أكد وزير الطاقة صالح خبري بحاسي مسعود أن إنجاز مشروع المدينة الجديدة لحاسي مسعود لا يزال جاريا، مضيفا أن أشغال تهيئة المرافق العامة لهذا القطب الطاقوي قد بلغت المرحلة النهائية، مشيرا إلى الاستعانة بأعوان الجيش لحماية وتأمين المنشآت النفطية. في تصريح للقناة الإذاعية الأولى، أوضح الوزير على هامش الزيارة التفقدية التي قام بها أمس الأول إلى موقع المشروع، أن مدينة حاسي مسعود تواجه خطرا كبيرا بحيث التزمت الحكومة بنقلها لحماية السكان وإنشاء قطب طاقوي جديد وحضري آمن مشيرا إلى أن أشغال تهيئة المرافق العامة قد بلغت المرحلة النهائية. واستنادا إلى التوضيحات المقدمة بعين المكان، من المرتقب تسليم هذه المرافق بالمدينة الجديدة التي يمكن أن تأوي 80 ألف ساكن قبل نهاية 2016. وتقع المدينة بمنطقة واد المراع على مساحة 2044 هكتار خاصة بالعمران و1161 هكتار مدرجة ضمن محيط التوسعة المستقبلي و313 هكتار منطقة خضراء و965 هكتار مخصصة للنشاطات اللوجستيكية. وفي هذا الصدد كشف وزير الطاقة أن تكلفة إنجاز مشروع المدينة الجديدة لحاسي مسعود قد بلغ 97 مليار دج أي حوالي مليار دولار. وقد حضر الوزير دخول حيز الإنتاج لحقلين وهما بئر سبع وبئر مسانا مما سيسمح بتعزيز الإنتاج النفطي في الجزائر بكميات إضافية مجمعة تقدر ب32 ألف برميل في اليوم في مرحلة أولى، ويضمن حقل بئر سبع (150 كلم شمال شرق حاسي مسعود) إنتاج أولي ب20 ألف برميل في اليوم وهو مرشح للإرتفاع إلى 40 ألف برميل في اليوم في أفق 2019، في حين تبلغ الاحتياطيات بهذا الحقل 758 مليون برميل منها 25 ٪ قابلة للاسترجاع. ويشرف على نشاط الحقل كل من سوناطراك بنسبة 25 ٪ مقابل 35 ٪ للشركة التايلاندية ”بي تي تي أو بي” و40 ٪ للمجموعة الفيتنامية ”بيترو فيتنام”. وقد أنهت المجموعة الجزائرية-الفيتنامية-التايلاندية سنة 2008 أشغال الإستكشاف ببئر سبع لتوقع سنة 2011 على عقد مع المجمع الياباني ”جابنيز غاز كوربورايشن” و”جي جي سي ألجيريا أس بي أ” لإنجاز المنشآت الصناعية لمعالجة البترول وأنابيب نقل المحروقات لتصدير البترول والغاز وقاعدة صناعية على مستوى حقل بئر سبع، وتقدر الإستثمارات المخصصة لتطوير الحقل بحوالي مليار دولار. أما فيما يخص بئر مسانا الواقع على بعد 300 كلم شرق حاسي مسعود فيبلغ الإنتاج به 12000 برميل في اليوم. وتقدر احتياطاته الأكيدة ب 144 مليون برميل بنسبة استرجاع تقدر ب39٪. ويشرف على النشاط بالحقل مجمع سوناطراك (25٪) والشركتين الماليزية ”بتروناس” (35٪) والإسبانية ”سيبسا” 40 ٪ وتم إنجاز مشروع بئر مسانا الذي يضم قاعدة حياة وخط كهربائي ذي الضغط المرتفع من قبل المجموعة الكورية ”هيونداي” بتكلفة قدرت بحوالي 160 مليون دولار. ويتم إيصال الإنتاج بهذين البئرين المتجاورين من خلال شبكة من أنابيب نقل النفط أنجزت من طرف شركة كهريف نحو رود الحمراء. وتم تحديد إنتاج الجزائر من البترول في إطار حصتها بمنظمة الأوبيب ب 1.2 مليون برميل في اليوم منذ ديسمبر 2008 علما أن طاقاتها تقدر بحوالي 1.4 مليون برميل في اليوم. وأمام تراجع أسعار النفط العالمية على الجزائر رفع إنتاجها من خلال استكشاف حقول جديدة وتحسين نسبة الاسترجاع بالحقول المستغلة لا سيما على مستوى حاسي مسعود. وأكد الوزير أن السلطات العمومية أعطت تعليمات صارمة لتعزيز الأمن على مستوى المنشآت الطاقوية لاسيما بجنوب البلاد وهذا بالتنسيق مع قوات الجيش الوطني الشعبي. وعن سؤال حول مكانة الجزائر بمنظمة الأوبيب مقارنة بالوضعية الحالية للسوق النفطية الدولية، أعرب خبري عن أمله في أن تتولى المنظمة مقاليد السوق مجددا للمساهمة في دعم الأسعار، مضيفا أن الجزائر ستنتج من الآن فصاعدا 32 ألف برميل إضافي في اليوم.
