يشتكي المئات من فلاحي بلدية سيدي بختي بولاية تيارت، منذ سنوات، معاناة ومأساة بسبب تدهور الطريق الذي تفصل بلديتهم على مسافة 18 كلم بمنطقة عبيد التابعة لبلدية عين الحديد، حيث توجد بتلك المنطقة حوالي 25 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية، حسب ما كشف عنه هؤلاء الفلاحين منها أراضي مخصصة لإنتاج الحبوب وأخرى للأشجار المثمرة وبعضها حقول لإنتاج الخضروات. هؤلاء الفلاحون يقطنون بقرى عين البيضاء والصفاح وسيدي علال ببلدية سيدي بختي، وفي ظل تدهور المسلك الذي كان سنوات الأربعينات طريقا معلوما، أصبح حاليا طريق غير مهيأ لا يسمح بمرور الجرارات والمركبات وحتى الراجلين، مما يضطر هؤلاء الفلاحين للانطلاق من قرية عين البيضاء مرورا بعاصمة البلدية على مسافة 15 كلم والتوجه نحو بلدية فرندة البعيدة بحوالي 32 كلم، ومن ثم التنقل نحو بلدية عين الحديد على مسافة أخرى تزيد عن 17 كلم، يضاف إليها التنقل لمنطقة عبيد على مسافة 18 كلم وهو ما يزيد من مشاق هؤلاء الفلاحين عوض أن يتم التكفل بمطلبهم وتعبيد الطريق سالفة الذكر والتي يمتد طولها على مسافة 18 كلم. مطلب تعبيد الطريق، حسب فلاحي المنطقة، تم طرحه على مر السنوات الماضية وفي كل مرة تقدم لهم الوعود، لكنها تبقى للاستهلاك ولا تجد لها طريقا للتجسيد، ومؤخرا قال لهم مسؤولو الدائرة إن هذا الطريق تم إدراجه ضمن البرامج التي تشرف عليها محافظة الغابات والتي ستقوم بوضع مادة ”التيف” على مسافة 7.5 كلم كمرحلة أولى. هذا المقترح رفضه فلاحو المنطقة كون مادة ”التيف” لن تكون صالحة مع تساقط أولى زخات الأمطار والتي ستجرف سيولها هذه المادة و”تعود ريمة لعادتها القديمة”، وعليه طالبوا بتدخل السلطات الولائية لأجل برمجة مشروع لتعبيد الطريق وحل مشكلتهم نهائيا، حيث تعتبر الأراضي الفلاحية التي يعانون الأمرين لأجل الوصول إليها مصدر عيش لحوالي 500 عائلة بالمنطقة، كما أن الإنتاج الذي تحققه تلك الأراضي في مجال إنتاج الحبوب والخضروات وحتى الفواكه هام وعلى المسؤولين التكفل بمطلبهم إذا كانوا حقا يؤمنون بما يصرحون به في تشجيعهم الاستثمار في الفلاحة التي تعتبر حسب المسؤولين الثروة المستدامة.