فرضت الشموع والبخور والفوانيس بمختلف أشكالها نفسها بالسوق الشعبي المحاذي لمسجد (ابن فارس) (جامع اليهود) بقلب العاصمة، الذي كانت تطغى عليه سابقا المفرقعات والألعاب النارية عشية الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف. ويظهر جليا للعيان أن الأجواء بسوق جامع اليهود، ليست مشابهة لما كانت عليه منذ نحو خمس سنوات، فبعد أن سجل السنة الماضية عشية الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، تراجعا محسوسا في كمية المفرقعات المعروضة للبيع وعدد الباعة والمشترين، لوحظ هذه السنة أيضا تراجع الحركية بهذا السوق الشعبي الذي كان يستقبل مئات الأشخاص يوميا مع قرب حلول هذه المناسبة، فيما احتلت الشموع وأنواع البخور والفوانيس مساحة اكبر مما كانت عليه في سنوات مضت. وبالرغم من احتفاظ السوق بميزته لشهرته السابقة، والتي استمرت لسنوات بكونه من أبرز نقاط بيع المفرقعات والألعاب النارية بالعاصمة، إلا أن ما يلحظ هو تراجع الإقبال عليه، وحتى المحلات التي كانت تغير نشاطها (غالبيتها لبيع الملابس الرجالية) ليتلاءم مع هذه المناسبة لم تفعل ذلك هذه السنة. وانحصر تعداد المتجولين بالمكان إلى مجموعات صغيرة من الشباب، في جولة تسوق يكتفون بها بحقائب ظهر لحمل ما يمكنهم اقتنائه غالبا لإعادة بيعه لاحقا، بعد الانتهاء من جولة مفاوضات مع الباعة حول أسعار السلعة المعروضة. وتراوحت أسعار الشموع بمختلف أشكالها وألوانها إلى جانب علب البخور بروائحه الكثيرة وتشكيلات الفوانيس بين 450 الى 1000 دج، وتصل الى 1200 دج عندما تأخذ شكل مصباح علاء الدين السحري، حسب ما صرح به الباعة. لعبتي بلايلي و بونجاح بسعر 12. 000 دج من جهة أخرى، وصلت قيمة لعبتي نجمي المنتخب الوطني لكرة القدم بغداد بونجاح ويوسف بلايلي في سوق جامع اليهود إلى 12. 000 دج بسعر الجملة، فصورة النجمين هي غلاف لعلبة مكونة من 100 وحدة من المفرقعات النارية، وتُعد جديد سوق المفرقعات سنة 2019، لتضاف إليها صور باقي نجوم الخضر بفتح تلك العلب، لبيعها كوحدات صغيرة بقيمة 150 دج. وتعد (النافورة الذهبية)، من بين جديد هذه السنة أيضا، وحسب الباعة تحاكي هذه النافورة مشاهد المسلسلات الأجنبية خلال الأفراح، فبقيمة 1000 دج يمكن اقتناء هذا الصنف الذي يتميز بإطلاق دخان بألوان مختلفة، مع ميزة التحذير المدون باللغة الانجليزية على العلبة والذي يوصي بوجود شخص بالغ مع الطفل أثناء استعمال هذه الأخيرة. وغير بعيد عن عالم الرياضة والكرة المستديرة، اكتسح طاولات السوق ودون استثناء، نوع جديد من المفرقعات، جاء على شاكلة كرة قدم باللونين البني والأزرق، الوحدة مقابل 80 دج، وهي آمنة للصغار، يقول أحد الباعة لإقناع إحدى الأمهات بشرائها، بالرغم من أنها تحوي فتيلا يتوجب إشعاله. وللترويج وبيع اكبر كمية ممكنة من المفرقعات النارية، خصص باعة (جامع ليهود) مفرقعات جديدة تحت تسمية (الثوم) موجهة لصغار تقل أعمارهم عن 3 سنوات. وتتمثل هذه الأخيرة في علب تحوي 50 وحدة بقيمة 250 دج يمكن للصغير أن يلقيها بكل سهولة على الأرض دون الحاجة لإشعال أي فتيل ويستمتع بالصوت الذي تصدره يؤكد هؤلاء. السلطات تحذر من وقوع حوادث خطيرة . . . من جهتها، حذرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في بيان لها، من استعمال المواد النارية كالمفرقعات والألعاب النارية والصواريخ والقذائف خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والتي قد تتسبب في حوادث خطيرة يمكن أن تودي بحياة الأفراد وتحول الاحتفال إلى مأساة. فيما شدد الملازم الأول بن خلف الله خالد المكلف بالإعلام للحماية المدنية لولاية الجزائر في تصريح له على ضرورة توخي أقصى درجات الحيرة والحذر أثناء التعامل مع تلك المواد، لما تشكله من خطر وتهديد على الأشخاص والممتلكات. وقال المعني أن المفرقعات والألعاب النارية والشموع يمكن أن تتسبب في حوادث انفجار وحرائق خطيرة بالمنازل، موصيا بتجنب استعمالها من قبل القصر ومراقبتهم من قبل أوليائهم ليلة الاحتفال بذكرى خير الأنام، قبل أن يعود ويذكر بخطورة إلقاء تلك المواد من الشرفات أو التراشق بها أو استعمالها في أماكن ركن المركبات وبجوار المستشفيات والمراكز الصحية ومحطات البنزين. وذكر المتحدث بحصيلة مخلفات استعمال المفرقعات النارية ليلة المولد النبوي الشريف السنة الماضية والتي تسببت في تسعة (9) حرائق، عبر كل من بلديات برج الكيفان والكاليتوس وبراقي والعاشور (درارية) وباب الوادي والرويبة والقبة.