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة والتحديات المتنامية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين. وبمغادرة الجزائر لمجلس الأمن، تنتهي أيضا عهدة كل من غويانا وسيراليون وكوريا الجنوبية وسلوفينيا، في حين ينضم إلى المجلس أعضاء جدد انتخبتهم الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى جانب الأعضاء الدائمين الخمسة وهم المملكة المتحدة والصين والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا. وتجدر الإشارة إلى أن الدول العربية تتناوب على شغل المقعد غير الدائم بمجلس الأمن بين المجموعتين الإفريقية والآسيوية، في تقليد دبلوماسي يعكس السعي لضمان تمثيل عربي داخل هذا الجهاز الأممي الحيوي. وبهذا، تطوي الجزائر صفحة من العمل الدبلوماسي المكثف داخل مجلس الأمن، مؤكدة من جديد التزامها الثابت، من داخل المنظمة الأممية وخارجها، بنصرة القضايا العادلة، وتعزيز السلم الدولي، والدفاع عن مبادئ القانون الدولي والعدالة بين الأمم.