وأنا أقرأ للروائية البرازيلية ''كلاريس ليسبكتور'' تعرّفت عن جيل ''الرّفض والملل من كل قديم'' واستمتعت بفنيات ''الواقعية الجديدة''الدّاعية إلى الاستمتاع بالجمال والجمال فحسب ، بينما أنا غارق في ديمومة التقليد الغبيّ - على حدّ تعبير البروفيسور محمد أركون - ومحاصر بثقافة ''ترسيخ الأعشاب الضّارّة'' الظاهرة في هوامش ومضامين حياتنا اليومية، في الشارع الاجتماعي والثقافي والرياضي والاقتصادي ، كأن الأصداء الوثنية تلقي بسلطتها على كل ''إرادة جمال'' و''طاقة تغيير''، بل كأن حالة الوجود تركن تحت ''ضغط الرّداءة العالي''، حيث كل الأمراض متجمهرة في الساحات العمومية وعلى أرائك الصالونات البلّورية، رغم إمكانات علوم الطب وثورة المعلوماتية التي لم تنجح في تصفية ''ذهنيات الأورام الخبيثة''في مجتمعاتنا الخرافية· وأتساءل - كما يتساءل كل حرّ من قيوده النّفسية - عن الجدوى من الكلام المتناثر في مهبّ المناهج الوضعية والسماويّة، في غمرة الانحياز لهذه ( الذّاتية المجرمة )، المتسكّعة في أرواحنا المخرّبة - مرّة بفعل الانهزام أمام مرايانا الثقافية والتاريخية، ومرّة بفعل التلذّذ المستميت بهذه الطّاقة الجبّارة التي اسمها (الذّاتية) -، بينما عجلة العقل لا تتوقّف عن العمل في أمريكا واليابان وفي المجتمعات التي يتكلّم أدباؤها ومفكّروها فيستمع الجميع، ليستلهم ''هذا الجميع'' لنبرة العقل في ذروة تفكير نخبته وصفوته من النّاس، في المقابل لا يستمع أحد من هذا الجميع في مجتمعاتنا إلى أحد، مهما كان نوعه، بل هو منبهر بالاستماع عندما يتكلّم ''صوت الغوغاء''وينطق لسان العاطفة السّاكنة في دهاليز النّفس و''أكواخ القصور''المحاذية للتخمة، على جانب الطاولات والمكاتب المعادية لأنظمة ''الحمية المناعيّة'' مْىفُّىٍٍَِّى مٍىهجز هو متجذّر في ذهنياتنا المستعصية على التغذية المعاصرة، حيث كما لا مانع من ''حدوث ما لا يجب حدوثه''، بل على العكس تستفحل المغامرة بتعميم هذه الذّاتية الإجرامية ، لتصبح منظومة من صلب ذلك ''العقد الاجتماعي''، على اعتبار أن المنسوخ مقبول ومطلوب، بل أعمق من ذلك يصبح الجنون حالة نظاميّة عامة، على أساس أنّه ذروة الحكمة في العقل، بينما لا ينتظر الخرافة سوى المزيد من ''التخريف'' و''التحريف'' و''الترييف''، فتفقد الحياة حياتها الأولى ، حيث الفطرة والبراءة ، لتنزلق إلى ''حياة ميكروبيّة'' تعلن استبدادها المتجذّر في ''تاريخ الظّلمة''، في الوقت الذي يفقد فيه مفكّرو المجتمع وأدباؤه ألسنتهم العقلية ، لينطلق لسان ''جريمة الذّاتية''، ضاربا سماء الحريّة بأسلحة التدمير النّفسي الشامل، لذلك كلّه أدعو ''الجميع'' إلى الاستماع إلى صوت هذا الشعر الألماني ، فلربّما يأتي الوقت الذي يستمع فيه ''بعض جميعنا'' إلى أدبائنا ومفكّرينا، وأترك من لديه ''حاسة الاستماع''، ليستمع : إني لا أرغب بالأشياء الممنوعة! يتوجب عليك أن لا تمشي فوق الأعشاب! ويتوجب عليك الصلاة مساء يتوجب عليك تناول الفيتامينات وعدم نسيان المواعيد! يتوجب علينا أن لا نغش أثناء اللعب! ويتوجب علينا عدم الكذب يتوجب علينا غسل أسناننا يومياَ وأن لا نوسخ ثيابنا يتوجب على الأطفال أن يتهامسوا لا يسمح للمرء بكسر الألعاب يتوجب على المرء ارتداء القبعة أيام الأحاد إن السيجارة ضارة أنا أرغب بمعرفة جميع النجوم أن أسمي كلبي قطتي لا اغسل المزيد من الجوارب أتناول الآلاف من الحلوى (بونبونز) أريد أن لا أدفع الضرائب أصبغ جميع الحيطان بالألوان أريد أن أذهب وبدون حذاء لا أريد أن أرى المزيد من الدموع أرغب بمنع ''يتوجب'' و''المفروض'' أرغب أن أقبل نمراَ أرغب للجميع ب ''مسموح'' و''تستطيع'' الجميع يستطيع - بعدم فرض ''يتوجب''