انطلقت يوم الخميس بالجزائر العاصمة حملة تنظيف واسعة النطاق شملت كمرحلة أولى أحياء و شوارع باب الزوار بمشاركة المصالح البلدية وعدة مؤسسات مختصة في مجال التنظيف و جمال المدن. وتهدف هذه العملية الاضافية في مجال تطهير المحيط إلى تنظيف مختلف أحياء وشوارع الجزائر العاصمة التي تعاني لا سيما منذ الاشهر الماضية من تراكم الاوساخ و القادورات التي أدت إلى بروز نقاط سوداء ومفرغات عشوائية تنبعث منها روائح كريهة. كما تهدف إلى استعادة العاصمة للقب الذي تعرف به أي "الجزائرالبيضاء" حتى تصبح الواجهة الحقيقية للجزائر من حيث جمال و نظافة المحيط لاستقبال الزوار سواء من داخل الوطن أو خارجة. وكان الوزير الاول عبد المالك سلال قد اشار مؤخرا إلى ان البلاد تعرف حاليا تراجعا في مجال الخدمة العمومية بشكل عام معلنا في هذا الإطار عن تنظيم عملية واسعة لتنظيف مدن البلاد. و أضاف سلال يقول أن "من أهم العمليات التي سنشرع فيها قريبا هي تنظيف (المدن) لان "الخدمة العمومية قد تراجعت قليلا في هذا المجال". وفي هذا الشأن أكد المدير العام لمؤسسة نات كوم أحمد بن عالية في تصريح ل (وأج) على أهمية الشروع في تنظيف أحياء مدينة الجزائر التي عرفت حالة من التدهور في النظافة خلال الاشهر الماضية نظرا لتراكم النفايات على أرصفتها وشوارعها وطرقاتها العمومية. وقال بن عالية أن هذا التصرف "اللا حضاري" الناجم عن تصرفات الكثير من السكان أدى إلى انتشار نقاط سوداء ومفرغات عشوائية مما جعل من الضروري تدارك الوضع و القيام بمعالجته في أسرع وقت ممكن. ولهذا الغرض —يقول بن عالية— "قامت مؤسسة نات كوم بمعية الجهات المعنية بالمساهمة في هذه العملية الاضافية لتطهير محيط الجزائر العاصمة واعطائها الطابع الجمالي الجذاب كما كانت عليه في السابق" مبرزا كل الوسائل المادية والبشرية التي سخرت لانجاح هذه العملية. و أوضح بن عالية أن مؤسسته سخرت لانجاح هذه العملية حوالي 500 عون للنظافة اضافة إلى 4000 عون يقومون بجمع النفايات يوميا علاوة عن مساهمة عدة مؤسسات ك"ايديفال" التي تتكفل بالمساحات الخضراء و "أسروت" المختصة في التنظيف ومؤسسة "ايرما" النختصة في الانارة. كما سخرت المؤسسة لهذه العملية 100 شاحنة لنقل النفايات زيادة على 410 شاحنة تابعة لها تقوم يوميا بجمع و نقل النفايات لتفريغها بمركز الردم التقني بأولات فايت. وقال المدير العام لنات كوم : "هدفنا الاساسي في عملية التطهير هذه يصب نحو ازالة كل النقاط السوداء نهائيا التي انتشرت داخل الاحياء و العمارات وفي الاماكن غيرالمحروسة و منحدرات الطرق و حتى في المصاعد و حظائر السيارات وفي الاسواق الفوضوية التي ما فتئت تتراكم فيها كل انواع النفايات الناجمة عن نشاطات التجار". وقد خلفت هذه النفايات التي رميت بصفة عشوائية —يؤكد بن عالية— عدة مشاكل بيئية نظرا لامتلاء النقاط السوداء بمختلف انواع النفايات لا سيما المنزلية وكذا الهامدة (الناتجة عن نشاط البناء) وحتى الصناعية منها. كما اعتبر هذه العملية التي تبقى مفتوحة ومتواصلة فرصة ايضا للتقرب من المواطنين لتحسيسهم وتوعيتهم بضرورة الحفاظ على المحيط البيئي ونظافة المدن وجمالها وذلك بالامتناع من رمي النفايات عشوائيا واخراجها في الاوقات المحددة لذلك والمساهمة في عملية تطهير المحيط . كما ألح بن عالية على أهمية تكريس ثقافة جمع وفرز النفايات ابتداء من الاحياء.