يخادع الكثير من أشباه تجار السمك، الذين يزاولون نشاطهم على مستوى ميناء بوهارون أو على الطريق الوطني رقم 11، الرابط بين بلديتي بواسماعيل وبوهارون، زبائنهم ببيع سمك على أساس أنه تم اصطياده بالبحر، تمثلت في السمك المجمد وكذا سمك الوديان الذي يشبه إلى حد بعيد في شكله أرقى أنواع سمك البحر ويستغل التجار جهل الزبائن الراغبين في اقتناء السمك، بأنواعه لمخادعتهم وبيعهم أسماكا قضت في التجميد من الوقت أكثر مما قضته في البحر، وهي في الأصل موجهة إلى الاستهلاك المباشر بعد خروجها من الثلاجات، حيث يعرض السمك للبيع تحت أشعة الشمس وتتغير رائحته ولونه، وكذا لون العينين الذي يتحول إلى الأبيض، وهي كلها دلالات على أن هذا السمك لم يعد يصلح للاستهلاك، ويشكل خطرا حقيقيا على صحة مستهلكيه. إضافة إلى هذا، يعرض هؤلاء التجار سمك الوديان، الذي يشبه إلى حد بعيد أرقى أنواع سمك البحر، على غرار “الروجي”، وكذا سمك التونة، حيث يعرضونه بأسعار مرتفعة مقارنة بسعر شرائه، من أجل خداع الزبائن وإيهامهم بأنه سمك اصطيد من البحر. ولعل ما حدث لإحدى الزبونات خلال الأسبوع الماضي بميناء بوهارون، كشف التجاوزات التي تحدث، موازاة مع الغياب التام لمصالح الرقابة على مستوى ولاية تيبازة، حيث طلبت من البائع تنقية السمكة الكبيرة التي كانت تظنها سمك التونة، لكن البائع رفض في البداية لإدراكه ما قد يجده بداخل السمكة، لكن بعد إصرار الزبونة، قام بالعملية ليتفاجأ بوجود جرذ بكامله داخل بطن السمكة، إضافة إلى هذا، يقوم التجار بميناء بوهارون برش هذه الأسماك بماء البحر المتواجد على مستوى الميناء، وهي مياه قذرة وملوثة بما تخلفه محركات مختلف القوارب الموجودة بالميناء، مما يجعل صحة كل من يستهلك هذه الأسماك على المحك، ويعرضها لمختلف الأمراض. وللاستفسار عن وجود رقابة يفرضها أعوان التجارة بولاية تيبازة على الأماكن التي تباع بها هذه الأنواع من الأسماك، حاولنا الاتصال بالمديرية، إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل.