حاتم العراقي أطرب وديوان "بانية" أمتع برمجت السهرة الخامسة من مهرجان جميلة العربي للطابع الطربي بحضور مميز من بلاد الرافدين، وعلى وقع نقرات آلة "القانون" وضربات "الدف" أطل حاتم العراقي لتقديم وصلته الغنائية على ركح جميلة مقدما أداء طربيا طغت عليه الأغاني العاطفية الحزينة التي اشتهر بها هذا الفنان الذي عاش أوج عطائه سنوات التسعينات خصوصا أنه يتواجد على الساحة الفنية منذ 20 سنة، حيث أبدع وأمتع وأطرب الجمهور الذواق للموسيقي الطربية الممزوجة بأشعار وكلمات راقية ، استهلها بأغنية "دموعي الحزينة" وأردفها برائعته "فينك يامهاجر" ليغوص في أعماق مشاعر الحاضرين بغناء "ذكرتك والسماء غيمة" وتساءل عن أخبار حبيبته الغائبة بأغنية "شعلومة" و "وين الحلو من يومه" ولم يغفل التطرق لأداء الأغنية الثورية منوها بتضحيات الشعب الجزائري في سبيل نيله الثورة بأداء أغنية "أخي من العراق يهنئ الأبطال" كعربون حب وسلام من شعب العراق الأبي إلى بلاد المليون ونصف المليون شهيد التي تحتفل بالخمسينية، ليختتم وصلته بكلمات رائعة لأغنية "وين الحلو من يومه" و "شميت ريحة الورد" التي إستهلها بموال، لقيت تجاوبا كبيرا من الجمهور الحاضر الذواق لهذا النوع من الفن الأصيل، وكان مثار تنويه من الفنان العراقي الذي شكره على حسه الكبير قبل مغادرة الركح . تلته فرقة ديوان "بانية" التي تؤدي الطابع القناوي الممزوج بالغناء الإفريقي، فعلى وقع "القرقابو" و"القمبري" استهلت الفرقة وصلتها، حيث شد هذا الطباع الجمهور خصوصا أنه عرف إنتشارا واسعا في السنوات الأخيرة في أوساط الشباب، لذا لم يكن غريبا عنهم، لكن الأمر الذي استحسنه الجميع هو التنويع في الغناء والنوتات الموسيقية نظرا لتنوع الآلات التي تعتمدها الفرقة، فمنها القديمة التراثية كآلة "القمبري" المصنوعة تقليديا والتي تضرب في أعماق التاريخ وآلات أخرى على غرار "الباص" "القرقابو" و"القوني" إضافة إلى آلالات حديثة منها آلة القيتار وآلات إيقاعية أخرى من الدربوكة والطبول وغيرها، وأبرز ما يشد الإنتباه إليها التنوع الذي يميز أعضاء الفرقة القادمين من مختلف ربوع الوطن على غرار أدرار، وهران وتلمسان وأيضا مغتربين وعازف من جنسية فرنسية جمع بينهم شغف الموسيقى التي تبقى لغة عالمية، فغنى أعضاء فرقة ديوان "بانية" عن الفقر والمعاناة والتمييز العنصري والمديح إستهلوها بأغنية "سيدنا موسى" ثم "بابا نوار" هذه الأخيرة التي تحكي عن العبودية وإرغام الأفارقة على الهجرة عنوة وأخذهم عبر البحر لوجهات مختلفة، و"بودربالة" ذلك الرجل "البوهالي" الذي يفتقد لذة الحياة التي أصبحت بالنسبة له بدون طعم فيهيم في الشوارع، وعلى النقيض من ذلك أغنية "حمو" التي تحكي عن شخصية فكاهية محبوبة متفتحة لألوان الحياة، لتختتم وصلتها بأداء أغنية "بانية" التي يحملون إسمها. لتختتم السهرة على وقع هذه الأنغام القناوية التي ترغب في إيصال رسائل مختلفة عبر هذا الفن التراثي ، وتستوفي السهرة الخامسة وعودها وتضرب للجمهور موعدا آخر في السهرة السادسة التي ستكون فسيفسائية بحضور سطايفي، فلسطيني ولبناني بغناء كل من الشاب فارس، فيصل رحماني، الشاب رشدي وفرقة الوشاح من فلسطين و رمضان سعد من لبنان. رمزي.ت تصريحات تصريحات تصريحات حاتم العراقي الجمهور الجزائري ذواق وسأصور أغنية جديدة مع روتانا عقد الفنان حاتم العراقي بعد فراغه من أداء وصلته الغنائية ندوة صحفية أكد بأنه أحب الجمهور الجزائري وبالخصوص السطايفي الذي تفاعل مع أداء أغاينه، وعن مشاريعه المستقبلية أكد:"اقتحمت مجال التلحين بعد أن طلب مني بعض الفنانين ذلك فقدمت ألحانا لشذى حسون وصابر الرباعي وملحم زين، وأعتزم تصوير أغنية عن طريق "الفيديو كليب" ضمن ألبومي الغنائي "شعلومة" الذي طرحته قبل أربعة أشهر مع شركة "روتانا" بعنوان "شيب راسي"، مضيفا:" أنا جد سعيد ومسرور إطلالتي هذه على الجمهور الجزائري خصوصا في مناسبة سعيدة وهي الإحتفال بخمسينية الإستقلال، وجدت إستقبالا أكثر من رائع منذ أن وطأت قدماي الجزائر وأنا انقل تحيات وعبارات التقدير واحترام الشعب العراقي إلى بلد المليون والنصف مليون شهيد" مضيفا بخصوص إمكانية تقديم أغنية جزائرية :" أفكر في غناء أغنية جزائرية مستقبلا قد تكون من التراث كهدية وعربون حب للجزائر". حفيظ بيداري نغني أمام الجمهور الجزائري لأول مرة وفننا رسائل إنسانية صرح مغني ديوان "بانية" الجزائر بأن الفرقة تلتقي مع الجمهور في البلاد لأول مرة بعد أن التقوا كأفراد في فرق مختلفة مضيفا:" مشاركتنا في مهرجان جميلة تعتبر دفعة حقيقية لنا وتعريفا بالطباع الموسيقي الذي نقدمه"، وبخصوص الفرقة أكد بأنها تأسست سنة 2004 بباريس ، حيث لمت شمل العديد من الفنانين الذين كانوا ينتمون لعدة فرق أخرى، مضيفا بان المميز في ديوان "بانية" التنوع الثقافي لأعضائها السبعة، وعن سر إطلاق تسمية "بانية" قال:" تسمية الفرقة تعني باللغة الترقية (السلام عليك أيها الرجل الأسود) وأيضا في بعض الحضارات (الألوان السبعة الموجودة في الطبيعية) نغني عن مواضيع مختلفة منها عن التمييز العنصري وعن الفقر والمعاناة الموجودة في إفريقيا ومختلف المواضيع الإجتماعية بلغات مختلفة على غرار لغات من دولة مالي المحلية وأيضا العربية والفرنسية، وعن جديدهم أكد:" نحضر لإصدار ديوان (قرص مضغوط) عن قريب بعد أن انتهينا من إعداده يضم 8 أغاني سنقوم بإصداره في باريس".