تعيش ولاية سطيف، خلال هذه الأيام الباردة، أزمة حقيقية في التزود بالواد الطاقوية، حيث تشهد محطات البنزين طوابير لامتناهية من أصحاب السيارات مصطفة على طول الطرقات للتزود بمادة المازوت، وطوابير أخرى موازية للسكان القرى للتزود بقارورات غاز البوتان. أصحاب السيارات والشاحنات وجدوا أنفسهم مجبرين على الانتظار لساعات وساعات في طوابير طويلة قصد التزود بمادة المازوت، التي أصبحت مفقودة ونادرة خلال هذه الأيام، وهو الأمر الذي عطل مصالحهم خصوصا بالنسبة للشاحنات التي تنقل مواد استهلاكية على مسافات بعيدة. وحسب المعلومات التي تحصلنا عليها، فإن سبب هذه الندرة يعود بالدرجة الأولى إلى سوء الأحوال الجوية لتعطل باخرات شحن الوقود التي لم تستطع الرسو بالموانئ الجزائرية. أما أزمة قارورات غاز البوتان فقد اشتدت ذروتها بالجهة الشمالية لولاية سطيف، حيث اشتكى السكان من تواصل معاناتهم التي طال أمدها منذ العاصفة الثلجية، أي ما يزيد عن 20 يوما، وأعربوا عن استيائهم العميق من تواصل هذه الأزمة طيلة هذه الأيام الباردة التي تتدنى فيها درجة الحرارة إلى تحت صفر درجة. وما زاد الطين بلة هو انقطاع الغاز الطبيعي لمدة يومين على كبريات المدن بشمال سطيف، على غرار بلدية بني ورتيلان، بوعنداس، وبوڤاعة، وهو الأمر الذي زاد من الطلب على قارورات غاز البوتان وادخل هذه المنطقة المعروفة ببرودة طقسها في أزمة حقيقية، حيث أصبح الحصول على قارورة الغاز حلما بعيد المنال. هذه الظروف القاسية دفعت بعض السكان، لاسيما بالمناطق المعزولة، إلى الاحتطاب من أجل الطهي والتدفئة. للإشارة فإن الجهة الشمالية لولاية سطيف ذات طابع جبلي ومسالك صعبة، ولاتزال الثلوج متراكمة على العديدة من القرى والمشاتي الجبلية، حيث يدخل سكانها في أزمة حقيقية مع حلول فصل الشتاء، وهو ما يتطلب من السلطات أن يتم ربط منازل هؤلاء السكان بالغاز الذي يعتبر من الأولويات.