نفى رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران أن يكون حزبه يسعى لإقامة إمارة إسلامية، وإنما يريد الإصلاح في ظل الاستقرار بأي ثمن، وذلك ردا على اتهامات وجهها له قيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المعارض بالسعي لامتلاك البلاد وتنصيب نفسه خليفة. وقال بنكيران إن إمارة المؤمنين في المغرب موجودة وأميرها هو الملك ولا يمكن لأحد أن يشوش على علاقة حزبه بالملك. وأضاف بنكيران، أن حزبه وحكومته يريدان الإصلاح في إطار الاستقرار ولذلك كلفة كبيرة، بسبب الضغوطات واللوبيات التي ما زالت في مواقعها، وأشار إلى أن حزبه جاء تحت ضوء الشمس ومن رحم المجتمع ذي المرجعية الإسلامية وليس خلسة من خلال التسرب لمواقع النفوذ والحصول بين عشية وضحاها على أغلبية المقاعد. وتابع المتحدث أنه وإن كان هناك حزب أساء إلى المجتمع والوطن وأراد أن يمحو ويغلق الصفحة فليصحح، وإذا كانت لديه الشجاعة ليعتذر للمغاربة فليفعل، مشيرا في الوقت عينه إلى أن المغاربة لا ينسون. وجاء كلام بنكيران، في كلمة افتتاحية لأشغال المجلس الوطني لحزبه أمس الأول، ردا على اتهامات وجهها إليه القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المعارض إلياس العماري. في سياق آخر، ذكرت مصادر مغربية أمس الأول، أن عددا من الأشخاص أصيبوا بجروح واعتقل ثلاثون آخرون الجمعة في مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين على غلاء فواتير الماء والكهرباء في مدينة مراكشجنوب المغرب. وجاء في بيان صدر السبت عن وزارة الداخلية المغربية أنه تم اعتقال نحو ثلاثين شخصا الجمعة بمراكش، كانوا يشاركون في تظاهرة غير مرخصة وقاموا خلالها بأعمال عنف وشغب ورشق بالحجارة، مما تسبب في إصابات في صفوف المواطنين وقوات الأمن. وأضاف البيان أن قوات الأمن تدخلت لتفريق هذه التظاهرة غير المرخصة، وألقت القبض على نحو ثلاثين شخصا، ونقلت وسائل إعلام محلية نبأ وصول تعزيزات أمنية جديدة ومحاصرة قوات الأمن لحي سيدي يوسف بن علي الذي شهد المواجهات، في وقت ما زال فيه الوضع محتقنا بعد اعتقال المحتجين. وقال مشارك في الاحتجاجات على غلاء فواتير الماء والكهرباء لوسائل إعلام فرنسية إن عدد المصابين فاق 60 شخصا منهم أربع حالات إصابتهم متفاوتة الخطورة، فيما نقل أكثر من عشرة جرحى إلى مستشفى المدينة، واستعملت قوات الأمن بحسب المصدر نفسه،القنابل المسيلة للدموع، وخراطيم المياه من أجل مواجهة المحتجين، في حين وصلت إمدادات جديدة من قوات الأمن. وخرج سكان حي سيدي يوسف بن علي في مدينة مراكش العاصمة السياحية للمغرب في وقفات ومسيرات احتجاجية منذ أكثر من شهر، منددين بارتفاع أسعار فواتير الماء والكهرباء الصادرة عن الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء في المدينة. ونقلت إذاعات محلية السبت استمرار المناوشات بين قوات الأمن والمحتجين الذين نددوا في شعاراتهم بغلاء المعيشة وطالبوا برحيل المسؤولين عن الغلاء ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. وأوضح بيان الداخلية المغربية أن هناك إجراءات تهدف إلى تخفيف عبء فواتير الكهرباء لفائدة الأسر الأكثر عوزا وتسهيلات أداء على امتداد 24 شهرا بالنسبة ل16 ألفا و433 مشتركا، وأضاف البيان أن الحوار الذي شرعت فيه الوكالة مع ممثلي السكان بتنسيق مع السلطات المحلية يظل الوسيلة الملائمة لإيجاد حل لحالات النزاع التي قد تظل عالقة.