كشفت مصادر موثوقة من قبل وحدة مؤسسة «الجزائرية للمياه» بولاية عنابة عن الأسباب الحقيقية التي تسببت في معاناة سكان الولايات مع مشكل المياه هذا الصيف والذي يتعلق أساسا بمركب الحجار للحديد والصلب. و. ه حيث أوضحت المصادر ل «آخر ساعة» بأن المضخة الرئيسية التي كانت تضخ المياه الخام الخاصة بالاستعمال الصناعي من سد ولاية الطارف نحو مركب الحديد والتي تتواجد على مستوى منطقة «زريزر» توقفت عن العمل منذ مدة وهو ما دفع بإدارة وحدة «الجزائرية للمياه» إلى تزويد المركب بالمياه من الخزان الرئيسي للمياه الصالحة للشرب والذي يتواجد على مستوى منطقة الشعيبة ببلدية سيدي عمار، حيث أوضح المصدر بأن ما يناهز 50 بالمائة من المياه التي يفترض أن توزع على الزبائن العاديين تم تحويلها نحو عملاق الحديد والصلب وذلك تفاديا لتوقف فرنه العالي عن العمل، وحسب المصدر ذاته فإن قرار تزويد مركب الحديد والصلب بالمياه الصالحة للشرب سياسي بالدرجة الأولى باعتبار أن السلطات المحلية والمركزية لا تريد وقوع أي مشاكل جديدة في المركب الذي توقف عن العمل لعدة أشهر بسبب أشغال تجديد الفرن العالي رقم 02 التي أخذت وقتا أطول من اللازم، وهو السيناريو الذي وقع قبل أيام قليلة وانفردت «آخر ساعة» بنشر تفاصيله، حيث توقف عمل الفرن العالي بسبب فراغ الخزانات التي تزوده بالمياه، وحسب المصادر ذاتها فإن هذا الأمر يعد من بين الأسباب الرئيسية التي تسببت في أزمة المياه الكبيرة التي ضربت ولاية عنابة في الأشهر الأخيرة والتي دفعت المواطنين إلى حد الاحتجاج بإغلاق الطرق وذلك بعد أن أصبحوا يعيشون على طريقة الناس البدائيين من خلال التنقل بين المنابع الطبيعية للتزود بالمياه الصالحة للشرب –رغم أنها ليست كذلك- التي زادت من حدة أزمتها التراجع الكبير في منسوب المياه بسدي «الشافية» و»ماكسة» الواقعان بولاية الطارف. مخاوف من أزمة مياه في عيد الأضحى ويتخوف العنابيون من أن يعيشوا أزمة مياه في عيد الأضحى الذي يكثر فيه استعمال المياه، خصوصا وأن نظام التوزيع يخصص فترة الليل فقط في بعض المناطق، لذا فإن الزبائن يتمنون اللجوء إلى الصهاريج التي تتوفر عليها من أجل مساعدتهم على التزود بالمياه خلال هذه المناسبة الدينية التي كان يفترض أن لا تسجل فيها أي مشكلة مياه وأن لا يسجل أيضا هذا الأمر خلال الصيف لو تحققت وعود الوالي السابق الذي وعد بحل جميع مشاكل هذا القطاع قبل حلول شهر جوان الماضي، وكان وعوده لتكون منطقية لو تم استغلال الثروة المائية الجوفية التي تتوفر عليها الولاية، حيث يوجد 52 بئرا غير مستغل بسبب قدم الشبكة وقدم التجهيزات في بعض محطات الضخ، حيث تشير الأرقام إلى أن 93 مليون لتر من المياه مهملة وذلك نتيجة سوء التسيير، كما أن 40 في المائة من إنتاج المياه في عنابة يضيع بسبب مشكل قدم القنوات وذلك حسب ما أكدته الجهات الوصية في وقت سابق.