قال بومدين لبن بلة ''أقول لك يا أخي إن لي أمنية وحيدة، وهي أن أعود لمدة أسبوع لأرى كيف أصبحت الجزائر من بعدي''، وما إن نطق بومدين بهذه الأمنية حتى وجد عزرائيل أمامه، وعلى شفتيه ابتسامة، شعر بومدين بالارتباك لكن عزرائيل طمأنه قائلا ''لا خوف عليك يا بومدين.. لا تخشى شيئا..'' لكن لماذا تريد العودة إلى بلد لم يعد يعرفك.. فقال بومدين ''لأنني اشتقت إلى رائحة الجزائر، وأريد أن أطمئن بنفسي على ذلك البلد الذي كافحت من أجله وأفنيت العمر كله من أجل أن يصبح بلدا عظيما وكبيرا..'' وماهي إلا فترة قصيرة حتى جاءت الموافقة من الأعلى، لينزل بومدين من السماء إلى أرض الجزائر.. شعر بومدين بغبطة كبيرة، وطار الخبر عند كل الموتى الذين كانوا بجواره.. وتمنى كل واحد منهم أن يعود، لكنهم لم يحظوا بالموافقة التي حصل عليها بومدين.. وشعر الموتى من المسؤولين الكبار بالحسرة.. ابتسم بن بلة لبومدين وتمنى له رحلة موفقة وسعيدة لكن مع ذلك نصحه ألا يكشف نفسه في أول وهلة، وعندما لاحظ أن بومدين مصرا على كشف هويته من اللحظة الأولى، قال له بن بلة ''أخشى يا أخي بومدين، أن تجد جفاء عند كل من تظن أنهم سيسعدون بعودتك.. بل وستجد من سيحاربك دون هوادة''، لكن بومدين ظل يضحك من أعماقه، وقال لبن بلة ''أخشى يا أخي حميمد أن تكون في قلبك غصة، لأنني سأعود وأتركك هنا وحيدا، مثلما كنت أنا وحيدا..'' قال بن بلة ''بالعكس أنا سعيد بعودتك إلى الجزائر، لكن ما أنصحك به هو خشيتي أن تصاب بصدمة يا أخي بومدين..''.