مسارح جهوية تعيش الفوضى

ضعف التسيير من طرف المدراء بالنيابة في عنابة وبجاية

تعيش بعض المسارح الجهوية في الجزائر حالة من الفوضى بعد إحالة أسماء كبيرة على التقاعد، في مقدمتهم المخرج المسرحي عمر فطموش، مدير المسرح الجهوي ”عبد المالك بوڤرموح” لبجاية، بالإضافة إلى السيدة صونيا مديرة المسرح الجهوي ”عز الدين مجوبي” بعنابة.
وما لا شك فيه أن رحيل هذه الأسماء الكبيرة عن هذه الحصون الثقافية ترك فراغا كبيرا سواء على المستوى الإداري أو الفني، وخلف حالة من الفوضى خصوصا الصراعات والشللية السائدة داخل هذه المسارح، بسبب ضعف التسيير من طرف المدراء بالنيابة. ففي المسرح الجهوي ”عز الدين مجوبي” بعنابة وبعد تنحية السيدة صونيا التي كانت تقف على كل صغيرة وكبيرة تخص المسرح بحكم سياستها الرشيدة وتجربتها الكبيرة في عالم الفن الرابع، أصبح المسرح يعيش حالة من التسيب في ظل تغول بعض الأسماء التي تحسب نفسها مسؤولة على حد قول بعض الممثلين من داخل المسرح، الذين يقفون موقف المتفرج خصوصا وأن آخر إنتاجين يقوم بهما المسرح لم يتم فيهما الاعتماد على ممثلين من المسرح، سواء تعلق الأمر بمسرحية ”لويزة” للمخرج حميد قوري الذي جلب مجموعة من الممثلين الذين لا يملكون خبرة في مجال التمثيل المسرحي، أو المسرحية الموجهة للأطفال والتي يخرجها كمال رويني، هذا الأخير استغنى عن ممثلي المسرح الجهوي لعنابة وقام بجلب ممثلين من مسرح قسنطينة الجهوي وأسماء أخرى من العاصمة. وكأن مسرح ”عز الدين مجوبي” عاجز عن إنجاب أسماء ثقيلة أثبتت موهبتها في أكبر المنافسات المسرحية الوطنية والدولية.
ووسط هذه الحالة، ينتظر الغيورون على المسرح الجهوي لعنابة تعيين المدير الجديد، ومتوجسين في نفس الوقت من الإشاعات التي تدور بشأن تنصيب أحد الأسماء الذي يروج لنفسه على أنه المدير القادم للمسرح رغم السوابق الأخلاقية التي يملكها في رصيده.
ولا يختلف كثيرون على أن إحالة المخرج المسرحي عمر فطموش على التقاعد وعدم تعيين مدير جديد بالمسرح الجهوي ”عبد المالك بوڤرموح” في بجاية، جعل المسرح يعيش حالة من الركود ظهرت جليا في البداية مع المهرجان الدولي للمسرح، حيث لم تشارك ولا مسرحية تمثل مسرح ”بوڤرموح” في العروض الموازية للمهرجان بسبب غياب التنسيق من طرف مدير المسرح بالنيابة، الذي يعد مدير الثقافة لولاية بجاية في نفس الوقت والذي يظهر بأنه لا يعي شيئا يتعلق بالمسرح، والدليل ما قام به في الطبعة السادسة للمهرجان للمهرجان حيث صعد على الخشبة من أجل إيقاف مسرحية، والسبب وصول الساعة الصفر أي موعد الاحتفال بتاريخ أول نوفمبر، فما الذي ينتظره الفنان المسرحي في بجاية من شخص يوقف مسرحية؟
فقد مسرحا بجاية وعنابة اسمين ثقيلين في عالم أب الفنون، ما سيكون صعبا على الوزير عز الدين ميهوبي إيجاد البديل لهما، نظرا لخبرتهما الكبيرة في هذا المجال، وكلما طالت مدة التغيير يسير الوضع نحو الغموض، خصوصا وأن المهرجان الوطني للمسرح المحترف لم يتبقى له الكثير.