تعاني عدة مدارس ابتدائية بولاية باتنة، من استمرار ظاهرة الوجبات الغذائية الباردة التي تقدم للتلاميذ في عز فصل الشتاء القارص، الذي يهيمن على المناطق الجبلية في الجهات الغربية والشرقية على الخصوص. يتزايد عدد المدارس الابتدائية المحرومة من المطاعم الساخنة أو من البناءات الحقيقية التي يمكن وصفها بالمطاعم في الجهات الريفية والجبلية، التي تتميز بوجود مباشر مشتة ومعزولة عن بعضها وأخرى في رؤوس الجبال، يجد التلاميذ القاطنون فيها صعوبة كبيرة في الوصول إلى مدارسهم في أوقات الدراسة، ناهيك عن العودة مرتين إلى منازلهم إن كانوا محرومين من الإطعام الساخن، أوأولئك الدين لا يستطيعون لأسباب صحية تناول الوجبات الباردة. وأثيرت ظاهرة الاستمرار في تقديم الإطعام البارد في المدارس الابتدائية بقوة خلال الدورة الاخيرة للمجلس الشعبي الولائي، الذي ألح نوابه على وجوب التصدي لهدا الوضع بإيجاد الحلول السريعة والمناسبة له، باعتباره وسيلة لزيادة التحصيل العلمي والتربوي وتمكين التلاميذ من استيعاب الدروس في أجواء مريحة ومرضية. وتبين من خلال المناقشات التي أعقبت الدورة أن هناك أزيد من 38 الف تلميذ مايزالون يداومون على الوجبات الباردة وأن بعضها لا يسمن ولا يغني من جوع، وأن هناك 130 مطعم يقدم الوجبات الباردة ولا يتوفر على التجهيزات المادية والتقنية. وتستعين بعض المدارس الابتدائية بتحويل مرافق تربوية وقاعات للدراسة إلى مطاعم في أوقات معينة لتوزيع الغذاء البارد علي التلاميذ، ثم تنتهي مهمة القاعات لتعود إلى وظيفتها الأصلية. في الوقت الذي توجد مطاعم أخرى تقدم وجبات ساخنة ولكنها تفتقر للتجهيزات المادية والتقنية وللعمال المتخصصين في وظيفة الطبخ والطهي. وتعاني غالبية بلديات الولاية من الموارد المالية التي تسمح لها بالتكفل بالإطعام المدرسي، ويحبذ رؤساء البلديات أن تتكفل مديرية التربية بهذا الجانب الحساس والحيوي، والذي يشكل بالنسبة لهم حجر الزاوية في المنظومة التربوية، وأن تتفرغ المجالس البلدية لمهام التنمية بدلا من تلهيتها في أمور جانبية لا علاقة لها بدورها الرئيسي. وعلاوة علي المشاكل المرتبطة بالإطعام فإن مدارس عديدة لا تتوفر علي وسائل النقل ولا علي المياه والإنارة والغاز الطبيعي، كما أن مدارس كثيرة تفتقد للتهيئة الداخلية ما يزيد في تعقيد مهمة الاطعام. واستنادا لآراء الكثير من المتتبعين لقضايا التربية والتعليم، فإنه بات من الضروري إبعاد المدرسة عن البلديات نهائيا وفي كل الميادين وإعادتها إلى مديريات التربية للولايات حتي تستطيع تسييرها وفق القواعد البيداغوجية والتربوية.
