شكلت عملية النهب المتواصل لرمال وادي بوناموسة بولاية الطارف خطرا حقيقيا أصبح ينذر بكارثة طبيعية تهدد المحيط البيئي، و هذا باستنزاف رمال الوادي بطريقة غير عقلانية و تدمير المساحات الزراعية التي تضمها الأراضي الفلاحية الممتدة على ضفافه بسبب الانجرافات و الانزلاق الأرضية التي تشهدها المنطقة يوميا• حيث أدى نهب الرمال إلى إتلاف عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية المصنفة في خانة الأراضي الخصبة بامتياز و أدت عملية تآكل حواف الوادي إلى وصول عرضه في بعض النقاط إلى 50 مترا، بينما انخفض السطح إلى ما يقارب 20 مترا، و هو الأمر الذي أدى إلى زوال الطبقة الرملية السطحية التي تؤدي و ظيفتها كمصفاة طبيعية للمياه الجوفية• في حين لا يزال السكان القاطنون بالقرب من الوادي يتذكرون الفيضانات الماضية التي أتلفت مساحات زراعية هامة بسبب صعود المياه بعد أن دمر الحاجز الطبيعي الذي طالما أوقفها• و من جهة أخرى، كان لتمديد رخص استغلال الرمال سببا في زيادة عملية الاستنزاف التي لا تزال متواصلة و هذا بهدف تمويل المشاريع الكبرى الخاصة بالبناء و الأشغال العمومية الجاري إنجازها بالمنطقة، و بإمكان الرمال المستخرجة من وادي بوناموسة تغطية الطلب على هذه المادة في البناء أو أية أشغال أخرى في ولاية الطارف أين توجه 80 بالمائة من الرمال المستخرجة والتي تعرف بدورها انطلاقة عدد كبير من المشاريع• وحسب إحصائيات قام بها مهتمون بشؤون البيئة فإن 70 بالمائة من الرمال التي يتم استخراجها يوميا من الوادي تتم بطريقة غير شرعية و تستفيد من مداخيلها مافيا الرمال، حيث تعمل هذه الشبكات مستعينة بالشباب البطال في الخفاء مدة 24 ساعة أين يقوم هؤلاء الشباب بعملية غربلة للرمال و بيعها بعين المكان لأصحاب الشاحنات الذين يتوجهون إلى أية نقطة يشاءون على مسافة قد تزيد عن 50 كيلومتر •يأتي هذا في وقت يصنف فيه سد بوناموسة كواحد من أهم الموارد المائية على المستوى الوطني و المحلي و مثل منذ عقود من الزمن المصدر الوحيد للمياه الصالحة للشرب قبل أن يتم تدعيمها مؤخرا بمياه السدود و المنابع الجبلية الأخرى•