أبرز المشاركون في ملتقى حول "الطب و الصحة العسكرية إبان ثورة التحرير" يوم الخميس بسعيدة أهمية إنشاء أول مدرسة لتكوين الشبه طبي في منطقة سعيدة خلال ثورة التحرير المجيدة. واشار الأساتذة الجامعيون والمجاهدون في هذا اللقاء المنتظم من طرف مديرية المجاهدين بمناسبة الذكرى ال 59 لاستشهاد الطبيب يوسف دمرجي الى الدور البارز الذي لعبه هذا الأخير في انشاء هذه المدرسة الصحية و تكوين الممرضين. وفي هذا الصدد أوضح الدكتور مصطفى حليم من جامعة سعيدة أن إنشاء مدرسة في الشبه طبي بمنطقة سعيدة كانت من ضمن أولويات الشهيد يوسف دمرجي لتكوين مجاهدين و مجاهدات في التمريض حيث عمل على تشكيل هيئات استشفائية للصحة العسكرية و المركز القيادي لمصالح التمريض إضافة إلى تكوين إطارات في الصحة العسكرية للإشراف على كل كتيبة. و قام الشهيد الدكتور يوسف دمرجي على تكوين طاقم طبي خاص يعمل على فحص الجنود و مداواتهم بشكل دوري و فحص أبناء القرى و المداشر و توليد النساء بشكل مجاني. كما تمكن أيضا من ربط علاقات وطيدة مع بعض أطباء فرنسيين منهم كلود ستيفان الذي كان متعاطفا مع ثورة التحرير و الذي استفاد من خبرته الطبية إضافة إلى حصوله على الكثير من الأدوية و الوسائل الطبية التي سخرها لدعم ثورة التحرير. و من جهته أكد المجاهد محمد بن عطا الله أنه كان يسخر خيمته بمنطقة العسة (سعيدة) مركزا صحيا للدكتور دامرجي الذي أقام بها لمدة 6 أشهر حيث كان يعمل على مساعدته في جلب الأدوية و الوسائل الطبية. و تحدث المجاهد صديق مجاهد الذي كان رفيقا للدكتور يوسف دمرجي إبان ثورة التحرير بالمنطقة السادسة عن شجاعة و تفاني الشهيد في خدمة الثورة المجيدة في المجال الصحي. و أضاف أن المستعمر الفرنسي عمل على اغتياله باستعمال جميع الوسائل منها عرض مبلغ مالي مغري لمن يقوم بتزويدهم بمعلومات حول مكان تواجده. و قال نفس المجاهد أن الشهيد دمرجي كان يقول له أنه "يفضل أن يموت شهيدا على أن يلقى عليه القبض من طرف المستعمر الفرنسي" . و للإشارة ولد الشهيد يوسف دمرجي في 22 أغسطس 1929 بمدينة مليانة (ولاية عين الدفلى) وقد تحصل على شهادة دكتوراه في الطب بالجزائر العاصمة. و التحق بثورة التحرير سنة 1956 حيث عمل على إسعاف وعلاج المجاهدين فضلا عن تكوين ممرضين و ممرضات. وقد سقط الطبيب دمرجي في ميدان الشرف يوم 19 أغسطس 1958 بمنطقة تافرنت (سعيدة).