شكلت مسألة التحولات الإجتماعية والممارسات الحضرية بالمدن الصحراوية محور أشغال ملتقى دولي افتتح يوم الثلاثاء بجامعة قاصدي مرباح بورقلة. ويهدف هذا اللقاء الذي ستتواصل أشغاله على مدار يومين إلى إبراز مقاربات حول التحولات الإجتماعية والحضرية المؤثرة في أنماط الحياة والهياكل الإجتماعية والإقتصادية للمدن الصحراوية كما أوضح المنظمون. وتدور محاور هذا الملتقى الذي يشهد مشاركة نحو ستين من المختصين جزائريين وأجانب ( تونسوموريتانيا ومصر وفرنسا) حول عدة موضوعات رئيسية من بينها "مدن صحراوية أم مدن في الصحراء "و" التحولات الإجتماعية والممارسات الحضرية" و"العمارة والعلاقة الإجتماعية- وممارسات التفاعل الإجتماعي" و"الهندسة والتنمية المستدامة". وفي تدخله حول المجموعات الإجتماعية بالمدن الصحراوية في الجزائر بين التنوع والإنحلال ذكر الدكتور عبد القادر خليفة (جامعة ورقلة) أن الواحة ليست اليوم تلك الصورة النمطية التي طالما رسمها الفولكلور السياحي في ذهنية المواطن العادي والإعلام. وشرح المتدخل بأن المدينة الصحراوية عرفت نقلة جديدة تتجلى على وجه الخصوص في التحولات الجذرية في نمط الحياة للسكان وتحولات كبرى في مجال العمران. ومن جهته أوضح البروفيسور مصطفى طالب ( جامعة نواكشوط) أن موريتانيا التي يسكن فضاءها الترابي فئة البدو (80 في المائة في 1960 و5 في المائة في 2013) تعيش نقلة عمرانية متسارعة من الصعب التحكم فيها على غرار العاصمة نواكشوط التي تعكس هذه التظاهرة والتي جعلت منها أول قطب ديموغرافي بهذا البلد. وذكر المتدخل أن الدورات المتعاقبة للجفاف التي ضربت البلد خلال سنوات سبعينيات القرن الماضي قد نجم عنها نزوح كبير للقرويين نحو العاصمة ونتجت عن ذلك تركيبة لنمو حضري غير مسبوق بالصحراء كما أضاف ذات المتدخل في العرض الذي قدمه حول الدعائم الجديدة للتعمير في موريتانيا. وينظم هذا الملتقى الدولي من قبل كلية العلوم الانسانية والاجتماعية (قسم علم الاجتماع والديموغرافيا) بالتعاون مع معهد الدراسات للعالم العربي والاسلامي ( فرنسا).