استرجع خلال صبيحة نهار امس سكان ولاية تيزي وزو ذكريات و مسيرة عميد الأغنية القبائلية الفنان الراحل «سليمان عازم» في الذكرى ال36 لرحيله .و قد تم بهذه المناسبة تنظيم وقفة تكريمية نظمت بقرية « اقني قغران « التابعة لبلدية « واضية « بذات الولاية كما تم تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية تخليدا لذكرى ابنها عميد الأغنية الأمازيغية و الجزائرية الشاعر و الفنان الكبير «سليمان عازم». و قد تم تسطير برنامج ثري ومتنوع من خلال إلقاء محاضرات و شهادات من قبل أقاربه و أصدقائه. كما تم تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية و المقالات الصحفية التي تتحدث في مجملها حول حياة سليمان عازم و مسيرته الفنية. كما تجدر إليه الإشارة فإن الفنان «سليمان عازم» الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الأغنية القبائلية و الجزائرية والذي وافته المنية في تاريخ 29 جانفي 1983 أين مات في الغربة منفيا. و بالعودة إلى حياة الفنان القبائلي «سليمان عازم» فإنه ولد في 19 سبتمبر سنة 1918 ب «أقني قغران»، وهي قرية تتواجد بمنطقة واضية المحاذية لجبال جرجرة، و يعرف عنه أنه كان يرفض كل أنواع المساومات، وكان مسكونا بهاجس الدفاع عن المظلومين وإظهار الحقيقة، لم يكن يوما يبحث عن الشهرة والمال، بل استعمل الغناء والموسيقى للتعبير عن أوجاعه ومحاربة الفساد وفضح كل الحقائق المخفية. وبدأ «سليمان عازم» حياته بمعاناة مثله مثل كل أطفال وشباب القبائل والجزائر. ففي سن الحادية عشرة كان يشتغل لدى أحد المستعمرين بمنطقة اسطاوالي بالعاصمة، قبل أن يهاجر إلى فرنسا عام1937، و بالضبط إلى مدينة «لانغوي» للبحث عن حياة اقتصادية واجتماعية أفضل، لكن الحرب العالمية أخلطت أوراقه، حيث ظل لعدة سنوات ضحية العمل الإجباري المفروض من طرف النازيين الألمان، وفي 1945 بدأ يشتغل كمسير لمقهى بباريس. ورغم كل تلك المعاناة والصعوبات المهنية والبعد عن الوطن إلا أن سليمان عازم تعلق بالغناء والموسيقى، حيث أصدر أول ألبوم له وحقق نجاحا كبيرا بأغنيته الشهيرة «أموح أموح» التي خصصها للمهاجرين والغربة. «سليمان عازم» الذي اتهمته بعض الأطراف بوقوفه ضد الثورة محاولة المساس بسمعته، كان يعاني من قسوة الاستعمار وخصص لهذا الغرض أغنية «أفاغ أيجراذ ثمورثيو «بمعنى «أيها الجراد.. أخرج من بلادي الجزائر العزيزة حيث يستنكر فيها الاستعمار والاحتلال الفرنسي بالجزائر. وقد تحوّل سليمان عازم إلى الفنان الذي يؤنس الجزائريين بالغربة، وذلك بأغانيه المؤثرة على أمواج إذاعة باريس في حصة ربع ساعة ليوميات القبائلي. وقد تناول «الفنان« في أغانيه كل المواضيع السياسية والاجتماعية والعاطفية والغربة، معتمدا بشكل كبير على أشعار «سي موح أومحند» الذي تأثر به كثيرا، وهي الأغاني التي تعري الواقع المعيشي، وخصص جزءا هاما من أغانيه للمغتربين في المهجر والحنين إلى زيارة أرض الوطن. ويعتبر مصدر إلهام لعدد معتبر من الفنانين القبائليين أمثال معطوب الوناس، تاكفاريناس وإيدير… ويتمنى محبو الفنان «سليمان عازم» إعادة الاعتبار لهذا الفنان بحجم مشواره الفني. وأن تنظم له تظاهرة وطنية تخرج عن النطاق المحلي القبائلي الأمازيغي والجزائري. كما لديه بعض الأغاني بالفرنسية والعربية ويعزف على آلة المندول والقيثار ويؤدي موسيقى الشعبي الجزائري والموسيقى القبائلية بطريقة رائعة ومحبوبة لدى الجمهور القبائلي و الجزائري كما يحترمه الجزائريون في الداخل والخارج وكثير من الفنانين لأسلوبه الغنائي الرزين والمتوازن والملتزم بالوطنية الصادقة عكس ما يدعيه الكثيرون الذين يجهلون الكثير عن هذه الشخصية .