تعيش مدينة سكيكدة مند ثلاثة أيام، أزمة في التزود بالمياه الصالحة للشرب التي انقطعت كليا عن الحنفيات، واتسعت تأثيراتها لتشمل البلديات المجاورة لعاصمة الولاية والأخري المرتبطة بشبكة التموين الموصلة بمحطة التحلية. وتفيد معلومات موثقة أن خللا تقنيا أصاب مضخة رئيسية بمحطة التحلية، أدي إلى توقف عمليات التموين وانقطاع المياه عن المدينة. يأتي هذا في الوقت الذي بلغت حركة الاصطياف أوجها وتزايدت الأعراس والحفلات. وقد أغلقت الحمامات والمغاسل العمومية وكذلك المراحيض العمومية، ونفدت الاحتياطات المائية في المساجد التي لا تملك آبارا ارتوازية، كما تزايدت مظاهر جلب المياه بواسطة الصهاريج من الحنفيات العمومية المنتشرة في بلدية فلفلة ومنطقة العربي بن مهيدي. وفي المقابل ارتفعت كالعادة أسعار الصهريج الواحد ليصل إلي ثلاثمائة ألف سنتيم وأحيانا إلي أربعمائة ألف حسب بعد المسافة بين المنزل ومكان جلب الماء. ويلاحظ أن الاعتماد علي محطة تحلية مياه البحر بصفة أساسية لتزويد المدينة وأطرافها بات رهانا ضعيفا وغير مأمون الجانب، ويعرض المدينة والسكان من حين لآخر لازمات متلاحقة ومفاجئة تربك السكان وتزيد من معاناتهم، في الوقت الذي كان يتعين توسيع دائرة الآبار الارتوازية في الأماكن التي تتوفر علي ثروة مائية جوفية أكيدة في عاصمة الولاية وفي البلديات المحيطة بها والقريبة منها، بدليل أن بلديتي فلفلة وحمادي كرومة تستخدمان في الظرف الراهن آبارا كبيرة تحتوي مياها شبه معدنية لا تنضب طوال السنة.