دأبت العائلات المستغانمية منذ زمن بعيد على إعداد خلال شهر رمضان الفضيل بعض المشروبات التقليدية التي تناقلتها الأمهات عن الجدات وتقدم عند الإفطار أو في السحور، خصوصا في فصل الصيف لمواجهة العطش أو مقاومة الساعات الطويلة للصيام ومن بينها "الخشاف" و"المحمضة" و"الشاربات". الخشاف... مشروب تركي بنكهة جزائرية يعتبر الخشاف من العصائر الرمضانية الشهيرة التي كانت تقدمها العائلات المستغانمية في شهر رمضان الفضيل، خصوصا في وقت السحور نظرا لقيمته الغذائية العالية واحتوائه على نسبة كبيرة من السكريات، تقول حسيبة بن إدريس إعلامية مختصة في التراث في تصريح لواج. و يعود أصل هذا المشروب الذي بدأ يختفي عن موائد رمضان في السنوات الأخيرة -تضيف بن إدريس- إلى العهد العثماني، حيث تناقلته العائلات العربية عن العائلات التركية داخل مدينة مستغانم، وهو ما يفسر وجود نفس المشروب بنفس الاسم وطريقة التحضير في تركيا و مصر. يتم إعداد مشروب الخشاف، حسبما ذكرته الحاجة خويرة من حي "تيجديت العتيق"، بوضع كمية من التمر والزبيب في كأس ونصف من الماء، و يضاف إليه كأس من السكر وثلاثة ملاعق من ماء الزهر وقليل من القرفة على نار هادئة لمدة ساعة حتى يصبح خليطا متجانسا. وبالرغم من وجود عصائر ومشروبات عصرية مختلفة النكهات والأذواق تملأ المحلات والأسواق والمراكز التجارية لا تزال العائلات في مدينة مستغانم تفضل تحضير "الشاربات" في المنزل بشكل تقليدي أو اقتنائها من بعض المحلات الخاصة بالمشروبات والحلويات التقليدية. و عاد مشروب الشاربات بقوة إلى موائد رمضان في السنوات الأخيرة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وطول مدة الصوم ومزجه بالمرطبات مما أضفى نكهة خاصة له تطفئ العطش وتنعش الصائم بعد ساعات الحر. و رغم محاولة العديد من المتعاملين الاقتصاديين المختصين في إنتاج المشروبات صناعة وتسويق "الشربات" بشكل حديث إلا أن الإقبال عليها ضعيف بالمقارنة مع الشاربات التقليدية يقول محمد صاحب محل تجاري في تصريح لواج. وحذر رئيس مصلحة ملاحظة السوق والإعلام الاقتصادي بمديرية التجارة الغالي سيد أحمد من المشروبات مجهولة المصدر والتي لا تتوفر على الوسم أو البيانات الرئيسية للمصنع ونصح المستهلكين بتفادي اقتناء هذه المنتجات من على قارعة الطريق ومن الباعة الموسميين. وذكر السيد الغالي أن المشروبات التي لا تعرف مكوناتها أو ظروف صناعتها وتخزينها وعرضها للبيع أو كان مصدرها مجهولا قد تشكل خطرا على صحة المستهلك مؤكدا أن مصالح التجارة تكثف خلال هذا الشهر الفضيل عملية مراقبة المشروبات ومدى مطابقتها للخصائص والمقاييس المعمول بها في هذا المجال. عنابة: سهرة موسيقية تمزج بين المديح والموشحات الأندلسية عنابة-مزج حفل السهرة الختامية للمهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الحضرية بعنابة في طبعته ال 13 ليلة الخميس إلى الجمعة بين المديح والعزف الأندلسي الأصيل وسط تجاوب ملفت للجمهور. و بحضور جمهور غصت به قاعة المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بوسط المدينة في مقدمته العائلات إلى جانب سلطات الولاية وعدد من الفنانين ودعت الطبعة ال13 لهذا المهرجان جمهورها بالنغم الأندلسي الأصيل والمنوعات الجزائرية الخفيفة فكان الحضور كعادته على الموعد مع الإصغاء والاستمتاع تارة والتأمل والتجاوب بتحية أداء الفنانين تارة أخرى . و بموشحات أندلسية حمل جوق جمعية دار الغرناطية للموسيقى والفن الأندلسي للحضور نفحات من الطرب الأندلسي فكانت صورة الجوق بالزي التقليدي راقية و أدائها للتراث الموسيقى الأندلسي أرقى. و كانت نجمة اللوحة الفنية الثانية للسهرة الختامية للطبعة ال 13 للمهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الحضرية الفنانة نعيمة عبابسة التي أدت منوعات جزائرية استهلتها بالمديح قبل أن تعود إلى الطابع النايلي والأغنية الجزائرية الخفيفة . من جهته تألق خلال السهرة الختامية مطرب الشباب بيبي العنابي بأداء جميل وممتع للمالوف العنابي جمع فيه بين الاستخبار والنوبة المالوفية العريقة ممتعا الحضور بالعديد منها على غرار "يا باهي الجمال". ونشط سهرات المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الحضرية 23 مطربا وجمعية فنية في طبوع موسيقى و أغنية المالوف والشعبي والحوزي الأندلسي إلى جانب الأغنية الجزائرية الخفيفة يمثلون ولايات عنابة و قسنطينة والجزائر العاصمة و جيجل والطارف وتلمسان إلى جانب بجاية و تيبازة. و شهدت السهرة الافتتاحية للطبعة ال13 لهذا المهرجان الذي دام سبعة أيام، حضور المطرب التونسي في طابع المالوف التونسي، زياد غرسة. و ينظم هذا المهرجان الذي يعد مكسبا ثقافيا تعتز به مدينة عنابة والفنانون وجمهور الموسيقى الراقية من طرف محافظة المهرجان بالتعاون مع المديرية المحلية للثقافة بالتنسيق مع المسرح الجهوي عز الدين مجوبي. و لاقت فعاليات الطبعة ال13 لهذا المهرجان التي احتضنتها قاعة المسرح الجهوي عز الدين مجوبي تجاوبا واسعا من طرف العنابيين وخاصة العائلات والشباب الذين كانوا في الموعد بقوة طيلة سهرات هذه التظاهرة الفنية.