ملعب مركب المنزه الدولي، طقس معتدل، جمهور يقدّر ب10 آلاف متفرج، إنارة جيدة، أرضية جيدة، تحكيم للثلاثي كولومان، أوديب أبيدوي أقصيت مولودية الجزائر بصفة رسمية من منافسة رابطة الأبطال الإفريقية بعد خامس مباراة لها في دوري المجموعات، حيث منيت بخسارة مذلة أخرى، لتجدّد بذلك مردودها الهزيل أمام الوداد البيضاوي في الدارالبيضاء المغربية نهاية شهر جويلية الماضي. بداية الشوط الأول أوضحت أن المدرب بن شيخة دخل بتشكيلة دفاعية من أجل تخفيف الأضرار، وكأنه كان يعلم مسبقا بأن فريقه لن يقوى على مجاراة الترجي التونسي، وكانت بداية المولودية سيئة للغاية كما تعودنا عليه دائما، وبدأت الأخطاء تظهر خاصة في محور الدفاع الذي شكله ثلاثة لاعبين، وهو الأمر الذي لم يتعود عليه اللاعبون، والبداية كانت حين وزع نجونغ كرة في الدقيقة ال6 من الجهة اليمنى لدفاع المولودية لكن زدام أبعدها للركنية التي نفذت وتعود إلى البوعزي، لكن زدام يبعد الكرة مرة أخرى إلى ركنية ثانية لم تأت بالجديد. بعد ذلك واصل الترجي هجومه على منطقة المولودية التي بقيت متمركزة في الدفاع، حيث تمكن وسط الميدان هاريسون من التوغل دائما من الجهة اليسرى، راوغ بصغير ووزع ناحية نجونغ، هذا الأخير يوقف الكرة دون مراقبة ويمرر على طبق للتراوي الذي يسدد كرة صاروخية زارت مرمى عز الدين مفتتحا باب التسجيل في الدقيقة ال8، وأول رد فعل للمولودية كان عن طريق دوادي في الدقيقة ال11 لكن الحارس بن شريفية يبعد الكرة بمقبض اليدين. بعد ذلك، كنا ننتظر عودة المولودية إلى الهجوم لكن لم يحدث ذلك وواصل الفريق التموقع في الدفاع متيحا الفرصة لزملاء الدراجي للمبادرة في الهجوم وتهديد مرمى عز الدين، ومرة أخرى ظهر ضعف الجهة اليمنى للمولودية، حيث وزع هاريسون في الدقيقة ال13 كرة أخرى ناحية منطقة العمليات، عز الدين يخرج من مرماه وأمسك الكرة لكنه ضيعها لتجد أسامة الدراجي الذي ضيع فرصة مضاعفة الفارق، بعدها مباشرة في الدقيقة 16 شوشان يتلقى كرة من القربي يقذف من خارج منطقة العمليات كرته تصطدم بالزاوية 90. وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر رد فعل من قبل زملاء بابوش، واصل الترجي ضغطه على دفاع المولودية في ظل التراجع الرهيب في المستوى البدني للاعبي العميد، وتتواصل معه الأخطاء الفادحة المرتكبة على الجهة اليمنى من دفاع المولودية، ومرة أخرى يرتكب الدفاع خطأ لا يغتفر في المحور بعد المخالفة المنفذة من قبل تراوي مسجل الهدف الأول في العمق نحو نجونغ الذي وجد نفسه وجها لوجه معمقا الفارق إلى هدفين دون رد. تواصلت بعد الهدف الثاني معاناة المولودية وواصل هاريسون أفول انطلاقاته ناحية الجهة اليمنى لدفاع المولودية، حيث راوغ عطفان داخل منطقة العمليات ويسدد في الدقيقة ال25 لكن كرته خرجت ركنية بعدما أبعدها الحارس عز الدين، تنفذ الركنية لكنها لم تأت بالجديد، في الوقت الذي بقيت المولودية مكتفية بالدفاع. مرة أخرى مهازل محور الدفاع تتواصل ويجد نجونغ نفسه دون مراقبة بسبب سوء تفاهم بين زدام وموبي تونغ يتوغل ويمضي الهدف الثالث بطريقة غريبة ومفاجئة، لينتهي بعد ذلك الشوط الأول بثلاثية دون رد. بعد عودة الفريقين من غرف حفظ الملابس، توقعنا أن يتحسن أداء المولودية، لكن ذلك لم يحدث واكتفت المولودية بفرصة واحدة من عطفان في الدقيقة ال52 تمكن الحارس بن شريفية من إبعادها، ليتكلم نجونغ بعد ذلك بلغة الأهداف وكأنه أراد أن يرد الدين أمام المولودية التي لم يسبق أن سجل عليها طيلة مبارياته الخمسة التي لاعبها أمامها بألوان بجاية، إذ استغل هفوة أخرى في محور الدفاع وأضاف هدفه الشخصي الثالث والرابع لفريقه. بعد ذلك تواصل العرض الهزيل للاعبي المولودية إلى غاية نهاية المباراة، واستمرت الأخطاء التي سيكون بن شيخة مطالبا بتصحيحها، وكانت آخر محاولة خطيرة في هذه المباراة من قبل المساكني الذي سدّد قذفة قوية في الدقيقة ال77 مرت جانبية. بن شيخة: أرشح الترجي للفوز بلقب دوري الأبطال الإفريقي من جهته، أكد مدرب المولدية أن الهزيمة أمام الترجي الرياضي برباعية كاملة تعد قاسية لكن المنافس لم يسرق انتصاره وهو الفريق الذي أرشحه للفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا حاولت جاهدا أن أخفف الضغط على أبنائي وطلبت منهم اللعب دون مركبات من أجل تقديم وجه مرضي، إلا أن بعض الغيابات البارزة في التشكيلة وقلة الخبرة لدى البعض الآخر، بالإضافة إلى حسن استعداد لاعبي الترجي، حسم الموقف لصالحه عموما هذه الهزيمة تدل على شيء واحد ومهم وهو أن عملا كبيرا ينتظرنا في المستقبل. جماهير الترجي التونسي تشعل النار في نفسها عقب الفوز على المولودية وأثناء سير مباراة شهد الملعب الأولمبي بالمنزه أحداث شغب وتراشق بالشماريخ وتبادل للعنف بين جماهير الترجي، نتج عنه إصابات وخلفت العديد ممن الحرقى جراء النيران التي أشعلتها الجماهير في نفسها دون أن تتعرض لمشجعي فريق المولودية بتلك التصرفات المشينة. أحداث المنزة طرحت نقاط استفهام عديدة، فالبعض اتهم أيادٍ خفية وراء هذه الأحداث مسبقة التخطيط ، إلا أن البعض الآخر اعتبر ما حدث نتيجة لقرار إدارة الترجي إقالة رئيس رابطة جماهير النادي أول أمس. إدارة الترجي وبالتنسيق مع السلطة الأمنية قرّرت فتح تحقيق لكشف الملابسات وتتبع المتسبب في أحداث الشغب التي قد تكلف النادي عقوبات مالية من الاتحاد الإفريقي، وربما حتى عقوبة اللعب دون جماهير في المباريات القادمة.