تشفت المصالح الفلاحية والبيطرية بوهران، بؤرة ثانية لإصابة الأبقار بفيروس الحمى القلاعية، حيث مسّ 13 بقرة بمزرعة خاصّة بمنطقة مرسى الكبير بعين الترك، الأمر الذي أثار حالة استنفار كبيرة، حيث تمّ استدعاء المصالح المختّصة وإبادة الأبقار ودفنها. لا تزال المخاطر محيطة بمختلف الفلاحين والمربين بعاصمة الغرب، التي كانت إلى حين قريب بعيدة عن وباء الحمى القلاعية، إلى غاية أول أمس، أين تمّ إكتشاف إصابة 163 بقرة بالفيروس بمزرعة في مسرغين، تمّ إبادتها رميا بالرصاص. وبعد مرور يومين فقط، تمّ إكتشاف بؤرة ثانية بحيّ الونشريس ببلدية مرسى الكبير الساحلية التابعة لعين الترك، تتعلّق بإصابة 13 بقرة بالفيروس، إذ أبلغ صاحبها بعد ظهور أعراض غريبة على رؤوس الأبقار ممّا أثار شكوكا في نفسه. وبعد فحصها من قبل البياطرة، تمّ التأكّد من إصابتها وعليه تقرّر إبادتها رميا بالرصاص ودفنها باستعمال مواد مطهّرة لتجنّب إنتشار الفيروس بمشاركة مصالح الحماية المدنية، وقد تمّ اللجوء إلى هذا الإجراء نظرا لعدم وجود وسائل نقل كفيلة بتحويلها نحو المذابح مع ضمان عدم نقل الفيروس، إضافة إلى عدم وجود مذابح كفيلة بذبح الأبقار المصابة باستعمال إجراءات وقائية عالية. وبالتالي فإنّ عددا كبيرا من الأبقار سيكون لها نفس المصير، على الرغم من أنّ مصالح البيطرة أكّدت عدم خطورة لحوم الأبقار المذبوحة وعدم إنتقال الفيروس إلى الإنسان، لكنّ ذلك لا يزال محلّ شبهات، حسب ما هو جار العمل به في التعامل مع الأبقار المصابة، فيما يستفيد الفلاّحون أو المربون من تعويضات تصل إلى 80 بالمائة من أسعار الأبقار في الأسواق، وعلى إثر ظهور هذه البؤر، سادت حالة استنفار بالولاية، حيث تمّ تحذير أصحاب المزارع من التعامل مع أيّ موّال أو استقبال وسائل نقل مشبوهة يمكن أن ينتقل الفيروس عبرها، مع ضرورة التسجيل للاستفادة من التلقيح، حيث قامت مصالح البيطرة بوهران بتلقيح أزيد من 12 ألف رأس، على دفعات وعليه لا تزال أسواق الماشية مغلقة وتعليمات منع نقل الماشية قائمة، على الرغم من قرب حلول عيد الأضحى. وقد شرعت مصالح البيطرة في حملات جوارية للمناطق المجاورة لمسرغين وعين الترك لتجنّب انتقال الفيروس، في إنتظار تلقيح جميع الرؤوس، بينما يبقى قرار فتح الأسواق ونقل الماشية قرارا وزاريا قد يفرج عنه ما دامت الخطورة قائمة، حيث ظهرت بؤر إصابة بثلاثة ولايات غرب البلاد هي وهران ومستغانم وغليزان إلى غاية هذا الأسبوع ومن غير المستبعد أن ينتقل نحو ولايات أخرى بعدما كان في ولايات الشرق أوّل ما ظهر.