وسط ترقب الدوري السعودي.. ميلان يضع بن ناصر على لائحة البيع    حنكة دبلوماسية..دور حكيم ثابت وقناعة راسخة للجزائر    أكنّ للجزائر وتاريخها العريق تقديرا خاصا..وكل الاحترام لجاليتها    مهرجان عنابة..عودة الفن السابع إلى مدينة الأدب والفنون    إبراز البعد الفني والتاريخي والوطني للشيخ عبد الكريم دالي    التراث الثقافي الجزائري واجهة الأمة ومستقبلها    مطالبات بتحقيقات مستقلّة في المقابر الجماعية بغزّة    تقرير دولي أسود ضد الاحتلال المغربي للصّحراء الغربية    استقالة متحدّثة باسم الخارجية الأمريكية من منصبها    تكوين 50 أستاذا وطالب دكتوراه في التّعليم المُتكامل    ثقافة مجتمعية أساسها احترام متبادل وتنافسية شريفة    العاصمة.. ديناميكية كبيرة في ترقية الفضاءات الرياضية    حريصون على تعزيز فرص الشباب وإبراز مواهبهم    وكالة الأمن الصحي..ثمرة اهتمام الرّئيس بصحّة المواطن    تحضيرات مُكثفة لإنجاح موسم الحصاد..عام خير    تسهيلات بالجملة للمستثمرين في النسيج والملابس الجاهزة    المسيلة..تسهيلات ومرافقة تامّة للفلاّحين    استفادة جميع ولايات الوطن من هياكل صحية جديدة    قال بفضل أدائها في مجال الإبداع وإنشاء المؤسسات،كمال بداري: جامعة بجاية أنشأت 200 مشروع اقتصادي وحققت 20 براءة اختراع    الشباب يبلغ نهائي الكأس    بونجاح يتوّج وبراهيمي وبن يطو يتألقان    خلافان يؤخّران إعلان انتقال مبابي    بعد إتمام إنجاز المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية: سيساهم في تعزيز السيادة الرقمية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي    سوناطراك تتعاون مع أوكيو    الأقصى في مرمى التدنيس    حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي    غزّة ستعلّم جيلا جديدا    جراء الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 34 ألفا و356 شهيدا    الأمير عبد القادر موضوع ملتقى وطني    باحثون يؤكدون ضرورة الإسراع في تسجيل التراث اللامادي الجزائري    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    بن طالب: تيسمسيلت أصبحت ولاية نموذجية    هذا آخر أجل لاستصدار تأشيرات الحج    المدرب أرني سلوت مرشح بقوّة لخلافة كلوب    جامعة "عباس لغرور" بخنشلة: ملتقى وطني للمخطوطات في طبعته "الثالثة"    "العميد" يواجه بارادو وعينه على الاقتراب من اللّقب    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    أمن دائرة عين الطويلة توقيف شخص متورط القذف عبر الفايسبوك    سيدي بلعباس : المصلحة الولائية للأمن العمومي إحصاء 1515 مخالفة مرورية خلال مارس    أحزاب نفتقدها حتى خارج السرب..!؟    مشروع "بلدنا" لإنتاج الحليب المجفف: المرحلة الأولى للإنتاج ستبدأ خلال 2026    بطولة العالم للكامبو: الجزائر تحرز أربع ميداليات منها ذهبيتان في اليوم الأول    حوالي 42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي    هلاك 44 شخصا وإصابة 197 آخرين بجروح    حج 2024 :استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    الجزائر العاصمة.. انفجار للغاز بمسكن بحي المالحة يخلف 22 جريحا    من 15 ماي إلى 31 ديسمبر المقبل : الإعلان عن رزنامة المعارض الوطنية للكتاب    المهرجان الوطني "سيرتا شو" تكريما للفنان عنتر هلال    شهداء وجرحى مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم ال 202 على التوالي    إستفادة جميع ولايات الوطن من خمسة هياكل صحية على الأقل منذ سنة 2021    السيد بوغالي يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    حج 2024: آخر أجل لاستصدار التأشيرات سيكون في 29 أبريل الجاري    رئيس الجمهورية يترأس مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد    خلال اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثالثة: الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي    شلغوم العيد بميلة: حجز 635 كلغ من اللحوم الفاسدة وتوقيف 7 أشخاص    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الشهيد ومن الخائن؟!
''الفجر'' تنشر تحقيقا معمقا حول ما عرف بقضية بونجمة و''النهار''
نشر في الفجر يوم 02 - 08 - 2009

الشهيد رمز مقدس، وتلطيخ ذاكرته جريمة، والسكوت على المساس برمز الدولة الجزائرية وبالشهيد هو أيضا جريمة، لاسيما وأن الدستور يكرس كرامة الشهيد ويحييها ويحفظها، وأن الدستور الجزائري تم تعديله أيضا لحماية رموز الثورة• وأما السكوت الرسمي للمؤسسات والمنظمات الثورية عن تلطيخ ذاكرة شهيد تنشر ''الفجر'' تحقيقا حول الشهيد المطعون وحول الخائن الذي نصب نفسه مجاهدا ورمزا من رموز الثورة، وبعيدا عن العراك السياسوي، ومهما كان رهان تضارب المصالح، فإن دم الشهيد غير قابل للبيع، خاصة إذا كان الأمر مخطط ''بلويت جديد'' تريد بها أوساط مريبة التشكيك في تاريخ الثورة والحركة الوطنية وطمس معالمها المضيئة• ولأن الشهداء أحياء عند ربهم، ولأن الله لا يحب الخيانة، فإن تحقيقنا لا يسب أحدا ولا يمجد أحدا، بل فقط يسمي الأشياء بمسمياتها، والخيانة هنا صفة لا شتيمة• ويمكنكم الاطلاع على الشهادات الحية بالصوت والصورة على موقع ''الفجر'': www.al-fadjr.com
ال''مجاهد'' الخائن مقدم بن سليمان
قلق وإحباط وتذمر هو الشعور السائد لدى المواطنين والمجاهدين النزهاء وأبناء الشهداء في البيض، المنطقة الثالثة للولاية التاريخية الخامسة، بسبب التعنت والإلحاح في تزوير تاريخ ثورة التحرير الوطني، واستفحال ظاهرة المجاهدين المزيفين، والتلاعب بدماء الشهداء الطاهرة ومعاناة الشعب والأمة أثناء حرب التحرير، بهدف الثراء والسلطة، خاصة بعد ما أصبح يسمى قضية المجاهد المزعوم مقدم بن سليمان، التي نشرت على صفحات يومية ''النهار''، التي يديرها ابنه محمد مقدم، المعروف باسم أنيس رحماني•
برغم الوثيقة الرسمية (شهادة عضوية في جيش التحرير الوطني)، المنشورة بجريدة ''النهار''، والصادرة عن مديرية المجاهدين لولاية البيض بإمضاء المدير الولائي السابق، فإن المسؤولين بالأمانة الولائية للمجاهدين لا يعرفون شيئا عن المدعو مقدم بن سليمان، ولا عن مساره وسيرته خلال الثورة•
الوثيقة ''المريبة'' تحمل الرقم35311 حررت بتاريخ 21 أبريل 2008 تقرّ أن المدعو مقدم بن سليمان كان عضوا بجيش التحرير الوطني من سنة 1961 إلى 1962، وهي مسلّمة من طرف اللجنة العامة، عكس شهادة الأعضاء الحقيقيين بجيش التحرير الوطني بالمنطقة، والذين يُمنحون الشهادة من طرف لجنة البيض، مثل المجاهد معمر العربي بن بوجمعة، أمين قسمة المجاهدين ببلدية المحرة، دائرة الشلالة (انظر وثيقة السيد معمر العربي)•
وحول المعلومات الصادرة في جريدة النهار والشهادات المزعومة التي تفيد أن مقدم بن سليمان كان مجاهدا في جيش التحرير بالمنطقة منذ سنة 1957 ثم انتقل في عام 1960 إلى العاصمة، فهي لم تصدر عن المجاهد الحاج عبد الكريم بالوافي، الذي وجدناه في تعب ومرض لا يستطيع الحركة والكلام، وأكد أمين قسمة المجاهدين لبلدية المحرة السيد معمر العربي أن الحاج عبد الكريم بالوافي مجاهد يمر الآن بحال صعبة، لكنه لم يعمل معه أثناء الثورة، ونفى أن يكون بالوافي سلّمه شهادة بعد أن انحنى وسلّم على رجله، كما ادّعت جريدة النهار كذبا وبهتانا، وقال المجاهد عضو جيش التحرير معمر العربي أن المجاهد بالوافي عين قائدا لعرش أولاد عبد الكريم قي أواخر سنة 1961، أما المدعو صدوق بن موسى الذي نصّب نفسه مجاهدا وقدّمته جريدة ابن الخائن مقدم بن سليمان على أنه يعرف ''المجاهد مقدم'' عز المعرفة وأنه كان يوصل له المؤونة، اكتفى المجاهد معمر العربي أمين قسمة المجاهدين للمحرة بالقول إن المدعو صدوق بن موسى هذا من مواليد سنة .1949
المجاهد العربي معمر المدعو بن أحمد معمر (لم يكن بالمغرب أو بوعرفة كما ورد في النهار) التحق بجيش التحرير الوطني في سن الثامنة عشر عام 1957 بالمنطقة الثالثة، الناحية الأولى القسم الأول (جبل سيبح، صوخة، تامدة، جبل بوداود) وعمل تحت إشراف المجاهد راجع الشيخ، رئيس القسم الأول، ثم انتقل سنة 1959 مع كتيبة المنطقة الثالثة إلى المنطقة الثامنة (عين الصفراء بشار) تحت قيادة دقموس عبد القادر ومكاوي محمود من بوقطب•
المجاهد معمر العربي لم يكن بالمغرب، لكنه نقل جريحا الى مستشفى وجدة، وبقي فيه فقط شهرين، وعاد ليعمل على الشريط الحدودي مغنية بركان 15 شهرا، تحت قيادة مسؤول الناحية ''بن أحمد''، ثم عاد إلى الناحية الثامنة، تحت إشراف قائد الكتيبة مكاوي محمود• بالنسبة للسيد معمر العربي، الرجل البسيط المتواضع، من مواليد عين العراك مثل بن سليمان مقدم، فإن الأمور واضحة وبيّنة، وكل المجاهدين بالمحرة والمواطنون يعرفون أن بن سليمان مقدم خائن، وكان يكافح جيش التحرير في صفوف جيوش العملاء بعين العراك، مع كوموندوس الخونة العاملين مع الجنرال بيجار المعروفين بكومندوس جورج•
وأكد مسؤول المجاهدين بالمحرة أنه لم يكن يعرفه شخصيا، لأنه كان في الكتيبة بأماكن أخرى، لكن المجاهدين والمواطنين والحركى يعرفون جيدا المدعو مقدم بن سليمان، الذي التحق بالاستعمار ليُلحق ضربات قاسية بالمجاهدين والمواطنين وهو ما يؤكده مجاهدون وطنيون نزهاء يقطنون منطقة أولاد عبد الكريم بالمحرة، ومن بينهم السيد بلحياتي الشيخ والسيد ديب سليمان والسيد بولرباق لعرج والسيد العربي التيجيني والسيد علي الشريف الطاهر والسيد برزوق عبد الحميد•
وللتأكد من هوية المجاهدين الشهود المذكورة أسماؤهم أعلاه على خيانة مقدم بن سليمان، صرح لنا النقيب السابق في جيش التحرير بالمنطقة الحاج النعيمي النعيمي، أن المجاهدين الشهود الستة يعرفهم جيدا، ولا غبار على جهادهم ونزاهتهم، مضيفا أنه عندما كان أمين منظمة المجاهدين بالبيض أجرى تحقيقا حول المجاهدين المزيفين بالبيض، وكشف (33) ثلاثة وثلاثين ملفا لحركى يحملون صفة مجاهدين• وأضاف النقيب النعيمي، الذي كان مسؤولا بجيش التحرير بالمنطقة عندما كانت تسمى القسم 15 البيض- آفلو قبل مؤتمر الصومام وعمل مع المرحوم الرائد موسى والشهيد الرائد زكريا المحجوب ثم مع النقيب عبد الوهاب، المعروف اليوم باسم الرائد مولاي إبراهيم، أنه جمع هؤلاء الحركى أمام المجاهدين وحقّق معهم، وأنهم اعترفوا أمام ضحاياهم الذين مارسوا عليهم التعذيب أنهم حركى وقاموا بأعمال شنيعة•• لكن للأسف -كما يقول الحاج النعيمي النعيمي- فإن الوزارة والسعيد عبادو، أمين عام منظمة المجاهدين، أعادوا لبعض هؤلاء الخونة شهادة العضوية كمجاهدين•
بالنسبة للسيد براجع، وهو ملازم أول بجيش التحرير الوطني، فإن خيانة مقدم بن سليمان أمر بسيط، فهناك خونة أكثر منهم هم اليوم مسؤولون ، ووصلوا إلى مناصب عالية في السلطة• وقال المجاهد معمر العربي إن ملف بن مقدم من بين الملفات الثلاثة والثلاثين للخونة الذين أعادت لهم الأمانة الوطنية لمنظمة المجاهدين العضوية، ويسمى ملف الحركى الثلاثة والثلاثين: ''ضربة المشعل''• وأقام العملاء وأتباعهم حملة إشاعات ضد الحاج النعيمي والمجاهدين والمسؤولين الذين كشفوا الحركى وجردوهم من المتاجرة بدماء الشهداء، بإثارة الناس والقول إن الأمين الولائي السابق لمنظمة المجاهدين الحاج النعيمي والمجاهدين الحقيقيين النزهاء سيُهلكون ولاية البيض، ويريدون البقاء وحدهم مجاهدين، في حين أن الولايات الأخرى مثل باتنة تعطي شهادة حتى للحمير•
كما أكد النعيمي أن الوزارة بعثت للمنظمة 2000 ملف لمجاهدين على أساس أنها قائمة قدمتها ولاية البيض، وأنه استقدم المجاهدين للتعرف، وردوا بأنهم لا يعرفون أحدا منهم• قضية خيانة مقدم بن سليمان تعود بوضوح إلى بداية سنة 1960 مع عمليات شال ونشاط الجنرال بيجار، بعد تعيينه بالمنطقة وتشكيله لفصيلين من كومندوس الخونة المرتدين، والمعروفين بكومندوس جورج، الذي كان على رأسه الملازم الأول يوسف وكومندس غريفون• في ذلك الوقت كان بن سليمان في دوار عين العراك يعمل في المنظمة المدنية لجبهة التحرير، ومع بداية سنة 60 أراد جيش التحرير مهاجمة المركز العسكري للبلدة، لكن وقتها كان يحكمهم (بيوع)، أي مُخبِر للاستعمار اسمه بصدوق الميلود، وطلب منهم الالتحاق بالعمل إلى جانب الاستعمار rallies، ليلتحق سليمان بن مقدم وأغلبية من معه بالحركى، وأصبح مركز عين العراك للحركة مشهورا، حيث لبسوا، وسلحهم نائب المحافظ الفرنسي بجيري فيل في فيفري .1960
مقدم بن سليمان خائن معروف بمنطقة المحرة، ولم يكن مجاهدا، بل (راليي)، وهم أقبح أنواع الخونة وأكثرهم فظاعة ضد الشعب، وهو ما يشهد عليه الجنرال فرانسوا ميير، قائد مركز حركى سابق بجيري فيل البيض مركز عين عراك، الذي نشط فيه مقدم بن سليمان، ويؤكد الجنرال الفرنسي المسؤول عن فرقة الحركى التي عمل بها مقدم بن سليمان أنها كانت ناجعة وفعّالة في تدمير المنظمة السياسية الإدارية للفلافة، وكذا القضاء على كتائب جيش التحرير• وبسبب الجرائم والشراسة التي عرف بها حركى مركز عين عراك، فإن 24 مجاهد استشهدوا يوم 14 أفريل 1962 أي أسبوعين بعد وقف القتال، عندما هاجموا حركة الكومندوس جورج، comando georges وقتلوا منهم أربعة ومعهم شيخ بلدية بوعلام، واستشهد أربعة وعشرون مجاهدا بعد وقف القتال، بعد تدخل الجيش الفرنسي لتخليص عملائه•
الشهيد بونجمة في عيون مجاهدي كتائب جيش التحرير
المجاهد يخلف كبيري صانع قنابل جيش التحرير
الشهيد بوجمعة مسؤول سياسي
كان يحدد مواقع زرع المتفجرات
''ما أعرفه عن الشهيد بوجمعة الرهج أنه مقاتل صاحب مسدس رشاش ''مات''، رجل معارك، صورته لا تزال في ذهني، التقيته عندما كنت أحضر لعملية في العفرون''، هذا ما صرح به المجاهد ''يخلف كبيري''، من موزاية، مضيفا: ''صورته لا تزال في ذهني، كان محافظا سياسيا في المنطقة، وهو يشبه كثيرا ابنه خالد''•
التحق بجيش التحرير الوطني عام ,1957 في تامسفيدة، وعمل في فوج خاص بصنع الألغام والقنابل، على مستوى المنطقة الثانية في الولاية الرابعة، وكان رئيس هذا الفوج هو خير الدين، ويدعى المحفوظ، وهو من البليدة، وكان فوج يخلف يشرف على صنع القنابل، حيث كان يراقب الطائرات عندما ترمي القنابل لتحديد ما لم ينفجر منها، وكذا قنابل المدافع ال105ملم التي لم تنفجر، ويتم جمعها وأخذها إلى المركز الذي كانت تحيط به السرية، وتصنع القنابل من مادة ال''تي•أن•تي'' والمواد المتفجرة المسترجعة• صنع القنابل كان مهمة خطرة جدا•
فوج المتفجرات -يقول يخلف كبيري- كان يزوّد مراكز المنطقة، ومن بين هذه المهام أنهم كانوا يتصلون بالشهيد بوجمعة الرهج والمحافظين السياسيين للمراكز الأخرى، حيث كانوا -الرهج وآخرون- هم الذين يحددون أماكن زرع القنابل، ويشهد المجاهد أن الثورة تعرضت في الأخير إلى خطة جهنمية تسميمية (البلوويت (bleuite وصلت حد أن ''الواحد منا صار يخاف من الآخر أكثر من فرنسا''، ويضيف المجاهد أنه أرسل إلى تامسفيدة، لتكوين فوج ألغام، لكن ''انتزع مني السلاح، فانتظرت يوم مقتلي، وكان لدي مسدس صغير أخفيته به رصاصتين، وأقسمت أن أضع الأولى في رأس من يعتزم تنفيذ حكم الإعدام فيّ، والثانية في رأسي، دون أن أستسلم للعدو الفرنسي، وبقيت أنتظر حتى مر بورقعة، فقصصت عليه القصة، وانتهت هكذا•• هذا ما حدث لي لكن العديد من الأبطال والشهداء لم تكتب لهم النجاة في هذه المؤامرة''• وخلال كفاحه، يذكر المجاهد يخلف كبيري أنه التقى 04 مرات المحافظ السياسي الشهيد بوجمعة محمد، المدعو الرهج، في المركز•
المجاهد إبراهيم ونفوف ••
كل الناس تعرف بوجمعة الرهج وتعرف أنه بطل شجاع
ونفوف إبراهيم، المدعو خالي إبراهيم، من المجاهدين الذين التحقوا بجيش التحرير سنة 1957، بعد أن استشهد أخوه في 03 سبتمبر 1956، ليصبح هو مطاردا محل بحث من قبل السلطات الفرنسية• خالي براهيم معروف بموزاية والعفرون، وهو الآن يقضي كل يومه بين المسجد والبيت، بعد أن عاد من عمرة، ويرفض حتى الذهاب إلى قسمة الحزب أو مكتب المجاهدين• خالي براهيم صاح بأنه يجب أن نخاف من الله الذي سوف يسألنا غدا، وأنه لا يوجد أخطر من الخيانة وشهادة الزور، مؤكدا أن كل الناس تعرف بوجمعة الرهج وتعرف أنه بطل شجاع، يعرفه الكبير والصغير، ويهابه المعمّرون، كان يتنقل بين الأحواش، نظم الشعب ويجنّد للثورة، يحمل في يده مسدسا رشاشا، وهو شهيد• وأضاف سي براهيم أن ما يدور هذه الأيام من أقوال مسيئة إلى هذا الرجل ما هو إلا مؤامرة، لأننا نعيش زمنا (يبغض فيه كل من كان ''رجلا'' أو بطلا)•
المجاهد بالكتيبة الرحمانية ''الفنتوش''
الشهيد كان يخافه الكولون ويعرفه الجيش والشعب
أحمد بن علي عبد القادر، المدعو فنتوش، شارك في معارك طاحنة لجيش التحرير منذ 1958، معطوب حرب، جرح 03 مرات، وأجريت له عمليات جراحية بالجبال، قطعت أصابع رجله كلها، ويحمل إلى غاية اليوم 14 شظية في مناطق من جسمه، وجروح أخرى، يقول عن بونجمة: ''كان بونجمة رجل ميدان، كان الكولون يخافه، وكان ينظّم الشعب (كوميسار)، قام بعدة عمليات ويعرفه كل الناس جيشا وشعبا•• شهيد•• بطل•• ومثل للرجال الشجعان الوطنيين•
ويؤكد فنتوش أن ما نشر في جريدة ''النهار'' عن الشهيد بونجمة، المدعو بوجمعة الرهج، تضليل وبهتان قام به صحفي هو في الأصل ابن حركي، سمح لنفسه أن يخدش سمعة شهيد، واتهامه بالخيانة، قائلا: ''هذا ابن رابح أحمد، قال يا عمي عبد القادر، أريد أن أطرح عليك بعض الأسئلة، فأدخلته مكتبي وسألته: ماذا تريد؟ فقال: أريد أن أعرف شيئا حول بونجمة، أو بوجمعة الرهج، يقولون عنه إنه كان حركيا؟ فقلت له: ''احشم، فهذا شهيد، فلا تعد هذا الكلام مرة أخرى''، وقلت له أيضا: ''هذا الإنسان شهيد، كان محافظا سياسيا، سجل عدة معارك، كان الكولون يخشونه ويصيحون•• بوجمعة الرهج•• وكان الشعب يعرفه، حيث كان ينظم -أينما حل- الصفوف''•
فأجابني: ''لقد قيل لي كذا وكيت''•
فقلت له: ''إن الذين أخبروك بذلك مخطئون، فهذا شهيد''• فكتب ما كتب ثم انصرف• في المساء، كنت أمام منزلي حين مر علي مجددا، وقال: ''كيف تقول إن بوجمعة الرهج ليس حركيا؟''
فأجبته: ''إنه شهيد، وأنت تتكلم عن الحركى، فأبوك كان حركيا، وإذا لم تنصرف حالا فسوف أصفعك حتى ترى ضوءا بين عيني•• أنجس مثلك يتكلم هكذا عن الشهداء؟؟؟''• فذهب مباشرة إلى الشرطة وأودع بلاغا ضدي، فاستدعوني للاستماع إلى أقوالي، بعد أن فتحوا محضرا•
الخائن والد الصحفي
قويدر رابح محمد، المدعو ''الروخو''، كان إبّان الاستعمار الفرنسي حركيا، كان ''لابسا'' في المدية، ويدّعي أمام سكان موزاية أنه يشتغل في ورشة هناك• واتفق أن سافرت جماعة إلى المكان فصادفوه في نقطة تفتيش؟؟؟ فسألهم: ماذا تفعلون هنا؟؟؟'' في سنة 1983 جاء شخص من سكان الجبل وآخر من المدية فوجدوه يشتغل بوابا للبلدية، لقد كنت أيامها عضوا في البلدية، وكان آنذاك عبد القادر ونفوف ''ميرا'' فقال لنا، ''لقد كان هذا حركيا، فكيف تشغلونه بوابا لديكم؟؟'' فقدم إلينا ونحن في القسمة باكيا، فقال له عبد القادر ونفوف، ''سأبلغ عنك، إذ كيف تزوّر أوراقك وأنت لست سوى حركيا؟''، فسقط والد هذا الصحفي أرضا وهو يبكي ويقول: ''أخي شهيد، وأنتم تريدون أن تظلموني''•• وواصل بكاءه حتى جاءت جماعة فقالت لنا: ''دعوه يأكل الحرام•• واليوم انظروا إلى ابنه كيف يفكر؟؟ إن ابنه هذا كان منخرطا في الفيس''•
محمد مشاهد المدعو بوشعالة •• درس الشهيد ''كلمة من الحبيب إلى الحبيب حتى تصل إلى فم الذئب'' الشهيد بوجمعة يعرفه الجميع، العجزة والأطفال، ليس فقط نحن ممن كنا معه، كان رجلا صارما، منظما كبيرا، ذا هيبة، ؤنه بطل وزعيم، وهو الذي ترك لنا هذه الكلمة التي لا تزال في ذهني: ''إيّاكم وإيّاكم•• كلمة من الحبيب إلى الحبيب حتى تسقط في فم الذئب''• كان الشهيد بوجمعة يشرح لنا قائلا: ''عندما تعودون إلى أهلكم -في زيارة- فالصاحب يقول للصاحب، وهكذا يصل الكلام إلى الخائن، فتحدث المصيبة''•• أنا أعرف جيدا الشهيد بوجمعة الرهج، كان يأتي عندنا في الدار مع جماعة، مثل حمامة، يحيى صاحب الحوش، الزبار، عبد القادر شارلو، وكان بوجمعة هو رئيس المجموعة، ومن يقول شيئا عن بوجمعة الرهج منذ 1958 حتى الساعة التي مات فيها، وما زال كل من فتوش يخلف وعمار براهيم خالي وهذه الجماعة، كنا في المرجة، وما زلنا أحياء، لن نخون حتى الممات• لقد اجتمع المجاهدون بعد ما نشر في ''النهار'' وطلبنا من الشعب والمجاهدين من أحمر العين محاكمة الذين طعنوا في شرف بطل وشهيد، ولن تمر الأمور هكذا''•• الله يكفي الخصاص ويهدينا -صاح المجاهد ''مشاهد محمد'' والمصل بيده بمستشفى القليعة، وهو يتهيأ لإجراء عملية كلى، شفاه الله- المجاهد مشاهد محمد ألقي عليه القبض سنة 1957 واعتقل بكازار وبني مسوس، ثم تمكّن من الهروب من تافشون، وفي اليوم الموالي لهروبه جاء العسكر إلى بيته وسأله والده: أين ابنك؟ فقال لهم إنكم قتلتموه يا كلاب•• فأخذوه إلى حوش فابر، وعلقوه في شجرة، ثم قتلوه، وكافح مشاهد المدعو بوشعالة في صفوف كتيبة الحمدانية• المجاهدة جميلة رابح: ''بونجمة، المدعو الرهج، كان ملازما للشهيد سويداني بوجمعة'' أما المجاهدة جميلة رابح، التي كانت تعرف الشهيد محمد بونجمة شخصيا، فقد قالت شهادتها هي الأخرى في الشهيد، حيث كانت هي الأخرى مجاهدة، وقد تكفلت بإيصال البنادق إلى جيش التحرير الوطني أكثر من مرة على الرغم من كونها حاملا في شهرها الأخير وعلى وشك الوضع، وكانت زوجة شهيد، وابنة شهيد، وقد دفعت مواقفها الصامدة الجيش الفرنسي إلى قصف بيتها بالمدفعية بعد أن تأكد لهم أنها أخفت في بيتها العديد من رموز الثورة في تلك المنطقة، من بينهم المجاهد الشجاع سويداني بوجمعة، الذي كان مجرد ذكر اسمه يرعب الكولون، والذي مكث في بيتها متخفيا مدة طويلة، إلى أن استشهد في أبريل .1956 وفي شهادتها تقول السيدة جميلة: ''كنت أرى بوجمعة الرهج يأتي إلى منطقتنا رفقة جنود جيش التحرير الوطني، وكان يتحرك كثيرا مع الشهيد سويداني بوجمعة، الذي ظل فترة طويلة مختبئا في بيتي• بالنسبة إلى بونجمة، المعروف ببوجمعة الرهج، فقد كان مسؤولا في منطقتنا، لقد كان محافظا، أي كوميسار، رحمه الله فقد كان شهما صاحب مروءة لا تقدّر، لقد كان رجلا بأتم معنى الكلمة، والملائكة شهود على ما أقول، لكنكم تعرفون أن صاحب المروءة معرض للغيرة من طرف حاسديه، لقد حدث ذلك للكثيرين من أمثال بونجمة، حيث ألصقت بهم تهم خيانة أو سرقة ونحو ذلك• بوجمعة الرهج كان رجلا، فإذا شوهوا سمعته فإنهم مذنبون، وبعد استشهاد سويداني وقصف منزلي عدت إلى الخلوية حيث أهلي، ولم أر بوجمعة بعد ذلك التاريخ''•
الشهيد البطل محمد بونجمة
يحدث أن تطير النسور أدنى من مستوى الدجاج••
لكن الدجاج لن يطير أبدا أعلى من النسور••
الشهيد بونجمة محمد، أو بوجمعة محمد كما كان يسمى قبل التعديل، الذي أدخل على اسم العائلة بحكم صادر يوم 08 ماي 1968، عن محكمة القليعة، من مواليد 09 أوت 1928 ببوراشد، ولاية عين الدفلى، لينتقل والده السيد بلقاسم وأمه يمينة مختاري إلى أحمر العين، بعد ميلاد أخت الشهيد بونجمة فاطمة، (المقيمة حاليا في بيت متواضع، بأحد أحواش موزاية)، في أحمر العين، أحيث كان الحاج بلقاسم يعمل فلاحا في حقول الكولون• ولد الشهيد بونجمة إبراهيم، الأخ الأصغر لمحمد، سنتين بعد احتفال الاستعمار بالذكرى المئوية لاحتلال الجزائر، ليسقط شهيدا هو الآخر عام 1959، وكان جنديا في جيش التحرير شابا يحمل المدفع الرشاش ''مات 24'' (MAT24)•
عائلة بونجمة لم يبق منها أي ذكر عند استقلال الجزائر، بعد استشهاد كل من محمد المدعو ''الرهج''، وإبراهيم رحمهما الله، ولم يبق غير الطفل خالد، الأمين العام حاليا للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، الذي تركه والده الشهيد محمد، رضيعا، وترك أمه خيرة عبد الرحمن أرملة في سن العشرين•
الشهيد بونجمة كان يعمل في الحقول في منطقة موزاية، مع عبد الكريم رابح، وكان له نشاط سياسي قبل الثورة، حيث أكد السيد عبد الرحمن، صهر الشهيد، أن البدايات كانت في حلوية، في بيت السيد بوعلام قانون، وذكر أن من بين الذين كانوا يشاركون في الاجتماعات الفنان المشهور ''بوعلام تيتيش'' رحمه الله، وبعد انطلاق الثورة كان الشهيد يعمل في صفوف جيش التحرير، يجمع الأسلحة، والمؤونة، ويجتمع في بيت مع الثوار بالحوض المالطي، بضواحي موزاية مع مجاهدين ومع الزعيم البطل رئيس دائرة سكيكدة للمنظمة شبه العسكرية ''المنظمة الخاصة'' التي أنشئت في المؤتمر الثاني لحركة انتصار الحريات الديمقراطية• الشهيد سويداني بوجمعة عضو مجموعة ال22 (انظر شهادة المجاهدة/ أرملة شهيد وابنة شهيد/ السيدة جميلة رابح) بعد استشهاد البطل سويداني بوجمعة في أفريل 1956، واصل محمد بونجمة الكفاح في العفرون وأحمر العين وموزاية، بتجنيد المجموعات المكافحة وتنظيم شبكات الدعم والإسناد، وجمع الأموال والمؤونة•
وتتذكر السيدة فاطمة بونجمة، أخت الشهيد محمد، يوم داهم فيه الجيش الفرنسي البيت بعد وشاية (باعهم ابن بن عمار) وكانت زوجة الشهيد قد أخفت مسدس الشهيد محمد بونجمة في دلو مخصص للنفايات، وفتش الجنود الفرنسيون الأماكن كلّها دون أن يجدوا شيئا، وعندما خرجوا قالت السيدة فاطمة: ''لو أنهم ضربوا الدلو بأقدامهم لظهر المسدس''، فأجابتها زوجة الشهيد: ''الموت واحدة''•
واصل بوجمعة الرهج تنظيم المناضلين والمجاهدين وجمع الأسلحة، وتقول فاطمة في شهادة لها إن زوجة الرهج قد استلمت وهي في بيتها أمانة إلى بوجمعة الرهج، وهي عبارة عن حقيبة، كان يبدو أن بها 03 أرغفة خبز وخضرا، غير أن تحت كل ذلك كان هناك قنابل ومسدسات، تركها صاحبها قائلا إنها أمانة لبوجمعة الرهج، وكان محمد يكلف أخته بإيصال أموال ومبالغ إلى زوجات المجاهدين المسجونين، مثل السيدة ربيعة لخماري التي لا تزال حاليا على قيد الحياة، وقالت إن أخاها محمد قال لها: ''قدمي لها هذه الأموال لتتمكن من إعالة أبنائها''•
الالتحاق الفعلي بالجبال للشهيد محمد بونجمة، كان سنة 1957، بضعة أشهر بعد مؤتمر الصومام، وكان محافظا سياسيا يشرف على النشاط العسكري والتموين والتجنيد، إضافة إلى قضايا إعالة عائلات المجاهدين والمساجين، وكان الرجل صارما شديدا حازما في عمله، ينتقل بين الأحواش والدواوير على رأس مجموعة من الفدائيين، ويقوم بعمليات تخريبية أساسها تحريف وقلب القطارات، وعمليات فدائية أخرى•
ويؤكد المجاهدون والمواطنون أن اسم بوجمعة الرهج قد أصبح خلال 1957 و1958 يثير الرعب في أوساط المعمّرين، وعندما التحق بالجبال صعدت معه مجموعة مكونة من 25 مجاهدا، وقد قال لوالدته يمينة مختاري ''إن فرنسا ستخرج لا محالة، وإذا مت فهناك رجال سيخرجونها''• وأخذ الشهيد محمد بونجمة أخاه الأصغر إبراهيم، الذي كان يبلغ من العمر 19 سنة، والذي لم يكن قد مضى على زواجه أكثر من 20 يوما، وعندما طلبت الأم من ابنها أن يترك إبراهيم، قال إنه لم يأخذه ''بالسيف''، وأنه هو من يريد ذلك، مضيفا أنه يفضل أن يموت مع المجاهدين على أن يستدعى للخدمة العسكرية ويموت مع فرنسا••
من جهتها، تتذكر الشهيدة شريفة عمرون، أنها التقت عدة مرات الشهيدين محمد وإبراهيم بونجمة سنة 1958، في مركز داداميمون، بنواحي مناصر، مارسو سابقا• أرملة الشهيد محمد بونجمة، والطفل خالد، عاشا في بيت شقيقها السيد عبد الرحمن، وهو أيضا مجاهد، لم يسوِ وثائقه حتى اليوم، عمل بحلوية، في المنظمة المدنية لجيش التحرير، ثم التحق بدوار بن صالح بواد العلايق، ليستقر بأحمر العين•
وأما الضغوطات الاستعمارية، يتذكر السيد عبد الرحمن أيام كان الجيش الاستعماري وعملاؤه يداهمون البيت لتفتيشه بحثا عن الأسلحة أو عن زوج أخته بوجمعة الرهج، وكانت أرملة الشهيد (الجميلة والشابة) تطلي وجهها بالرماد (الحموم) والأوساخ، وكان عبد الرحمن يعمل ''كافيست'' ليعيل الأسرة، وقد هدده مسير الحوش المدعو ''رامو'' وأراد أن يستخدم زوجة الشهيد والرضيع خالد كطعم لاستدراج الشهيد بوجمعة الرهج، الذي أثار الرعب في نفوس الكولون، بغية اقتناصه، وأمر رامو السيد عبد الرحمن بان يأخذ أخته وابنها إلى بيت عائلة بونجمة، التي وضعت حولها رقابة خفية ومستمرة، من جواسيس وعملاء، طمعا في إلقاء القبض عليه، أو تحييد محمد والمجاهدين عندما يزور زوجته وابنه، فنفذ السيد عبد الرحمن ما طلب منه بعد أن بعث برسالة إلى المجاهدين ومحمد يحذرهم من كون الأمر كمينا، حتى لا يقترب أحد من المجاهدين من البيت• وقبلها كان بوجمعة يزور زوجته ويمر إلى بيت صهره مع المجاهدين، فيأخذون قسطا من الراحة وبعض الأغراض والطعام وينصرفون• يقول السيد عبد الرحمن إنه كان يصطحب المجاهد، المدعو ساعد ولد البزناسي، بينما تنتظر بقية المجموعة في الخارج• عند الاستقلال، جاء رفيق الشهيد المدعو البزناسي وأخبره أن محمد استشهد•
الشهيد محمد بونجمة معروف في المنطقة بنشاطه المتعدد دون كلل كمنظم وكمحارب وكرجل عمليات (صاحب مسدس رشاش)، استشهد سنة 1959 كما تؤكد ذلك الوثائق الرسمية، ويرجح بعض المجاهدين الحقيقيين أنه استشهد خلال المؤامرة المعروفة ب''البلوييت''، وهي أخطر عملية استعمارية للقضاء على الثورة قامت بها وحركتها مصالح المكتبين الثاني والخامس، وأدت إلى تصفية وقتل المئات من إطارات ومناضلي جيش وجبهة التحرير الوطني، في كل من الولايات الثالثة والرابعة ومناطق من الولاية الخامسة•
وفي انتظار استكمال التحقيق، فإن قضية استشهاد البطل محمد بونجمة، وظروفها لم تحسم بعد حيث تشير معلومات وشهادات أخرى إلى أن بوجمعة الرهج قد استشهد في الولاية الثالثة بمنطقة الأربعاء ناث واسيف، عين الحمام، إذ صرح مجاهدون منذ سنوات أن هناك شهيدين مدفونين بالمنطقة، أحدهما يسمى بوجمعة الرهج، ما يستدعي استخراج الرفات وإجراء تحاليل الحمض النووي عليها للتأكد من هويتهما•
وفي انتظار إتمام بحث مدقق (كتاب حول الشهيدين الأخوين بونجمة) الذي سيستغرق بضعة أشهر من الآن، يرجى من كل المجاهدين، الذين عرفوا الشهيد يوجمعة الرهج، أن يقدموا شهادات ووثائق إن وجدت، لاسيما وأن الشهيد لم نجد له صورة، بعد أن قضى الاستعمار على رجال عائلة بونجمة، ولم يبق سوى ''خالد'' ابن ''محمد''، بينما لم يترك الشهيد إبراهيم ذرية، لكونه قد التحق بجيش التحرير بعد 20 يوما من زواجه•


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.