تونس تدعو لاجتماع مغاربي شامل وجهت الجارة تونس صفعة قوية للسلطات المغربية التي حاولت الترويج لأن مبادرتها للم شمل دول المغرب الكبير محاولة للوساطة بين الجزائر والمغرب، استجابة لدعوة الملك محمد السادس الأخيرة، وهنا حرصت وزارة الخارجية التونسية على التوضيح بانها لن تجتمع بأي طرف خارج مؤسسات الاتحاد المغاربي، ما يعني بأنها ترفض اختزال المشاكل المغاربية في الخلاف بين الجزائر والمغرب. وكشف المكلف بالإعلام بوزارة الشؤون الخارجية التونسية، فيصل ضو، أن وزير الشؤون الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، جدّد دعوته إلى وزراء خارجية الاتحاد المغاربي إلى اجتماع تشاوري غير رسمي، الذي كانت قد أعلنت عنه الوزارة قبل أكثر من سنة. وقال إن اجتماع خلوة يُقترح عقده في تونس وسيخصص للتداول بكل حرية في كل القضايا التي تعيق إحياء اتحاد المغرب العربي وتفعيل مؤسساته. وشدّد المتحدث باسم الوزارة على أن تجديد تونس لهذه الدعوة لا علاقة له بدعوة الملك المغربي محمد السادس منذ أيام إلى إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور بين المغرب والجزائر للنظر في المسائل الخلافية بين الجانبين. وأضاف: الإعلام أعاد تداول موضوع اجتماع الخلوة بعدما أعلن وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، عن هذه الدعوة المفتوحة لوزراء خارجية الدول المغاربية الأربعاء الماضي في رده على تساؤلات نواب الشعب وأسئلة ممثلي وسائل الإعلام التونسية بمناسبة مناقشة ميزانية وزارة الشؤون الخارجية في مجلس نواب الشعب . وعن ربط الدعوة إلى هذا الاجتماع التي أعلن عنها الجهيناوي بجهود وساطة تبذلها تونس لتقريب وجهات النظر بين الجزائر والمغرب، شدد المتحدث على أن تونس لا تتوسط بين الأشقاء إيمانا منها بأن أبواب الحوار مفتوحة بين البلدين وأن التواصل بينهم لا يحتاج وساطة. مبادرة متطابقة مع مساعي الجزائر وأطلقت تونس مبادرة للم شمل دول المغرب الكبير مشابهة للتي دعت إليها الجزائر من خلال اجتماع وزراء الخارجية، حيث قال خميس الجهيناوي، وزير الخارجية التونسية، في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ، إن تونس تتابع جهودها الدبلوماسية مع الأشقاء في كل الدول المغاربية، لدعم جهود تفعيل مؤسسات الاتحاد المغاربي، وذكر في تغريدته: اقترحنا تواريخ محددة لتنظيم لقاء تشاوري مغلق، بعيدا عن الأضواء، بين وزراء خارجية الدول المغاربية الخمس . وأضاف: نحن نتابع جهودا خاصة مع القيادة في الشقيقتين: جمهورية الجزائر ومملكة المغرب، من أجل إغلاق ملف الخلافات الثنائية العربية والإقليمية، وبينها الخلاف الجزائري المغربي ، وأشار الجهيناوي إلى المبادرتين الجزائرية والمغربية لتفعيل هياكل اتحاد المغرب العربي، قائلا: نعتقد أن مبادرة صاحب الجلالة ملك المغرب محمد السادس، وتصريحات الأشقاء في الجزائر، وتحركات الدبلوماسية المغاربية يمكن أن تساهم في تفعيل العلاقات المغاربية - المغاربية، ثنائيا وجماعيا، وطي صفحة الخلافات القديمة بين الشقيقتين الجمهورية الجزائرية والمملكة المغربية . وتأتي هذه المبادرة بعد أن راسلت الجزائر بصفة رسمية الأمين العام لاتحاد المغرب العربي من أجل تنظيم اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد في أقرب الآجال، وقال بيان للخارجية إنها تمت مراسلة الأمين العام لاتحاد المغرب العربي لدعوته إلى تنظيم اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد في أقرب الآجال، مضيفا أن وزراء شؤون خارجية البلدان الأعضاء قد تم إطلاعهم على هذا الطلب، وأوضح البيان أن هذه المبادرة تنم مباشرة عن قناعة الجزائر الراسخة، التي عبرت عنها في العديد من المناسبات، بضرورة إعادة بعث بناء الصرح المغاربي وإعادة تنشيط هياكله. ليبيا تثمّن المبادرة الجزائرية وفي موضوع ذي صلة، ثمنت حكومة الوفاق الليبية حرص الجزائر على تفعيل عمل أجهزة اتحاد المغرب العربي، عبر دعوتها مؤخرا وزراء خارجية الاتحاد الى عقد اجتماع في أقرب الآجال. ورحبت وزارة الخارجية في حكومة الوفاق الليبية في بيان لها بدعوة الجزائر لعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي. وأكدت خارجية الوفاق أنه يجب إتخاذ التدابير اللازمة لعقد إجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي قريبا. وترى ذات الوزارة، أن مواقف الدول الأعضاء المرحبة بإقتراح الجزائر، راجع إلى أن الأجواء الإيجابية والعلاقات الثنائية المتميزة القائمة حالياً ما بين دول الاتحاد التي عكستها التصريحات البناءة. وأشارت إلى أن تقارب وجهات النظر حول مستقبل الاتحاد المغاربي، والتي ستكون عاملاً مهماً في إنجاح الإجتماع الوزاري المرتقب، والمؤمل في أن يتوصل لخطوة متقدمة تتوج الجهود التي بذلتها دولة ليبيا.