شدد عضو المركز الصحراوي للدراسات والتوثيق "أحمد بابا مسكة", الدكتور غالي الزبير, على ضرورة أن تلعب الاممالمتحدة, الدور المنوط بها لايجاد حل سلمي ونهائي للنزاع في الصحراء الغربية من خلال تنظيم استفاء تقرير المصير بدلا من تبني مواقف التساهل تجاه تجاوزات الإحتلال المغربي. وأكد غالي الزبير - خلال نزوله ضيفا على البرنامج الحواري وجها لوجه الذي تبثه قناة فرانس24 - على "أن إيجاد حل نهائي سلمي لقضية الصحراء الغربية مرهون بمدى جدية الأممالمتحدة في تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي وليس بتعيين شخصية ذات وزن سياسي في مهمة مبعوث خاص للأمم المتحدة من عدمه". وأضاف الدكتور غالي, الذي يشغل أيضا منصب رئيس الهيئة الصحراوية للبترول والمعادن, أنه للوقوف على الأسباب التي أدت إلى إطالة أمد النزاع في الصحراء الغربية, "يكفي معرفة الطرف الذي ظل يرفض تنظيم الإستفتاء وفق ما نص عليه مجلس الأمن الدولي في قراراه 690 المؤرخ في أبريل 1991 الذي أسست بموجبه بعثة الأممالمتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) عقب توقيع إتفاق وقف إطلاق النار بين الجيشين الصحراوي والمغربي". وقدم غالي الزبير, في معرض حديثه, مجموعة من الخطوات التي حاول نظام الإحتلال المغربي من خلالها تعزيز مخططه الرامي إلى تقويض عملية السلام, وفرض الأمر الواقع في الإقليم المحتل لخلق نوع من الإحباط لدى المنتظم الدولي والشعب الصحراوي. واسترسل قائلا "أن هذه الخطوات كشفت زيف الإداعاءات المغربية ونيته المبيتة في التمرد على القانون الدولي وإفشال كل المساعي الحميدة لإنهاء هذا النزاع عن طريق الحل السلمي". من جهة أخرى, تطرق عضو مركز أحمدب ابا مسكة للدراسات والتوثيق, إلى مختلف القرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية والمحكمة الأوروبية ومجلس الأمن الدولي بشأن "غياب أية سيادة قانونية للمغرب على الإقليم وأحقية الشعب الصحراوي في تقرير المصير". وشدد في هذا الصدد , على أن الأممالمتحدة "وأمام كل هذه الحقائق أصبحت مجبرة اليوم على لعب دورها الطبيعي في إنهاء النزاع بدلا من تبني موقف التساهل والتماهي تجاه تجاوزات الإحتلال المغربي وتواطؤ بعض البلدان الأعضاء في مجلس الأمن، وإلا ستتحول إلى جزء من المشكل, بدلا من تكون جزء من الحل كما هو منتظر منها". جاءت تصريحات العضو الصحراوي في ضوء حالة الجمود السياسي لبعثة الاممالمتحدة, وغياب الممثل الخاص للامين العام للمنظمة الاممية في الصحراء الغربية خلفا لهورست كولر الذي استقال من منصبه شهر مايو من السنة الماضية ناهيك عن الوضع المتأزم في الصحراء الغربية بسبب استفزازات سلطات الاحتلال المغربية ومواصلتها لانتهاكاتها لحقوق الانسان في الاراضي الصحراوية المحتلة. تجدر الاشارة الى أنه تم في يوليو 2018, الاعلان عن تأسيس مركز الدراسات والتوثيق " أحمد بابا مسكة" , عرلافانا لما قدمه الدبلوماسي والمفكر الصحراوي بابا مسكة من تضحيات في تاريخ كفاح الشعب الصحراوي العادل من اجل الحرية والاستقلال وظل يرافع على قضيته العادلة الى غاية ان وافاته المنية في 14 مارس 2016. ويعكف المركز على تأسيس قاعدة معلومات أكاديمية وطنية لإجراء البحوث والدراسات وجمع المعلومات والبيانات ووضعها في خدمة الباحثين ومتخذي القرار وكذا التواصل مع مراكز البحوث والجامعات لتبادل الخبرات في مختلف المجالات خاصة المتعلقة بحقوق الانسان والثروات الطبيعية والدراسات الاستراتيجية.