كشفت التصريحات الأخيرة للمسؤول الأول عن عاصمة البلاد تناقضه الكبير بين نفيه التام من إنجاز شقق ذات الغرفتين، في حين تأكيداته على توزيعها خلال هذه العملية على العزاب لشغورها منذ عهد عدو، لتحدث العمليتان الأخيرتان الخامسة عشر والسادسة عشر إحصاء 369 شقة شاغرة من العملية الخامسة عشر و44 بالجزء الأول من العملية السادسة عشر، لتختتم بشغور 50 شقة خلال جزئها الأخير مقابل آلاف الطعون المودعة التي تزيد من احتقان المقصيين ”المترقبين” للفصل في ملفاتهم سواء بالرفض أو القبول. أثارت استراتيجية الترحيل التي انتهجتها مصالح عبد القادر زوخ بالعاصمة الكثير من التساؤلات، في ظل الإحصائيات غير الدقيقة لعدد الشقق الاجتماعية التي يتم توزيعها مقابل تماطل الرد على الطعون المودعة بعد تصريح المسؤول الاول عن عاصمة البلاد، خلال استكمال الجزء الثاني من العملية السادسة عشر عن توفر مصالحه لشقق شاغرة ذات الغرفتين، والتي تم منحها للعزاب والحالات الاستثنائية، في حين أن طبيعة ”الكوطات” المنجزة من المشاريع السكنية تنفي تشييد شقق من هذا النوع.. وإذا عدنا الى تفاصيل العملية الخامسة عشر نجد شغور 320 شقة إلى جانب 44 أخرى بالجزء الإول من العملية 16 لتختتم بشغور 05 شقق أخرى بعد الاعلان عن ترحيل 2252 عائلة، في حين أن إحصاء 1456 التي منحت لبلدية باش جراح مع 840 شقة منحت لبلدية وادي قريش و172 لبلدية الحراش.. لا نحصل على العدد المعلن عنه. ويتساءل أغلب المطالبين بشقق الكرامة سبب عدم التدقيق بإحصائيات الكوطات السكنية التي يتم الشروع بها منذ انطلاق أولى العمليات شهر جوان الفارط، والاكتفاء بالعدد التقريبي فقط، ما يطرح التساؤل حول وجهتها، أم أنها ستستغل حسب المحسوبية والمصالح، أم تبقى للوصول الى العرض و الطلب بعد حل الازمة حسب ما تطمح إليه حكومة سلال خلال مشروعها الموعود حسب تصريح زوخ الأخير، دون الحديث عن الملفات العالقة والشائكة، كملف المقصيين الذي يتصاعد بكل عملية يتم فيها على غرار المترقبين لنيل شقق ”الكرامة” بعد طول انتظار. وبالرغم من المساعي والمجهودات المبذولة للوصول إلى المستوى المطلوب في التقليل من حدة أزمة السكن المطروحة منذ العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، نجد أن السلطات تجد أيضا عراقيل وضغوطات كبيرة ومجهودات جبارة نظرا للعمليات الموازية التي تلت أكبر عملية ترحيل منذ الاستقلال من الهدم وحراسة المواقع التي لم يتم ترحيلها بعد، لمنع تشييد أكواخ من قبل المتحايلين على غرار عمليات التدقيق بالملفات المودعة نظرا للتحقيقات التي أسفرت عنها اللجنة بعد أن تم الكشف عن طرق التزوير التي لجأ إليها المتحايلون بهدف الظفر بشقة، خاصة بعد الكشف عن أسماء لمغتربين وموتى..