يظهر أن سيناريو الطوابير الطويلة من الشاحنات والجرارات المحملة بالطماطم الصناعية الذي شهدته المصانع التحويلية بالولايات الشرقية خلال السنتين الفارطتين قد أعيد هذه السنة ، أين تعرف المصانع إقبالا كبيرا من طرف الفلاحين من مختلف الولايات لبيع منتوجاتهم من الطماطم الصناعية، الأمر الذي خلق أمامها طوابير طويلة من الشاحنات والجرارات بمختلف أحجامها وأنواعها. دفع نضج الطماطم الصناعية بالحقول الزراعية في الولايات الشرقية، المصانع التحويلية لفتح أبوابها في الأيام القليلة الماضية لاستقبال الطماطم ، حيث عرفت هذه الأخيرة إقبالا كبيرا من طرف الفلاحين لبيع منتوجاتهم المحملة في الشاحنات ذات المقطورة والجرارات الفلاحية بمختلف الأحجام، و التي صنعت طوابير طويلة أمام المصانع ،وهو ما ينبئ بإعادة سيناريو السنة الماضية، الذي شهد فيها منتوج الطماطم الصناعية وفرة كبيرة نتيجة للعديد من العوامل التي ساهمت بشكل مباشر في مضاعفة المردودية، حيث يلاحظ المار بجوار مصانع تحويل الطماطم بولاية الطارف، عنابة، قالمة طوابير من الشاحنات والجرارات المحملة بأطنان الطماطم، ينتظر كل منهم دوره لبيع سلعته، وهو ما شكل أمام بعض المصانع عرقلة كبيرة في حركة المرور لمستعملي الطرقات، وترجع أسباب التوافد الكبير هذه الأيام على المصانع التحويلية حسب بعض الفلاحين ممن اتصلت بهم» آخر ساعة» إلى نضج المنتوج في آن واحد، والذي تم جنيه في نفس الوقت من طرف الفلاحين، من جهة أخرى بدت مخاوف منتجي الطماطم الصناعية واضحة بسبب تخوفهم من تكرار المعاناة الكبيرة التي مرت بهم السنة الماضية، التي انتظر فيها الفلاح أياما أمام المصانع لبيع منتوجاته، فعلى البرغم من تراجع المساحة المغروسة طماطم هذه السنة ببعض الولايات على غرار الطارف نتيجة للعديد من الأسباب منها نقص مياه السقي الفلاحي إلا أن ذلك لم ينقص من عزيمة الفلاحين الذي بذلوا مجهودات مضاعفة لتوفير مردودية في محاصيل الطماطم، وهو ما تدل عليه الطوابير اللا متناهية أمام المصانع،من جهتها المصالح الفلاحية بولاية عنابة تتوقع تحقيق مردودية معتبرة في الطماطم الصناعية تصل إلى 948 ألف قنطار، وذلك راجع إلى زيادة المساحة المغروسة طماطم والمقدرة بحوالي 1900هكتار، بينما كانت السنة الماضية لا تتعدى 1830هكتارا، هذا إضافة إلى التحفيزات التي وضعتها الدولة من أجل تدعيم الفلاحين في مجال زراعة الطماطم الصناعية على منحة الدعم المقدرة ب 4 دج للكيلوغرام، ومنح المصانع التحويلية قروض من أجل مساعدة الفلاحين بدءا من البذور والأسمدة والأدوية إلى شراء المنتوج، وتجدر الإشارة إلى أن دخول المكننة في جني الطماطم الصناعية قد ساهم بشكل فعال في استثمار الفلاحين في شعبة الطماطم، كون أن أهم المشاكل التي يعاني منها الفلاحون هي نقص اليد العاملة في القطاع الفلاحي، فبتعويض العمال بالمكننة يكون حل مشكل كبير كان يعرقل منتجي الطماطم.