تقدمت الجزائر بطلب رسمي من أجل استعادة جماجم أبطال المقاومات الشعبية المتواجدة في متحف الإنسان بالعاصمة الفرنسية باريس وقد أودع الطلب أمس الأول من طرف السفير عبد القادر مسدوة. أودع أول أمس، السفير الجزائريبفرنسا عبد القادر مسدوة، طلبا رسميا لاستعادة جماجم أبطال المقاومات الشعبية المتواجدة في متحف الإنسان بباريس، وكان وزير المجاهدين الطيب زيتوني، قد كشف قبل أيام، أن قضية استرجاع جماجم الشهداء الموجودة لدى فرنسا، تسير بوتيرة أحسن من الماضي بكثي، موضحا أن هذه القضية شهدت في الفترة الأخيرة، حراكا وتفاعلا، عكس ما كانت عليه سابقا. وكان زيتوني قد شدد، في ندوة صحفية عشية احتفالات عيد النصر من السنة الماضية، أن "الجزائر قررت تجميد مفاوضات استعادة هذه الجماجم إلى حين انتهاء الانتخابات الرئاسية الفرنسية حتى لا يتلاعب السياسيون الفرنسيون بالملف". وأكد زيتوني كذلك أن الجزائر لن تتقاعس في الحصول على مطالبها من الجانب الفرنسي، لافتا إلى تشكيل لجان مشتركة بين الطرفين الفرنسي والجزائري لأجل مناقشة كل ما يخص تبعات الاستعمار الفرنسي، ومن ذلك حصول الجزائر على أرشيفها واسترجاع جماجم الثوار الجزائريين. جدير بالذكر، أنه من بين القادة المحفوظة جماجمهم في فرنسا والذين تم التعرف عليهم، شريف بوبغلة الذي كافح المستعمر في منطقة القبائل مطلع عام 1850، والشيخ بوزيان زعيم ثورة الزعاطشة سنة 1949 ونجله، وموسى الدرقاوي، وسي مختار بن قديودر الطيطراوي، والرأس المحنطة لعيسى الحمادي الذي كان ضابطا لدى شريف بوبغلة، والضابط محمد بن علال بن مبارك، الذراع اليمنى للأمير عبد القادر ومقاومون آخرون. للإشارة، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان قد أعلن خلال اللقاء الصحفي الذي عقده أثناء تواجده بالجزائر، عن قرار باريس باتخاذ إجراءات إرجاع جماجم قادة الثورات الشعبية إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر. وكان البرلمان الفرنسي قد استبق زيارة ماكرون إلى الجزائر، يوم 6 ديسمبر من السنة الماضية، وطالب السلطات الرسمية الفرنسية باتخاذ "خطوة جريئة" وإعادة جماجم المقاومين الجزائريين، المعروضة في متحف الإنسان بباريس. ويحفظ متحف الإنسان بباريس ب 18 ألف جمجمة، منها 500 فقط جرى التعرف على هويات أصحابها، من ضمنهم 36 قائدا من المقاومة الجزائرية قتلوا ثم قطعت رؤوسهم من قبل قوات الاستعمار الفرنسي، ثم نقلت إلى العاصمة الفرنسية لدوافع سياسية وأنتروبولوجية.