اكدت التوصيات الرئيسية التي توجت اليوم الدراسي الذي نُظم أمس الثلاثاء في الجزائر العاصمة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات على ضرورة ادماج اكبر للاشخاص المسنين في مجتمع المعلومات. و جرى الحفل الختامي لهذا الحدث، المنظم هذه السنة تحت شعار: "التمتع بصحة جيدة في مرحلة الشيخوخة في عالم رقمي"، بحضور وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، كريم بيبي تريكي و وزير الرقمنة والإحصائيات حسين شرحبيل. و تركز المقترحات المنبثقة عن الورشات الثلاث المخصصة لتكنولوجيات الاعلام والاتصال في خدمة الاشخاص المسنين وصحة كبار السن ورفاههم والاستراتيجية التي يجب تبنيها لشيخوخة سليمة لاسيما على ضرورة التنسيق بين جميع الأطراف المعنية من أجل تقليص الفجوة الرقمية من خلال ادماج الاشخاص المسنين في مجتمع المعلومات. واقترح المتدخلون، في هذا الصدد ، تنظيم حملات تحسيسية تهدف إلى ترقية استخدام الحلول المبتكرة التي تقدمها تكنولوجيات الاعلام والاتصال لتحسين وضعية الاشخاص المسنين وضمان رفاهيتهم. و يتعلق الامر ايضا بتنظيم دورات تكوينية حضوريا و عن بعد مخصصة لكبار السن حول تقنيات استخدام تكنولوجيات الاعلام والاتصال، مع مراعاة قدراتهم العقلية ومهاراتهم التقنية. كما تمت التوصية بتطوير المنشآت القاعدية التكنولوجية من خلال إبراز الذكاء الاصطناعي وأنترنيت الأشياء والبيانات الكبيرة والواقع الافتراضي لصالح الاشخاص المسنين. و اقترح المشاركون ايضا العمل على تطوير بيئة مواتية لبروز حلول مبتكرة وخدمات ذات قيمة مضافة عالية بالتنسيق مع جميع الاطراف الفاعلة من أجل تسهيل وتحسين الاطار المعيشي للمسنين، من خلال تشجيع البحث والتطوير، خاصة على مستوى الجامعات والمعاهد والمؤسسات الناشئة. كما شددوا على ضرورة التنسيق بين جميع الأطراف المعنية من أجل تطوير المحتوى الرقمي والخدمات الإلكترونية تكون في مستوى تطلعات الاشخاص المسنين، مع التأكد من تكيُفها مع قدرات ومهارات هذه الفئة العمرية. واقترح المتحدثون من جهة أخرى, إنشاء منصة إلكترونية موحدة تضم جميع الخدمات الرقمية القطاعية المخصصة لكبار السن, مثل الرعاية المنزلية والمراقبة الصحية والضمان الاجتماعي. كما اقترحوا تطوير مناخ من الثقة والحرص على حماية البيانات الشخصية من أجل تحفيز كبار السن على استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال. ومن بين التوصيات المقترحة أيضا إنجاز إحصائيات لاحتياجات كبار السن وإدراجها رقميا وتوفير الترفيه من خلال استخدام تقنيات الإعلام والاتصال لصالح كبار السن. كما تتضمن تحسين تنقل كبار السن من خلال اتخاذ التدابير المناسبة في الأماكن العامة والعمل على تقديم خدمات إدارية وتجارية باستخدام تقنيات الإعلام والاتصال. و أوصوا خلال هذا اليوم بإنشاء لجنة وطنية مكلفة بحماية كبار السن وترقية حقوقهم وتنظيم مسابقة وطنية سنوية لتشجيع المشاريع المبتكرة المخصصة لهذه الشريحة من المجتمع. و تم التأكيد على ضرورة تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الحلول الرقمية المرتبطة بميدان حماية الاشخاص المسنين وتسخير الموارد المالية لإعداد وترقية برامج رقمية لصالح هذه الشريحة من المجتمع. وبهذه المناسبة, أكد وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية أن هذه التوصيات ستؤخذ بعين الاعتبار في إعداد خارطة الطريق المتعلقة بتكفل قطاعه بهذه الشريحة من المجتمع. من جهته, أعلن وزير الرقمنة والإحصائيات أن وزارته وبالتعاون مع المجتمع المدني والقطاعات المعنية والسلطات المحلية ستطلق دورات تكوينية للمكونين الذين سيكلفون بتعليم "المواطنة الرقمية" لا سيما كبار السن. ويتمحور موضوع اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات "التكنولوجيات الرقمية لكبار السن والتمتع بصحة جيدة في مرحلة الشيخوخة" حول أهمية استعمال تكنولوجيات الاعلام و الاتصال لفائدة هذه الشريحة من المجتمع حتى تتمتع بصحة جيدة وتستعمل التكنولوجيا مما يمكنها من تحقيق استقلاليتها الجسدية والعاطفية والمالية. و يكمن الهدف من إحياء اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات في 17 مايو من كل سنة في المساهمة في تحسيس الرأي العام بالآفاق التي تمنحها تكنولوجيات الإعلام والاتصال في المجالين الاقتصادي والاجتماعي وكذا السبل الكفيلة بتقليص الفجوة الرقمية.