في إطار صالون نوميديا المغاربي: فنانون تشكيليون يصنعون الفرحة بشوارع خنشلة

شارك أكثر من 60 فنانا يمثلون مدارس فنية من الجزائر و عدة دول عربية في الطبعة الثانية لصالون نوميديا المغاربي الذي نظمته جمعية لمسات الفنون التشكيلية بالمركز التجاري وسط مدينة خنشلة، بالتنسيق مع مديرية الثقافة للولاية.
صالون نوميديا، الذي تميزت طبعته الثانية ببعدها العربي إلى جانب بعدها المغاربي، تستمر فعالياته ، حسب منظميه، إلى غاية يوم غد، ،و قد استقطب فنانين من مختلف ربوع الوطن و من الخارج، لعرض أكثر من 120 لوحة فنية من إبداعاتهم، و من أبرز المشاركين الفنان خالد سباع، عميد الفن التشكيلي في الحروفيات، الفائز بالجائزة الأولى في المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي المنظم في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، كما سجلت التظاهرة مشاركة الفنانة هدى بن عبد الرزاق من تونس، وأحمد الشيهابي من العراق,والفنان ضو الشلحي من ليبيا، والفنانة نزهة روان من المغرب، و ضيوف شرف منهم الفنانة البريطانية شيماء الجبوري وهي عراقية الأصل.
وكانت الانطلاقة بالمشاركة الواسعة في الجداريات التي أبدع فيها التشكيليون بطريق باتنة، من خلال لوحات فنية ذات دلالات عميقة منها، ما هو مستلهم من تقاليد وعادات المنطقة، فتجاوب معها الجمهور الخنشلي الذي تابع عن كثب بداية إنجاز الجداريات إلى غاية الانتهاء منها، وهو ما زاد من حماس و إتقان الفنانين في إبداعاتهم، بعد أن لمسوا مدى تذوق الجمهور الخنشلي لهذا النوع من الفنون، و تشجيعه لهم بالمتابعة و الشكر والعرفان، على ما تم إنجازه من لوحات تمثل عدة مدارس فنية تشكيلية كالمدرسة الكلاسيكية، الرومانسية، الانطباعية، التكعيبية، التنقيطية الواقعية والتجريدية.
رئيس جمعية لمسات الفنون التشكيلية فؤاد بلاع، المتحمس لإنجاح هذه التظاهرة الفنية، استطاع رغم إمكاناته المادية البسيطة وحداثة تشكيل جمعيته، أن يقنع الفنانين الجزائريين و كذا فنانين من الدول العربية بالمشاركة القياسية في نوميديا بمجموعة من إبداعاتهم.
و يدعو بلاع الجهات المسؤولة و المعنية بدعمه و تشجيعه لتطوير وترقية الفنون التشكيلية بخنشلة التي أنجبت فنانين بارزين، على غرار الفنان العالمي المرحوم لزهر حكار و لزرق وبزة محمد وخالد سباع وعرابي ورويبي وجمال بوطبة وتكواشت نور الدين وغيرهم من الفنانين الشباب الذين لا يزالوا يبدعون في صمت كبير .
وقد كشفت هذه التظاهرة الفنية مدى عشق و تذوق الجمهور الخنشلي للفنون التشكيلية من خلال تتبعه للجداريات بطريق باتنة وحضوره المتميز لقاعة العرض بالمركز التجاري المهدي وسط المدينة، واحتكاكه المباشر بالفنانين المشاركين، حيث يتجلى ذلك في النقاشات و الحوارات الواسعة معهم من أجل شرح مضمون اللوحات المعروضة، وهو ما كشف عنه أيضا بعض الفنانين الذين لمسوا انطباعات حسنة من الجمهور المتذوق للفنون التشكيلية، و لما جادت به أنامل المبدعين. للإشارة برمجت سهرات فنية فلكلورية على شرف المشاركين و كذا خرجات سياحية واستطلاعية إلى أهم المواقع الطبيعية الخلابة التي تتميز بها ولاية خنشلة والتي تعتبر هي أيضا لوحات فنية جادت بها الطبيعة.