لعل إحالة عصام العريان لمحكمة الجنايات تكون جرس إنذار للإسلاميين من الإخوان والسلفيين الذين ظهروا في الآونة الأخيرة وكأنهم مجموعة من السياسيين السذج الذين يسهل اصطيادهم من ألسنتهم.. ورغم أنه سياسي قديم قد تم صهره في بوتقة السجون إلا أنه وبمجرد أن دبت فيه روح السلطة فقد السيطرة على لسانه بل وصنع من نفسه وبلسانه كبش فداء على الهواء تلقفته إعلامية تمتلك مهارة اصطياد ضيوفها إلا أنها لأول مرة ترفع قضية ضد ضيف رئاسي سمين يحقق لها شهرة دسمة لم تكن تحلم بأن تتذوقها في عطلة العيد.. ليته توقف عند هذا الحد.. حشر نفسه طرفًا ثالثًا في معركة منتهية بين الرئيس والنائب العام. عاد لسان العريان ليشير إلى أن موافقة النائب العام على منصب السفير مسجلة في مكالمة رئاسية.. العريان لم يكن يختلف كثيرًا عن ذلك الدب الذي أراد أن يهش ذبابة عن وجه صاحبه فتصيدها بحجر قتل الذبابة حقا لكنه قتل صاحبه أيضا بعدما عرف الناس أن عهد التسجيلات والتنصت ما زال مستمرا وأن نصيحة حبيب العادلي المحكوم عليه بالمؤبد بالكف عن الكلام حتى لا يتم تسجيله يجب العمل بها فهي مازالت سارية المفعول في عهد الرئيس مرسي.. والأخطر أن ثبت يقينا أن الجماعة وحزبها يمارسان السياسة من قلب مؤسسة السياسة.. وأنا أسأل الزعيم العريان: كيف سمح لنفسه وهو يباهي بأنه غير ملطخ السمعة ? بتلطيخ سمعة الناس وازدرائها.. هل لأنه قريب جدًا جدًا من الرئيس الذي يطلعه علي أسرار الدولة رغم أنه يعلم أن لسانه فالت.. لكنه اقترح على الرئيس أن يلحقه بوظيفة بعيدة عن القاهرة مثلما فعل مع البرنس الذي أراح واستراح في موقع نائب محافظ الإسكندرية بعد أن أربك الرئيس بتوجيه اتهامات لرئيس الرقابة الإدارية وبعيدًا عن الرئيس وفي مشهد إخواني مثير لأنه يكشف مدى الاستخفاف بعقول الناس لإثبات حالة ديمقراطية مصنوعة عندما أعلنت نتيجة انتخابات رئيس حزب الإخوان ظهر الفرح والسعادة على وجه الكتاتني والعريان لدرجة أنني لم أستطع أن أحدد من هو الفائز ومن هو الخاسر.. وكنت قد رجحت فوز العريان لأن فرحته كانت أكبر.. المفاجأة أن الفائز هو الكتاتني وليس العريان الذي ارتدى قناعًا زائفًا وهو ادعاء الفرحة رغم أنه رشح نفسه وهو يعلم أنه لن يفوز كما أن خسارته متفق عليها.. وليست بسبب كفاءة ونزاهة وقوة الكتاتني وهو النموذج القيادي اليتيم في الإخوان الذي يتميز بأنه شخصية دينية مدنية سياسية ناضجة متكاملة.. السؤال الذي يفرض نفسه والانتخابات علي الأبواب هل سينجح الإخوان في الاحتفاظ بالأغلبية رغم الانخفاض الكبير في الشعبية؟ في وقت وجدت فيه كل القوي المدنية بكافة ألوانها وأطيافها تحت علم الليبراليين المتحدين في مواجهة علم الإخوان المسلمين.. القراءة الأولوية للشارع الانتخابي تقول إن هناك فرصة كبيرة أمام الليبراليين ليحققوا أرقامًا قياسية بشرط أن يحسنوا استثمار شعار التغيير وللعلم فقط لو تحالف المال مع التغيير يمكن أن تحدث المفاجأة.. من السابق لأوانه التنبؤ بما تسفر هذه الانتخابات التي تمثل أول شرنقة طبيعية لولادة مجتمع مصري جديد.. إلا أنها للأسف أيديولوجية الهدف لا ثورة فيها ولا وطن. * نقلا عن “المصريون"