لقي التوتر العسكري بين الهندوباكستان والذي خلف قتلى وجرحى ردود فعل دولية واسعة,ل يوم الأربعاء, حيث عبر المجتمع الدولي عن قلقه العميق, وتوالت الدعوات لضبط النفس واللجوء إلى الحوار الدبلوماسي لتجنب تداعيات كارثية على السلم الإقليمي والدولي. وفي طليعة الدول التي سارعت إلى التفاعل, أعربت الحكومة الجزائرية عن "عميق أسفها" و "بالغ قلقها" إزاء الاشتباكات "المأساوية" بين الهندوباكستان, حسب ما أورده بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية. وفي إطار النقاشات التي تمت بمجلس الأمن الأممي, وكذا خلال المحادثات الهاتفية التي أجراها وزير الدولة, وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية, أحمد عطاف, مع نظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكار, ونظيره الباكستاني محمد إسحاق دار, "وجهت الجزائر دعوة ملحة لضبط النفس, مثلما نادت بتغليب المسار السياسي والدبلوماسي على استخدام القوة", يضيف ذات المصدر. وأبرز البيان أن الجزائر "تجدد اليوم دعوتها هذه بإصرار أكبر, لأن ما تم تسجيله ليلة أمس من نشوب اشتباكات عنيفة بين البلدين يحمل مخاطر جسيمة على السلم والأمن في المنطقة بأسرها". وبالتالي, فإن "الأولوية القصوى في هذا الظرف بالذات ينبغي أن تستهدف حمل الطرفين على ضبط النفس والهدوء والتحلي بروح المسؤولية بغية استئناف الحوار, الذي يظل وحده القادر على تجنيب الهندوباكستان وشعبيهما مكابدة مشاق وتداعيات صراعٍ, لهما من القدرة والحكمة ما يسمح بتجاوزه وتخطيه", حسب ما جاء في بيان الوزارة. من جهتها, دعت الأممالمتحدةالهندوباكستان إلى التحلي ب"أقصى درجات ضبط النفس". و أعرب الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش, في رسالة أصدرها المتحدث باسمه, عن "قلقه العميق" إزاء العمليات العسكرية الهندية عبر خط السيطرة والحدود الدولية مع باكستان. وأفادت الرسالة بأن "العالم لا يستطيع تحمل مواجهة عسكرية بين الهندوباكستان". وحذر الأمين العام الأممي من أن التوترات بين الجارتين "وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات", وعرض على الحكومتين الهنديةوالباكستانية مساعيه الحميدة للمساعدة في تهدئة التوترات وتعزيز الدبلوماسية, مشددا على أن "الحل العسكري ليس حلا". ومن بروكسل, طالب الاتحاد الأوروبي, الهندوباكستان باتخاذ إجراءات فورية لوقف التصعيد بينهما. وفي هذا الصدد, قال أنور العنوني, المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي, في تصريحات صحفية: "نحث كلا الجانبين على ضبط النفس, واتخاذ إجراءات فورية نحو خفض التصعيد". وحث الاتحاد الأوروبي, الهندوباكستان على ضرورة التوصل لحل سلمي دائم ومتفق عليه للنزاع عن طريق التفاوض. وبدورها, أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية, ماريا زاخاروفا, عن "قلق موسكو العميق" إزاء تصعيد المواجهة العسكرية بين نيودلهي وإسلام آباد, ودعت الأطراف المعنية إلى ضبط النفس. وأردفت قائلة في هذا السياق: "نشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد المواجهة العسكرية بين الهندوباكستان", مشددة على "ضرورة توحيد جهود المجتمع الدولي بأسره" و إلى "ضبط النفس لمنع تفاقم الوضع في المنطقة". ومن بكين, دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية, لين جيان, الهندوباكستان الى ضبط النفس و أن يلتقيا في منتصف الطريق و أن يحلا خلافاتهما بشكل سليم من خلال الحوار والتشاور, مؤكدا أن الصين "مستعدة لمواصلة القيام بدور بناء في تخفيف التوترات الحالية". ومن جانبها, أعربت بريطانيا عن "قلقها البالغ من التوترات والمواجهات العسكرية بين الهند و باكستان", داعية البلدين إلى "التحلي بضبط النفس والدخول في مفاوضات مباشرة تنهي الخلافات بطريقة دبلوماسية وسلمية". وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان صحفي انه أجرى محادثات مع نظيريه الباكستانيوالهندي, موضحا أن "تطور الحرب لن يصب في مصلحة أي بلد ولن يخرج منها أحد منتصرا". ومن أنقرة, أعربت وزارة الخارجية التركية, في بيان لها, عن قلقها بشأن التطورات الجارية بين باكستانوالهند, وحثت الطرفين على التصرف بحكمة وتجنب الأعمال أحادية الجانب. وطالبت باتخاذ التدابير اللازمة "لخفض التوتر في المنطقة في أسرع وقت ممكن, و إنشاء الآليات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الأحداث". من جانبها, دعت سلطنة عمان كلا من الهندوباكستان إلى احتواء هذا التصعيد الخطير بينهما. وأكدت في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم أنها تتابع ب"قلق بالغ" التصعيد العسكري الراهن, مطالبة ب"فتح المجال للجهود الدبلوماسية لإيجاد تفاهم بين البلدين, وتغليب الحلول السياسية, حفاظا على الأمن والاستقرار, وتحقيقا للسلام, والتعايش السلمي, والوئام". تجدر الإشارة الى أن التوترات تصاعدت بين الهندوباكستان في أعقاب هجوم مميت على سياح في باهالغام في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير, ما خلف قتلى وجرحى. وفي هذا السياق, استدعت وزارة الخارجية الباكستانية, يوم الأربعاء, القائم بالأعمال الهندي في إسلام آباد, لتسليمه مذكرة احتجاج على خلفية الضربات التي نفذتها الهند في مواقع متعددة داخل باكستان وفي إقليم كشمير. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية, في بيان لها, إن الضربات أدت إلى وفيات وجرحى من المدنيين, واصفة إياها ب"العمل العدواني الصارخ الذي يشكل انتهاكا واضحا لسيادة باكستان".