المخرج ياسين بن جملين يعالج ظاهرة الهجرة واستقطاب الأدمغة المخرج ياسين بن جملين منكب حاليا على وضع آخر الروتوشات لسيناريو جديد يتناول ظاهرة هجرة الأدمغة الجزائرية نحو الدول المتقدمة بحثا عن تحسين أوضاعها الاجتماعية و المهنية بعد معالجته السابقة للعديد من الظواهر الاجتماعية في أفلامه على غرار "الانحراف " و "الحنين "و "اللعبة ". فبعد تجارب طويلة في عالم التمثيل و الإخراج يسعى الممثل بن جملين للإنتقال إلى كتابة السيناريو حيث يضع وفق مصادر مطلعة أخر روتوشات لعمله الذي انطلق فيه منذ الصائفة الماضية ، ومن المرتقب الشروع في عملية تصوير فيلمه الجديد في غضون شهر نوفمبر أو ديسمبر القادم على أقصى تقدير . ومن المرجح أن تدور أحداث الفيلم بين ضفتي المتوسط بين الجزائر وفرنسا ، باعتبارها الوجهة المفضلة لمختلف الفئات و الشرائح ، بغية تقديم صور ونماذج واقعية حول أسباب هجرة الكفاءات الجزائرية إلى الخارج واستنزافها من طرف المؤسسات الأجنبية في مختلف بقاع العالم ، رغم التكاليف الباهظة التي تصرفها الدولة في تعليمها وتلقينها شتى العلوم . واستنادا إلى مصادرنا فان السناريست و المخرج رسم أمالا مشرقة لهاته الفئة من المجتمع ودعوته الصريحة لها بالعودة خدمة للوطن.كما يسعى جاهدا إلى وضع بصمة فنية من شانها أن تهز مشاعر المشاهدين خاصة المقيمين في ديار الغربة من اجل العودة إلى أحضان الديار لان نهاية كل شخص مسقط رأسه وهو الوتر الذي سيعمل عليه المخرج في انتظار اختيار أحسن الوجوه لأداء الأدوار الرئيسية مثلما تمكن ذات المخرج في أعماله السابقة _والذي مثل الدور الرئيسي في تحقيق نجاح باهر في فيلم "الانحراف "الذي تم تصويره بثلاث مناطق مستغانم، وهرانوالجزائر العاصمة ، و يتناول قصة اجتماعية اقرب منها إلى الواقع حيث تتعرض سيدة إلى مرض خطير فيعجز ابنها على توفير المال اللازم للعلاج غير أن مساعيه تصطدم بواقع مر رفض اقرب المقربين إليه مساعدته ليتغير أسلوب الشاب المهذب و اللطيف إلى شخص يبحث عن الثراء و تحصيل المال بمختلف الطرق و الأساليب ليجد نفسه محل متابعات قضائية لكن القدر ودعوة الوالدين تكون في أخر المطاف عونا له . كما وضع ذات المخرج من خلال تناوله للظواهر الاجتماعية بصمته الخاصة من خلال سلسلة أفلامه التي تمتد على مدار ساعة و نصف جوانب مهمة في حياة الإنسان على غرار سلسلة الأفلام التي أنتجها منها الانحراف و الحنين و اللعبة ويطمح حسب مصادرنا أن ينال الفيلم القادم "هجرة الأدمغة "رضا وإعجاب المشاهدين . وتفيد تقارير وإحصائيات الباحثين والخبراء حول أوضاع الهجرة بالبلاد وتأثيراتها من الناحية الاقتصادية و الاجتماعية وحتى النفسية على العائلات و الأسر أرقاما مذهلة حيث فقدت البلاد وفق إحدى الدراسات الجامعية ما بين سنتي 1992 إلى غاية 2006 على سبيل المثال لا الحصر أزيد من 71 ألف جامعي من بينهم 10 آلاف طبيب في شتى الاختصاصات. وتعد سنوات الجمر من بين الحقب الأكثر معدلات . وقد تسببت الهجرة للكفاءات في خسائر مادية كبيرة تمثل حجم التكاليف التي صرفت على كل طالب سواء بالداخل أو استفادتهم من منح للدراسة بالخارج دون استغلالهم في بلدهم الأم .